«رمضان» وموسم الامتحانات يرفعان أسعار الدروس الخصوصية.. والمواعيد «حتى مطلع الفجر»

أرجع معلمون خصوصيون ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية في رمضان، إلى الطلب المتزايد من قبل الطلبة من أجل تعويض الفاقد التعليمي، والتغلب على تحديات التركيز أثناء الصيام، خصوصاً مع حلول موسم اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني.
كما برروا رفع أسعار الحصص، مقارنة بالأوقات العادية، برغبة الطلبة في الإلمام بالمنهج كاملاً، ما يستدعي بذل جهد مضاعف في أقصر وقت ممكن، خصوصاً أن هؤلاء الطلبة غير مسجلين لديهم طوال الفصل الدراسي.
بينما أوضح ذوو طلبة أن ارتفاع أسعار الدروس مبالغ فيه، لدرجة أن سعر الحصة الواحدة قفز إلى 200 درهم، وأشاروا إلى أن معظم الدروس يكون في الساعات المتأخرة بعد صلاة التراويح، نظراً إلى كثرة التزامات المعلمين، ولفتوا إلى أنهم مضطرون إلى الموافقة على أي أسعار، بسبب طول المنهج الدراسي، ومواعيد اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني.
وتفصيلاً، أكد معلم رياضيات خصوصي لمراحل دراسية مختلفة، أحمد سعيد، أن الإقبال على الدروس الخصوصية في رمضان يتضاعف مقارنة ببقية العام الدراسي، خصوصاً مع حلول موعد الامتحانات، وأشار إلى أن كثيراً من الطلبة الذين يطلبون المساعدة الآن لم يكونوا من الدارسين معه طوال الفصل الدراسي، ما يجعلهم بحاجة إلى مراجعة مكثفة لاستيعاب المنهج كاملاً في فترة قصيرة، وهو ما يستدعي بذل جهد مضاعف ومستمر خلال وقت متلاحق، وبالتالي ترتفع الكلفة.
في السياق ذاته، أكدت معلمة فيزياء خصوصية، هبة أحمد، أن شهر رمضان يغيّر نمط دراسة الطلبة بشكل جذري، حيث يتراجع تركيزهم خلال ساعات النهار بسبب الصيام، ويصبحون أكثر ميلاً للدراسة في الأوقات المسائية بعد الإفطار.
وترى أن هذا التحول في الجدول الدراسي يفرض على المعلمين الخصوصيين تعديلات كبيرة في مواعيد الحصص، حيث يفضّل معظم الطلبة بدء المراجعة بعد صلاة التراويح، ما يؤدي إلى تمديد الدروس حتى منتصف الليل، وأحياناً إلى ساعات الفجر، خصوصاً مع اقتراب الامتحانات.
وأضافت أن هذا الضغط لا يرهق الطلبة فحسب، بل يؤثر أيضاً في المعلمين الذين يجدون أنفسهم مطالبين بتقديم حصص مكثفة خلال وقت قصير، ما يرفع مستوى الجهد المبذول في الشرح وكذلك الاستيعاب من قبل الطلبة، وفي كثير من الحالات يضطر المعلم لإعادة شرح بعض الدروس، لعدم انتظام بعض الطلبة في المتابعة والمذاكرة منذ بداية العام، ما يضطرهم الآن إلى التسابق لاستيعاب كامل المنهج قبل الامتحانات.
وذكرت معلمة لغة إنجليزية خصوصية أن ارتفاع أسعار الحصص ليس مبالغاً فيه، بل يتناسب مع الضغط الكبير الذي يواجهه المعلم في هذه الفترة، حيث يطلب منه تعويض الفاقد التعليمي الذي يحتاج إلى أشهر، في غضون أيام قليلة فقط.
وأضافت أن بعض الطلبة يطلبون الإلمام بالمنهج كاملاً خلال أسبوعين فقط، ما يجعل الحصص مكثفة، وتحتاج إلى وقت وجهد مضاعفين، وبالتالي لا يمكن تقديمها بسعر الحصص العادية التي تعطى خلال الفصل الدراسي.
في المقابل، قال ولي أمر طالب في الصف الرابع، إبراهيم محمد الحمادي، إن المشكلة الأساسية ليست في تزامن اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني مع شهر رمضان المبارك فحسب، وإنما في طول المناهج، وضيق الوقت المخصص لها أيضاً، حيث يصل الطلبة إلى نهاية الفصل الدراسي وقد تراكمت عليهم الدروس، من دون فرصة كافية للمراجعة المنتظمة، لذلك يلجأ كثير من الطلبة إلى الدروس الخصوصية في محاولة لتعويض ما فاتهم قبل الامتحانات، ما يجعل الإقبال عليها يتضاعف خلال رمضان، لذلك نضطر للموافقة بأي أسعار للحصص.
وأكد ولي أمر طالب في الصف الـ11، أحمد المرزوقي، أن الحصص المدرسية لا تكفي لتغطية جميع مستويات الطلبة، خصوصاً في المواد العلمية، لذلك وجدنا أنفسنا مضطرين للاستعانة بمدرس خصوصي لتعويض النقص.
وأضاف أن معظم ذوي الطلبة يضطرون للاستجابة لتوقيت الحصص المتأخرة التي يحددها المدرسون في أوقات متأخرة من الليل، نظراً إلى أنهم من ذوي الخبرة، والطلب مرتفع عليهم، في الوقت نفسه يصل سعر الحصة إلى 200 درهم وأكثر، بحسب المادة العلمية ومستوى الطالب.
وذكرت والدة طالبة في الصف الـ11، سارة علي محمد، أن رمضان هذا العام يتزامن مع فترة الاختبارات، وهو ما زاد من توتر الطلبة وأولياء الأمور، وقالت: «ابنتي تجد صعوبة في استيعاب بعض الدروس بسبب سرعة شرح المنهج في المدرسة، ولم يكن لدينا خيار سوى اللجوء إلى معلم خصوصي، رغم أن الأسعار غير مناسبة للحصة الواحدة، إلا أننا مضطرون لمساعدة أبنائنا في هذا الوقت الحرج».
معلمون:
• شهر رمضان يغيّر نمط الدراسة بشكل جذري، فيتراجع تركيز الطلبة نهاراً، ويميلون أكثر للدراسة في الأوقات المسائية بعد الإفطار.
ذوو طلبة:
• نضطر إلى الموافقة على توقيت الحصص المتأخرة، بسبب الطلب المرتفع على المدرسين، وسعر الحصة حسب المادة العلمية ومستوى الطالب.