وزير الإعلام الثقافة ركيزة أصيلة في مسيرة التنمية الشاملة

- جاسم البديوي: مسيرة مجلس التعاون المباركة حققت إنجازات كبرى ومتعددة
فرحان الشمري
استضافت الكويت أمس الاجتماع الـ29 لوزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت برئاسة وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري. وأكد الوزير المطيري في كلمته بافتتاح الاجتماع أن «الكويت تحظى هذا العام باختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي للعام 2025، وهو تكريم نعتز به وننظر إليه كمسؤولية وطنية تعكس مكانة الكويت ودورها الريادي في دعم مسيرة العمل العربي المشترك بمجالي الثقافة والإعلام».
ونقل الوزير المطيري تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله وتمنياتهم بأن تكلل أعمال الاجتماع بالنجاح والتوفيق والسداد لخدمة أهداف وطموحات أوطاننا، وأن تخرج بقرارات وتوصيات عملية وبناءة تعزز التعاون الثقافي بين دولنا الشقيقة. وقال إن هذا الاجتماع يعقد في ظل متغيرات دولية متسارعة وتطورات إقليمية دقيقة تستدعي من الجميع المزيد من التكاتف والتنسيق والتكامل بما يعكس المكانة الراسخة لمنظومة مجلس التعاون ويعزز دور الثقافة الخليجية في مواكبة المستجدات ومواجهة التحديات.
وبين أن مجلس التعاون يظل في مثل هذه الظروف نموذجا للوحدة والتضامن والتكامل يجسد أسمى صور الأخوة الخليجية، مؤكدين أن وحدة الصف والتكامل المشترك هما الركيزة الأهم لتطورنا وازدهارنا.
وأفاد بأن الثقافة تمثل إحدى ركائز قوتنا الناعمة وأداة فاعلة في بناء الجسور بين الشعوب وترجمة قيمنا وهويتنا إلى خطاب حضاري مؤثر يعزز الحوار والتفاهم والسلام ويعمق روابط الأخوة بين دولنا أولا ثم بيننا وبين العالم أجمع.
وأشار إلى ضرورة مواصلة العمل على تطوير البرامج والأنشطة الثقافية المشتركة بما يعزز استدامتها ويزيد من أثرها الملموس من خلال الخطة السنوية للفعاليات الثقافية وحماية التراث العالمي وتوسيع المشاركة في المهرجانات والملتقيات الإبداعية وتكريم المبدعين. وبين أن التكامل بين الثقافة والسياحة يشكل إضافة نوعية لترسيخ الهوية الخليجية وتقديمها للعالم بصورة حضارية مشرقة، لافتا إلى ضرورة دعم معارض الكتاب وتطوير آليات إدارتها بأعلى المعايير الدولية التي تتوافق مع صبغتنا الخليجية وغيرها من المبادرات الثقافية باعتبارها خطوات رائدة تعزز من مكانة الثقافة في دول المجلس وتجعلها ركيزة للتنمية وحماية الهوية وتعزيز حضورنا الإقليمي والدولي.
وأعرب عن الأمل بأن تتيح هذه الدورة فرصة لاستكمال البناء وفق المكتسبات الناتجة عن اجتماعاتنا السابقة وإطلاق مبادرات جديدة توسع من آفاق التعاون الثقافي وتدعم حضورنا على الساحة الإقليمية والدولية، بما يتوافق مع خطط التنمية المستدامة المجلس التعاون ويعكس تطلعات شعوبنا نحو مستقبل أكثر إشراقا.
وأكد أن الثقافة لم تعد ترفا فكريا أو نشاطا محدود الأثر بل أضحت ركيزة أصيلة في مسيرة التنمية الشاملة ووسيلة لحماية هويتنا الخليجية والعربية وتعزيز مكانتنا في المشهد الإنساني العالمي، ومن هذا المنطلق تتعاظم مسؤوليتنا في دعم الإبداع والابتكار وتمكين شبابنا ليكونوا صانعي الثقافة وروادها. وقال الوزير المطيري «نجدد إدانتنا واستنكارنا للاعتداءات الإسرائيلية التي تجاوزت كافة الاعتبارات القانونية والإنسانية بما يزيد التوترات ويقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
مسيرة التكامل والتعاون
من جهته، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي في كلمة مماثلة بالمشاركين، ورفع باسمهم جميعا أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لمقام صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد لاستضافة الكويت هذا الاجتماع ولما قدمته وتقدمه من تسهيلات ومساندة لإنجاح أعمال مجلس التعاون ولما يلقاه العمل الخليجي المشترك من دعم واهتمام من لدن سموه وإخوانه قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم في كل الميادين.
وتوجه بالشكر والتقدير الى وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وعلى التنظيم والإعداد المتميز لهذا الاجتماع. وأكد أن المسيرة المباركة لمجلس التعاون حققت إنجازات كبرى ومتعددة، غير أن توجيهات قادة دول المجلس تؤكد وبشكل مستمر على أهمية مواصلة مسيرة التكامل والتعاون بما يواكب تطلعات مواطني دول المجلس وطموحاتهم المتنامية. وأشار إلى أن هذه التطلعات لا تقف عند حدود ما تحقق من إنجازات، بل تدفعنا جميعا إلى مضاعفة الجهود لتحقيق آمال شعوبنا وتعميق ما تحقق من مكتسبات نحو مستقبل أكثر ترابطا وازدهارا. وبين أن اعتزاز دول مجلس التعاون بموروثها الثقافي، مقرونا بانفتاحها الواعي على العالم، يعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها في مسيرة الحضارة الإنسانية، ويجسد دورها الفاعل في ترسيخ قيم السلام وتعزيز الازدهار والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأضاف: جهودكم المباركة التي بذلتموها، ولاتزالون، قد أثمرت في إنجازات ملموسة تجلت في تسجيل 17 موقعا في دول مجلس التعاون على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهو ما عكس غنى الإرث الثقافي والتنوع البيئي الذي تزخر به منطقتنا. وأشار إلى اعتماد المملكة العربية السعودية استضافة المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة موندياكولت (MONDIACULT) للعام 2029 باعتباره إنجازا واضحا.












