اخبار التقنيةتكنولوجيا

الفاتورة الإلكترونية في السعودية: كل ما تحتاج معرفته للامتثال الكامل

في ظل التحول الرقمي الكبير الذي تشهده المملكة العربية السعودية، أصبحت الفاتورة الإلكترونية أحد الأعمدة الأساسية في النظام الضريبي الحديث. ويهدف هذا التحول إلى تعزيز الشفافية، وتقليل الاعتماد على الورق، وضمان الامتثال لضريبة القيمة المضافة بطريقة ذكية وسلسة.

ما هي الفاتورة الإلكترونية؟

الفاتورة الإلكترونية هي وثيقة رقمية تُصدر وتُخزّن إلكترونيًا، تحتوي على تفاصيل المعاملة التجارية مثل اسم المورد، العميل، المنتجات أو الخدمات المقدمة، المبالغ، والضريبة المضافة. وتصدر بصيغة رقمية معتمدة من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA) وتكون قابلة للمعالجة من قبل الأنظمة الإلكترونية.

مراحل تطبيق الفوترة الإلكترونية في السعودية

تم تطبيق الفاتورة الإلكترونية السعودية على مرحلتين:

  1. المرحلة الأولى – مرحلة الإصدار والحفظ

بدأت في ديسمبر 2021، وتلزم المنشآت بإصدار الفواتير إلكترونيًا بدلًا من الورقية، مع ضرورة حفظها إلكترونيًا لمدة لا تقل عن خمس سنوات. تشمل هذه المرحلة المتطلبات الشكلية والمحتوى الأساسي للفواتير.

  1. ٍالمرحلة الثانية من الفاتورة الإلكترونية – مرحلة الربط والتكامل

بدأت المرحلة الثانية من الفاتورة الإلكترونية  في يناير 2023، وتهدف إلى ربط أنظمة الفوترة لدى المنشآت مباشرة مع نظام هيئة الزكاة والضريبة، بحيث يتم التحقق الفوري من الفواتير وتوثيقها لحظيًا.

متطلبات الامتثال لنظام الفاتورة الإلكترونية

للالتزام بنظام الفاتورة الإلكترونية، يتعين على الشركات والمنشآت توفير ما يلي:

  1. إصدار الفواتير بصيغة XML أو PDF/A-3 مدمج مع ملف XML.
  2. تضمين رمز QR في الفواتير المبسطة.
  3. استخدام التوقيع الرقمي للفواتير لضمان صحتها وأصالتها.
  4. حفظ الفواتير إلكترونيًا لمدة خمس سنوات على الأقل.
  5. ربط نظام الفوترة الخاص بالمنشأة مع منصة هيئة الزكاة في المرحلة الثانية.

فوائد الفاتورة الإلكترونية

اعتماد الفوترة الإلكترونية يعود بعدة فوائد مهمة، منها:

  1. تعزيز الشفافية وتقليل التلاعب في البيانات.
  2. تسريع عمليات الفوترة وتقليل التكاليف التشغيلية.
  3. تسهيل المراجعة والتدقيق الضريبي.
  4. الحد من المعاملات النقدية وتحقيق بيئة أعمال احترافية.
  5. تحسين تجربة العملاء من خلال تسليم فواتير دقيقة وسريعة.

العقوبات في حال عدم الالتزام بالفاتورة الإلكترونية

تفرض هيئة الزكاة والضريبة والجمارك مجموعة من العقوبات والغرامات على المنشآت غير الملتزمة، ومنها:

  1. غرامات مالية تبدأ من 5000 ريال وتصل حتى 50,000 ريال حسب نوع المخالفة.
  2. إيقاف الخدمات الحكومية عن المنشأة.
  3. إدراج المنشأة ضمن قائمة المخالفين مما يؤثر على تصنيفها الائتماني.
  4. احتمال تعليق السجل التجاري أو النشاط في حال التكرار أو عدم التصحيح.

كيفية تجهيز منشأتك لتطبيق الفوترة الإلكترونية

لضمان الامتثال الكامل، اتبع الخطوات التالية:

  1. تقييم وضعك الحالي: تأكد من جاهزية نظام المحاسبة لديك.
  2. اختيار مزود نظام متوافق: تأكد أن النظام معتمد من هيئة الزكاة والضريبة.
  3. تدريب الموظفين: تأكد من أن الفريق المحاسبي يفهم كيفية إصدار الفواتير الإلكترونية والتعامل معها.
  4. اختبار الربط الإلكتروني: في المرحلة الثانية، يجب أن يتم الربط المباشر مع منصة الهيئة بنجاح.
  5. مراجعة دورية للامتثال: تابع المستجدات وحدث النظام عند الحاجة.

هل الفاتورة الإلكترونية إلزامية لجميع المنشآت؟

نعم، الفاتورة الإلكترونية السعودية إلزامية لجميع المنشآت الخاضعة لضريبة القيمة المضافة في السعودية، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، بشرط أن تكون مسجلة لدى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.

وفقًا لما أعلنته الهيئة، بدأ تطبيق المرحلة الأولى (مرحلة الإصدار) من الفوترة الإلكترونية منذ 4 ديسمبر 2021، وشملت جميع المكلفين المسجلين في ضريبة القيمة المضافة داخل المملكة. أما المرحلة الثانية (مرحلة الربط والتكامل)، فقد بدأت بشكل تدريجي من 1 يناير 2023، وهي تُطبَّق على دفعات وفقًا لحجم الإيرادات السنوية لكل منشأة.

الحالات التي يشملها الإلزام:

  1. جميع الشركات والمؤسسات التي تقدم منتجات أو خدمات خاضعة لضريبة القيمة المضافة.
  2. المنشآت التي تصدر فواتير ضريبية أو مبسطة للعملاء داخل المملكة.
  3. حتى المنشآت التي تقدم خدمات إلكترونية للمستهلك النهائي، عليها الالتزام بالفوترة الإلكترونية.

استثناءات محدودة:

  1. المنشآت غير الخاضعة لضريبة القيمة المضافة.
  2. بعض الكيانات الحكومية التي لا تزاول نشاطًا اقتصاديًا خاضعًا للضريبة.

لذلك، من الضروري لكل منشأة خاضعة للضريبة أن تعتمد نظام فوترة إلكتروني متوافق مع متطلبات الهيئة لتجنب المخالفات والغرامات، وضمان سير عملياتها المالية بشكل قانوني ومنظم.

ما الفرق بين الفاتورة المبسطة والفاتورة الضريبية؟

الفرق بين الفاتورة المبسطة والفاتورة الضريبية في السعودية يكمن في الجهة المستفيدة من الفاتورة ومقدار التفاصيل المطلوبة فيها، وذلك حسب متطلبات هيئة الزكاة والضريبة والجمارك. إليك توضيحًا مبسطًا للفروق:

 أولاً: الفاتورة الضريبية

  • موجهة إلى: منشآت أو عملاء مسجلين في ضريبة القيمة المضافة.
  • تُستخدم عند: بيع منتجات أو خدمات إلى كيانات تجارية أخرى يمكنها خصم الضريبة.
  • المعلومات التي تحتويها:
    • اسم المورد ورقم تسجيله الضريبي.
    • اسم العميل ورقم تسجيله الضريبي.
    • تاريخ الإصدار.
    • وصف الخدمة أو المنتج.
    • مبلغ الفاتورة بدون ضريبة.
    • نسبة ومقدار ضريبة القيمة المضافة.
    • المجموع الكلي مع الضريبة.

ثانيًا: الفاتورة المبسطة

  1. موجهة إلى: المستهلك النهائي (عميل غير مسجل في ضريبة القيمة المضافة).
  2. تُستخدم عند: البيع بالتجزئة أو عند تقديم خدمات للأفراد.
  3. المعلومات التي تحتويها:
    • اسم المورد ورقم تسجيله الضريبي.
    • تاريخ الإصدار.
    • وصف المنتج أو الخدمة.
    • المبلغ الكلي شاملًا الضريبة.
    • قيمة الضريبة بشكل واضح (اختياري لكن مفضل).

هل يمكن استخدام أي برنامج لإصدار الفاتورة الإلكترونية؟

لا، لا يمكن استخدام أي برنامج بشكل عشوائي لإصدار الفاتورة الإلكترونية في السعودية، بل يجب أن يكون البرنامج معتمدًا ومطابقًا لمتطلبات هيئة الزكاة والضريبة والجمارك. الهيئة وضعت مواصفات تقنية ومعايير أمنية دقيقة لضمان الامتثال الكامل للمرحلتين الأولى والثانية من تطبيق نظام الفوترة الإلكترونية.

إليك أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في برنامج الفوترة الإلكترونية:

  1.  أن يكون البرنامج قادرًا على إصدار الفواتير الإلكترونية بصيغة XML أو PDF/A-3 مع ملف XML مرفق.
  2.  أن يضمن عدم التعديل أو التلاعب في الفاتورة بعد إصدارها (يحتوي على خصائص الأمان والربط مع نظام الهيئة).
  3.  أن يكون البرنامج قادرًا على الربط المباشر بمنصة الهيئة (ZATCA) خلال المرحلة الثانية (مرحلة التكامل).
  4.  أن يحتوي البرنامج على رقم تسلسلي لكل فاتورة لا يتكرر.
  5.  أن يدعم إضافة رمز الاستجابة السريعة (QR Code) للفواتير المبسطة.

ملاحظة مهمة:

استخدام برنامج غير معتمد أو لا يفي بالمتطلبات التقنية قد يؤدي إلى فرض غرامات أو رفض الفواتير الصادرة من قبل الهيئة، مما يؤثر على امتثالك الضريبي.

لهذا يُنصح دائمًا بالاعتماد على برامج محاسبة وفوترة إلكترونية معتمدة رسميًا من الهيئة وتكون مخصصة للسوق السعودي، مثل برنامج “بلاجن” الذي يوفر جميع المتطلبات التقنية ويدعم التكامل الكامل مع المنصة.

هل هناك دعم حكومي للمنشآت الصغيرة؟

نعم، هناك دعم حكومي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية، حيث توفر الحكومة العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم هذه المنشآت وتحفيز نموها وتوسيع نطاق أعمالها. هذا الدعم يشمل مجالات مالية، إدارية، وتقنية، ويهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتعزيز الابتكار والاستدامة.

أبرز أشكال الدعم الحكومي للمنشآت الصغيرة:

  1. التسهيلات المالية:
    • تُقدّم الحكومة قروضًا ميسرة للمنشآت الصغيرة من خلال البنك السعودي للتسليف والادخار وبرامج مثل برنامج كفالة الذي يوفر ضمانات للقروض، مما يسهل على المنشآت الصغيرة الحصول على التمويل.
  2. الإعفاءات والخصومات الضريبية:
    • تقدم الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك بعض الإعفاءات الضريبية أو الخصومات للشركات الصغيرة التي تتوافر فيها بعض الشروط، مثل تقليل نسبة ضريبة القيمة المضافة في بعض الحالات.
  3. برامج الدعم التقني والاستشاري:
    • تقدم الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” استشارات مجانية أو مدعومة في مجالات مثل التسويق الرقمي، إدارة العمليات، وتوفير أدوات إلكترونية مثل البرامج المحاسبية لمساعدة هذه الشركات في تحقيق الامتثال الضريبي وتحسين الأداء المالي.
  4. برامج تسويقية وترويجية:
    • توفر الحكومة منصات تسويقية إلكترونية مخصصة لعرض منتجات المنشآت الصغيرة على مستوى محلي ودولي، مما يساعد هذه الشركات على التوسع وزيادة قاعدة العملاء.
  5. دورات تدريبية وورش عمل:
    • تقدم الحكومة دورات تدريبية و ورش عمل تركز على مهارات ريادة الأعمال، و إدارة الأعمال الصغيرة، و الامتثال الضريبي، مما يساعد رواد الأعمال على تحسين مهاراتهم التقنية والإدارية.

أهمية الدعم الحكومي

هذا الدعم يشجع الابتكار والإبداع، ويمكّن الشركات الصغيرة من التوسع والنمو في بيئة تجارية تتسم بالتحديات.

تجربتي مع بلاجن

تجربتي مع برنامج محاسبة بلاجن كانت استثنائية بكل المقاييس. وفّر لي النظام كل الأدوات التي أحتاجها لإدارة فواتيري الإلكترونية بسهولة وسلاسة، مع التوافق الكامل مع متطلبات هيئة الزكاة في السعودية. الواجهة بسيطة وسهلة الاستخدام، والدعم الفني متجاوب وفعّال. أنصح به بشدة لكل من يبحث عن برنامج محاسبي موثوق ومتكامل.

التحول نحو الفوترة الإلكترونية في السعودية يمثل نقلة نوعية في عالم الأعمال، ويوفر بيئة أكثر تنظيمًا واحترافية. الالتزام بهذا النظام لا يجنّبك فقط العقوبات، بل يمنحك مزايا تنافسية على المدى الطويل. لذلك، احرص على تجهيز نظامك المحاسبي وتدريب فريقك لتكون جزءًا من هذا التطور الرقمي المميز.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى