استعادة القطع الأثرية: خطوة نحو المصالحة بين الفاتيكان والسكان الأصليين في كندا
في خطوة تاريخية نحو المصالحة، أعاد الفاتيكان اليوم السبت 62 قطعة أثرية إلى سكان كندا الأصليين، كجزء من محاسبة الكنيسة الكاثوليكية لدورها في قمع الثقافة الأصلية في الأمريكتين. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي تبذلها الكنيسة للتعويض عن الأضرار التي سببتها للسكان الأصليين خلال الحقبة الاستعمارية.
القطع الأثرية المُعادة: رموز للثقافة والتاريخ
تضمنت القطع الأثرية المُعادة قارب كاياك إنويت الأيقوني، والوثائق الداعمة، التي كانت جزءًا من مجموعة متحف الفاتيكان الإثنوجرافي، المعروف بمتحف أنيما موندي. وقد أثارت هذه المجموعة جدلاً واسعًا في الفاتيكان حول استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة من الشعوب الأصلية.
الجدل حول القطع الأثرية: هدايا أم سرقة؟
كان الفاتيكان يصر على أن هذه القطع كانت “هدايا” للبابا بيوس الحادي عشر، الذي أراد الاحتفال بالامتداد العالمي للكنيسة ومبشريها. ومع ذلك، شكك المؤرخون وجماعات السكان الأصليين في ما إذا كانت هذه القطع قدمت بحرية، نظرًا لاختلال توازن القوى في البعثات الكاثوليكية آنذاك.
دور الكنيسة الكاثوليكية في قمع الثقافة الأصلية
خلال الحقبة الاستعمارية، ساهمت الأوامر الدينية الكاثوليكية في تطبيق سياسة الدمج القسري التي انتهجتها الحكومة الكندية للقضاء على تقاليد السكان الأصليين. وقد وصفت لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية هذه السياسات بـ”الإبادة الثقافية”. وتعد هذه الخطوة جزءًا من الجهود التي تبذلها الكنيسة للتعويض عن الأضرار التي سببتها.
نحو مستقبل أفضل: المصالحة والاحترام المتبادل
تأتي إعادة القطع الأثرية كخطوة نحو المصالحة بين الفاتيكان والسكان الأصليين في كندا. وتعكس هذه الخطوة التزام الكنيسة بالتعويض عن الأضرار التي سببتها والعمل نحو مستقبل أفضل للجميع. ومن المتوقع أن تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من الحوار والاحترام المتبادل بين الكنيسة والسكان الأصليين.
الخلاصة
في الختام، تُعد إعادة القطع الأثرية إلى سكان كندا الأصليين خطوة تاريخية نحو المصالحة. وتعكس هذه الخطوة التزام الفاتيكان بالتعويض عن الأضرار التي سببتها والعمل نحو مستقبل أفضل للجميع. ومن المتوقع أن تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة جديدة من الحوار والاحترام المتبادل بين الكنيسة والسكان الأصليين.
