عائشة ميران: رؤية القيادة لمستقبل دبي تحفز جهودنا
أكدت مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عائشة ميران، أن الهيئة تستلهم رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل دبي حافزاً لما تبذله من جهود في سبيل جعل الإمارة بين الأفضل عالمياً في مجالات التعليم والتعلُّم، وذلك في ضوء الاهتمام الكبير الذي يحظى به قطاع التعليم، سواء على صعيد دولة الإمارات بصورة عامة، أو على مستوى دبي، إيماناً بقيمة التعليم كركيزة أساسية للتنمية الشاملة والمستدامة، وكجسر العبور إلى المستقبل المأمول.
جاء ذلك خلال لقاء إعلامي موسُّع نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي في مقره، ضمن سلسلة لقاءات «جلسة مع مسؤول»، بحضور جمع من القيادات الإعلامية المحلية ورؤساء تحرير الصحف الإماراتية، حيث تطرّقت عائشة ميران إلى جملة من الموضوعات المهمة المتعلقة بقطاع التعليم في إمارة دبي، وذلك بعد أيام من بداية العام الدراسي الجديد 2024-2025، حيث مثّل اللقاء فرصة لإلقاء الضوء على جوانب مهمة ذات صلة بهذا القطاع الحيوي شديد الأهمية، الذي يعد الركيزة الأساسية في بناء الأجيال الجديدة بما يتطلبه من عناية بالغة، وهو الأمر المتحقق بالفعل في ضوء الاهتمام الكبير والدعم المستمر الذي يلقاه القطاع من القيادة الرشيدة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأن العِلْم هو أساس التقدُّم ومنارة الطريق نحو المستقبل.
وخلال اللقاء الذي حضرته نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، منى غانم المرّي، دار النقاش مع عائشة ميران حول جهود هيئة المعرفة والتنمية البشرية، ودور الهيئة في تحقيق الغايات الاستراتيجية لخطة دبي 2033 وأجندتيها الاقتصادية والاجتماعية، بما تمثله من أهمية كخريطة طريق نحو المستقبل.
وحول انطلاق العام الدراسي الجديد، أكدت أن الاستعداد له بدأ من شهر يناير الماضي، حيث حرصت الهيئة منذ ذلك الحين على الاستماع إلى أفكار واقتراحات أطراف العملية التعليمية، من خلال حملة #المعرفة_تستمع، التي تم من خلالها عقد أكثر من 50 جلسة، شارك فيها أكثر من 700 شخص، و290 مؤسسة تعليمية، وذلك من أجل التعرف إلى آراء واقتراحات ورؤى الطلبة وأولياء الأمور والقائمين على العملية التعليمية والمستثمرين، من أجل التوصل إلى النموذج التعليمي الأمثل والأكثر كفاءة وفاعلية، والذي يلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمع، ويواكب التطور السريع لدبي.
ورداً على سؤال حول أهم ما يميز قطاع التعليم في إمارة دبي، لاسيما التعليم الخاص، أجابت عائشة ميران بأن الأمر يمكن اختصاره في كلمات ثلاث، هي: التنوّع والمرونة والجودة العالية، وذلك من خلال احتضان دبي عدداً كبيراً من المدارس الخاصة، والذي يصل إلى 223 مدرسة، تستقبل أكثر من 365 ألف طالب وطالبة، وتطبق 17 منهاجاً تعليمياً متنوعاً، مع الاستمرار في التوسع باستقطاب المزيد من المدارس المتميزة، حيث ضمت القائمة 6 مدارس فتحت أبوابها العام الدراسي الحالي.
وقالت: «لدينا في دبي 285 مركزاً للطفولة المبكرة، تطبّق 17 منهاجاً وبرنامجاً تعليمياً. إضافة إلى 29 مركزاً جديداً خلال العام الدراسي الجديد 2024-2025، من بينها أول مركز طفولة مبكرة يطبق المنهاج الصيني، ويصل إجمالي الطاقة الاستيعابية لهذه المراكز الجديدة إلى 2838 مقعداً»، في إشارة لتنوع القطاع، وما يضمه من خيارات تراعي كل مكونات المجتمع، مع التوسع المستمر في تلك الخيارات لتلبية احتياجات شرائحه.
وأضافت: «هناك أيضاً 38 مؤسسة تعليم عالٍ مرخصة من الهيئة، تستقبل نحو 35 ألف طالب وطالبة، وتوفر أكثر من 650 برنامجاً أكاديمياً في مختلف التخصصات. كذلك توجد 4 مؤسسات تعليم عالٍ جديدة تفتح أبوابها خلال العام الدراسي 2024-2025، والعمل لا يتوقف عن استقطاب المؤسسات التعليمية القادرة على إثراء القطاع بمحتوى علمي متميز، وأسلوب تعليمي فعّال».
وحول المحاور الأساسية التي ستركز عليها الهيئة خلال المرحلة المقبلة، وتحديداً خلال العام الدراسي الجديد، قالت عائشة ميران: «سيكون النمو أحد أهم المحاور، إذ سيتم التركيز على تعزيز مكانة دبي وجهةً دولية جاذبة لمزودي الخدمات التعليمية المشهود لهم بالكفاءة، مع إتاحة خيارات متنوعة تلبي احتياجات أولياء الأمور».
وأشارت إلى أن هذا الاهتمام يأتي في إطار وجود نمو ملحوظ في أعداد الطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم في دبي خلال العامين الماضيين، وبأرقام قياسية، لاسيما خلال العام الدراسي الماضي، بلغت 16% في قطاع مراكز الطفولة المبكرة، و12% في كل من قطاعي التعليم المدرسي والتعليم العالي، و25% في عدد الطلبة الدوليين القادمين من خارج الدولة للدراسة الجامعية في دبي.
كما أشارت ميران إلى أن دعم مستهدفات خطة دبي 2033 وأجندتيها الاقتصادية والاجتماعية سيكون من أهم المحاور التي ستعنى بها الهيئة، لافتةً إلى افتتاح 39 مؤسسة تعليمية جديدة ضمن منظومة التعليم الخاص، تشمل 6 مدارس خاصة جديدة، 29 مركزاً جديداً للطفولة المبكرة، وأربع جامعات دولية جديدة، من بينها أول جامعة صينية بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية.
وسيكون عنصر الجودة من أبرز العناصر التي سيتم التركيز عليها من قبل الهيئة، خلال العام الدراسي الجديد، حيث قالت: «سنعمل على توفير مزيد من الفرص التعليمية بجودة عالية للطلبة الإماراتيين المتميزين في دبي، وسنحرص على بناء المزيد من الشراكات مع الجهات الداعمة»، منوهةً ببرنامج دبي للطلبة المتميزين الذي يوفر أكثر من 400 مقعدٍ دراسي للطلبة الإماراتيين المتفوقين في مختلف المراحل الدراسية للعام الدراسي الجديد (2024-2025)، بمنح دراسية تغطي 50% من الرسوم الدراسية في مدارس ذات جودة عالية، مشيرة إلى أن هناك المزيد من المدارس الخاصة رحَّبت بالانضمام إلى البرنامج للعام الدراسي المقبل.
وأوضحت أنه في ظل نجاح منظومة ضمان الجودة في دبي نحو تعزيز مبادئ الشفافية، والمحاسبة، ونشر ثقافة جودة التعليم لدى المدارس وأولياء الأمور والمجتمع، فإن الهيئة تعتزم التركيز خلال العام الدراسي الجديد على تعزيز دور هذه المنظومة في توفير الدعم للمدارس التي تحتاج إلى تطوير، ومتابعة خططها لتحسين الأداء، مع منح اهتمام خاص للمدارس التي تستقطب أعداداً كبيرة من الطلبة الإماراتيين، وكذلك متابعة جودة التعليم الدامج في المؤسسات التعليمية، والتركيز على متابعة جودة حياة الطلبة، وجودة حياة المعلمين باعتبارهم الركيزة الأساسية في المنظومة التعليمية، مع الاستمرار في العمل على تجاوز التوقعات، ورفع سقف الأهداف لإثراء تجارب التعليم والتعلم لجميع الطلبة بأعلى معايير الجودة.
واختتمت عائشة ميران، حديثها بالتأكيد على مواصلة الهيئة مساعيها الحثيثة للارتقاء بتجارب المتعاملين معها، ورفع مستوى جودة خدماتها الحكومية المقدَّمة لمجتمع التعليم في دبي، وكذلك المتاحة لأولياء الأمور، وفق أعلى معايير جودة الأداء.
• 38 مؤسسة تعليم عالٍ في دبي تستقبل نحو 35 ألف طالب وطالبة، وتوفر أكثر من 650 برنامجاً أكاديمياً، و4 مؤسسات تعليم عالٍ جديدة تفتح أبوابها العام الدراسي الحالي.