من نور العمرة إلى ظلمة الفقد.. قصة المهندسة فاطمة سلطان

04:17 م
الإثنين 10 مارس 2025
أسيوط ـ محمود عجمي:
في صباح يوم مشمس من أيام رمضان عام 2025، كانت المهندسة فاطمة عبد الحليم سلطان، مديرة وحدة المتغيرات المكانية بمحافظة أسيوط وأمين شعبة الهندسة المعمارية بنقابة المهندسين، تستعد مع والدتها وشقيقها محمد لأداء مناسك العمرة في مكة المكرمة؛ إذ كانت الرحلة بمثابة حلم تحقق لفاطمة، التي كانت تعتزم قضاء أيام روحانية في أقدس بقاع الأرض، بعيدًا عن ضغوط العمل وهموم الحياة اليومية.
كانت فاطمة، التي اشتهرت بين زملائها بكفاءتها وحبها للعمل، تبحث عن لحظات سلام وصفاء في رحاب الكعبة المشرفة؛ لكن القدر كان يخبئ لها ولعائلتها مصيرًا مأساويًا لم يكن في الحسبان.
الرحلة الأخيرة
بعد أيام قليلة من وصولهم إلى مكة المكرمة، وبينما كانت فاطمة ووالدتها وشقيقها يعيشون لحظات روحانية لا تُنسى، تعرضت العائلة لحادث مروع أثناء عودتهم من أداء مناسك العمرة، الحادث الذي وقع في شوارع مكة المكرمة أودى بحياة فاطمة ووالدتها على الفور، بينما أصيب شقيقها محمد إصابات بالغة نقل على إثرها إلى العناية المركزة.
صدمة في أسيوط
لم تكن أنباء الحادث لتصل إلى أسيوط إلا بعد ساعات قليلة، حيث انتشر الخبر كالنار في الهشيم بين أصدقاء فاطمة وزملائها في العمل ونقابة المهندسين، تحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى سرادقات عزاء، حيث غُمرت صفحات محافظة أسيوط ونقابة المهندسين الفرعية والعامة بتعليقات الحزن والأسى.
كتب أحد زملائها: “فاطمة لم تكن مجرد زميلة، بل كانت مثالًا للإخلاص والتفاني في العمل. فقدنا اليوم إنسانة عظيمة بقلب كبير.”
نعي رسمي
لم تكن الخسارة مقتصرة على الأهل والأصدقاء فقط، بل امتدت إلى دوائر العمل الرسمية؛ نعى اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، المهندسة فاطمة ووالدتها، معبرًا عن حزنه العميق لفقدان شخصية عاملة ومتفانية مثل فاطمة، كما تقدمت نقابة المهندسين المصرية برئاسة طارق النبراوي، ومجلسها الأعلى، برسائل عزاء لأسرة فاطمة، مؤكدين على دورها البارز في خدمة المجتمع الهندسي.