حوار- محمد سامي:
قال اللواء أركان حرب محمد محمود عوض، مدير كلية القادة والأركان، إن مهام الكلية تشمل إعداد الضباط من القوات البرية والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة لشغل وظائف القادة والأركان، بالإضافة إلى شغل وظائف الأركان العامة لمختلف مستويات القيادات بالقوات المسلحة، وإعداد ضباط دورات الأركان حرب التخصصية، وذلك من خلال تدريس منهج المرحلة الأساسية لهذه الدورات بالكلية.
وإلى نص الحوار:
ما هو تاريخ نشأة الكلية؟
أنشئت مدرسة أركان حرب في مصر لأول مرة بناءًا على مشورة الأميرالاي عثمان نور الدين عام 1821، وبدأت الدراسة بها في الخامس عشر من أكتوبر عام 1825 بواسطة هيئة تدريس من الأوروبيين والمصريين، وكانت مدة الدراسة للدورة ثلاث سنوات، وكان عدد الدفعة الأولى 18 دارسًا، واستمر تخريج الدفعات منها حتى توقفت بقرار إلغاء المدارس الحربية في مصر عام 1855م.
وظهرت الحاجة إلى ضباط الأركان عقب إبرام اتفاقية التحالف والصداقة بين مصر وبريطانيا؛ فتم إرسال بعثتان إلى كلية أركان حرب بكمبرلي بقوة ضابطين لكل بعثة حيث كانتا في يناير من عامي (1937، 1938)م، وصدرت شروط القبول بمدرسة أركان حرب المصرية في السادس والعشرون من سبتمبر عام 1937 م بعد إعادة فتح المدارس الحربية في مصر.
وبدأت الدراسة للدورة الأولى في العاشر من أكتوبر من عام 1938م بعد أن تغير اسمها لتكون كلية أركان الحرب الملكية وكان مقرها الميس الإنجليزي بمنشية البكري بالقاهرة وهو المكان الحالي، وكان عدد دراسي هذه الدورة 18 دارسًا حيث تم تخرجهم في الثاني والعشرون من يونيو عام 1939م ومنح الخريجيين لقب أركان حرب، وتم اعتماد اللغة العربية لغة التدريس الرئيسية ابتداءًا من الدورة العاشرة في الأول من سبتمبر عام 1948.
هل تم تغيير اسم الكلية من وقت إنشائها وكم مدير تولى المسئولية؟
تطور اسم الكلية من مدرسة أركان حرب عام (1825) م إلى كلية أركان حرب الملكية، ثم كلية أركان حرب، ثم اعتبارًا من أكتوبر عام 1965م وبعد دمج مناهج معهد قادة الألوية مع كلية أركان حرب تعدل الاسم إلى كلية القادة والأركان حرب، ثم تعدل الاسم اعتبارًا من ديسمبر عام 1975 م ليصبح كلية القادة والأركان حرب، ثم تعدل الاسم اعتبارًا من ديسمبر عام 1975 م ليصبح كلية القادة والأركان.
تولى إدارة الكلية منذ إعادة افتتاحها عام 1938 م وحتى الآن 44 مدير، بدءًا من الاميرالاي أحمد بك حمدي إلى أن توليت أنا قيادة الكلية اعتبارًا من 26 يونيو 2024.
وتم انضمام كلية القادة والأركان للأكاديمية العسكرية للدارسات العليا والاستراتيجية اعتبارًا من يوليو 2022، بناء على توجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بإعادة هيكلة بعض المنشآت التعليمية.
ما هي مهام الكلية المكلفة بها؟
تشمل مهام الكلية إعداد الضباط من القوات البرية والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة لشغل وظائف القادة والأركان، بالإضافة إلى شغل وظائف الأركان العامة لمختلف مستويات القيادات بالقوات المسلحة، وإعداد ضباط دورات الأركان حرب التخصصية، وذلك من خلال تدريس منهج المرحلة الأساسية لهذه الدورات بالكلية.
كما تشمل مهام الكلية، عقد دورات خاصة “عسكرية – مدنية” بالكلية بناء على التعليمات الصادرة من الأمانة العامة لوزارة الدفاع، وتأهيل وإعداد الدراسين الوافدين من الدول الشقيقة والصديقة قبل بدء الالتحاق بدورات أركان حرب ثم بعد التحاقهم بالدورة، وعقد دورات للضباط المصريين المبعوثين للخارج.
إلى ماذا يرمز شعار الكلية (الحكمة –القيادة –اليقظة) وفوقه رسمة صقر؟
اتخذت الكلية رمز “الصقر المصري” شعارًا لها، وهو يرمز على الحكمة ومهارة القيادة واليقظة التي كان يمتاز بها الله لفرعوني المصري القديم “حورس” حوالي عام 2800 قبل الميلاد، ويتحلى شعار الصقر المصري بتاجي الوجهين البحري والقبلي وهما يرمزان إلى توحيد مصر في عهد الملك مينا، حيث كان المصريون القدماء يرسمون الصقر المصري رمزًا لهذا الإله العظيم.
وصدر شعار الكلية رسميًا في 4 سبمتمبر عام 190 ويرمز إلى التالي:
الحكمة: حكمة القائد مطلب أساسي للقيادة القوية.
القيادة: مهارة القيادة تمكن القائد من تحقيق الغرض من القتال واستغلال جميع الإمكانيات المتاحة لتحقيق النصر بأقل قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات وبأقل جهد ممكن والاقتصاد في القوى.
اليقظة: إن اليقظة عامل أساسي في معركة الأسلحة المشتركة الحديثة بتعقيداتها وسرعة التطوير في أعمال القتال مما يتطلب يقظة القائد المستمرة واستغلاله لجميع الظروف التي قد تنشأ خلال سير العمليات القتالية لصالح قواته.
ماذا عما يتم تدريسه في الكلية؟.. وما هي الدرجة العلمية التي يحصل عليها الدراسين بعد تخرجهم؟
يتم الدراسة في الكلية لمدة عام، ويتم فيه تدريس جميع المواد العسكرية بالإضافة إلى مواد مدنية (سياسة – اقتصاد –الاستراتيجية والأمن القومي – إدارة الأزمات والتفاوض- الجغرافيا السياسية)، ويتم نقل الخبرة العسكرية من قادة لقوات المسلحة بالإضافة لنقل الخبرة من رجال الدولة وأساتذة الجامعات في كافة المجالات.
ويمنح الخريجيين درجة الماجيستر في العلوم العسكرية بالإضافة إلى أركان حرب، وذلك اعتبارًا من الدورات المنعقدة بعد ثورة يوليو عام 1952م.
وفي عام 2015 صدر رئيس المجلس الأعلى للجامعات بشأن معادلة درجة الماجيستر في العلوم العسكرية التي تمنحها كلية القادة والأركان، ويسمح للحاصل على ماجستير العلوم العسكرية بالتسجيل في درجة الدكتوراه في الجامعات المصرية في إحدى المجالات الآتية “العلوم السياسية- الإدارة العامة – إدارة الأعمال – العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية”.
وبالنسبة للدراسة المدنية صدق القائد العام للقوات المسلحة عام 2020 بتأهيل الدراسين بكلية القادة والأركان لدرجة الماجيستر المهني، جيث يتم الدراسة بأحد التخصصات ( إدارة الأعمال – العلاقات الدولية- التفاوض وإدارة الأزمات ) من جامعة حلوان.
ما هي طبيعة الدراسة ومدى مواكبة المناهج للتطور التكنولوجي؟
بالنسبة لآليات الدراسة، فإن معايير اختيار المعلم والدارس، بالنسبة للمعلم يتم إختيار أعضاء هيئة التدريس من أوائل الدورات المنعقدة بكلية القادة والأركان والمشهود لهم بالكفاءة والخبرة والقدرة على إستخدام أساليب التعليم الحديثة، وما يتم تعيين أوائل الدورات والعائدين من بعثات خارجية كأعضاء هيئة تدريس، ولابد من حصول عضو هيئة التدريس قبل الالتحاق بالكلية على دورة ( أساليب التعليم الحديثة – إعداد المدربين من الكلية العسكرية لعلوم الإدارة لضباط القوات المسلحة).
وبالنسبة للدارس، يتم تطوير المقاييس والشروط التي يجب أن يتم على أساسها اختيار الدراسين بما يتناسب مع المعايير والضوابط العالمية في الكليات والمعاهد العسكرية المناظرة، ويتم إجراء قياس مستوى الدراسين فور انضمامهم للكلية في (التدريب العام والتخصصي – اللياقة البدنية والتناسق – اللغة الإنجليزية – نظم المعلومات)؛ للوقوف على مستواهم العلمي والبدني قبل بداية الدورة وتنفيذ مخطط المتابعة للدراسين خلال الدورة، إلى جانب دعم الدارسين الوافدين في الدراسة “تعيين دراسين مصريين مرافقين”؛ نظرًا لاختلاف اللغة والمصطلحات العسكرية والمناهج الدراسية.
وبالنسبة لأسلوب الدراسة أيضًا، تم تجهيز القاعات الدراسية بأحدث مساعدات التدريب المتطورة (شاشات ذكية – تفاعلية)؛ مما يتيح لعضو هيئة التدريس والدارس تحقيق أكبر قدر من التفاعل العلمي خلال المحاضرة، بالإضافة إلى إضاءة موضوعات حروب الجيل الرابع والمستقبلية والحرب النفسية والسيبرانية وتحليلها مع الاستعانة بأمثلة تاريخية للدراسة والتحليل وكذا للأزمات الحالية الإقليمية والدولية.
ماذا عن الأوسمة والنياشين التي حصلت عليها الكلية؟
منح الرئيس الراحل جمل عبدالناصر وسام الجمهورية العسكري إلى علم الكلية تقديرًا لما قام أفراد أسرة الكلية من شجاعة وإقدام وأعمال ممتازة تتصف بالتفاني والتضحية وذلك في الرابع من أكتوبر عام 1966م.
وحصلت الكلية على الشهادة الدولية لجودة التعليم خلال شهر نوفمبر عام 2022م، والتي تدل على عدم اكتفاء الكلية بالعراقة والأصالة والتاريخ/ وإنما استمرار سعي الكلية في مواكبة أحدث الأساليب وطق لتعليم الحديثة.
ما هو دور الكلية في حرب أكتوبر؟
علاوة على تأهيل الضباط القادة الذين اشتركوا في حرب أكتوبر، أعدت الكلية التوجيه رقم 41 بتاريخ 20 مارس 1973 وتضمن أنسب أسلوب لعبور فرقة مشاة ميكانيكي لمانع مائي.
هل دراسين الكلية من المصريين فقط؟
غير صحيح، هناك دراسين مصريين تتراوح عددهم من 300 – 350 دارس مصري، وهناك دراسين وافدين من الدول الشقيقة والصديقة تتراوح أعدادهم في كل دورة من 300 إلى 350 دارس وافد من 27 دولة.
خلال الدورة الحالية في الكلية، يتواجد دراسين وافدين يمثلوا 27 دولة، من الدول الشقيقة والصديقة مما يعطي مؤشر على ثقة تلك الدول في المستوى العلمي والتأهيلي المقدم داخل أروقة كلية القادة والأركان.
ماذا عن أبرز القادة المصريين خريجي الكلية وأسماء القادة في الدول الشقيقة الدارسين في الكلية؟
من أبرز القادة المصريين، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الدورة 9 اح، والرئيس عبد الفتاح السيسي الدورة 37 أ ح، القائد العام للقوات المسلحة الدورة 42 اح، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الدورة 42 أح، وجميع وزراء الدفاع والسادة روؤساء أركان حرب القوات المسلحة، جميع قادة القوات المسلحة وكبار رجل الدولة خريجي المؤسسة العسكرية.
ماذا عن أبرز القادة من الدول الشقيقة؟
سمو الشيخ محمد زايد سلطان، ولى عهد الامارات الدورة 36 ا ح، الفري الركن محمد خالد خضر، رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الدورة 34 أح، اللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد جيش السلكان العماني الدورة 42 أ ح، فريق اح ماجد إحسان قائد فيلق الجيش الباكستاني الدورة 50 أح، فريق جعفر صدام فلحي قائد الشرطة الاتحادية العراقية الدورة 63أح.
هل يوجد أنشطة أخرى تتم في الكلية؟
تتيح الكلية للدراسين الوافدين التعرف بدولهم، وذلك من خلال تخصيص يوم مجمع لكل الدول بحضور السفراء والملحقين العسكريين لدولهم المعتمدون بمصر، ويتم تظيم زيارات خارجية للعديد من الجهات العسكرية والمدنية، وتنظم الكلية زيارات للمشروعات الإستراتيجية والتنموية للدولة؛ لزيادة الوعي لدي الدراسين، وحضور الدراسين جميع الأنشطة التدريبية التي تتم في الجيوش والمناطق العسكرية، وتنظيم الاحتفالات القومية السنوية مثل الاحتفال بنصر أكتوبر والاحتفال بيوم الشهيد.
يمتد نشاط الكلية لمجال التعاون ونقل الخبرات مع كثير من الكليات المناظرة في بعض الدول الشقيقة والصديقة، حيث تستقبل الكلية على مدار العام بعض الوقود من تلك الدول، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على تطوير المناهج وأساليب تطوير التعليم بالكلية، وتشارك الكلية في العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية للكليات العسكرية الدولية.
ما هي إجراءات الاستقبال للدراسين المصريين الوافدين في بداية الدورة ومراحل الدراسة الرئيسية خلال الدورة؟
يتم تأهيل وإعداد الدراسين الوافدين من الدول الشقيقة والصديقة بدورة تمهيدية قبل بدء الالتحاق بدورات أركان حرب، حيث يتم استقبال الدراسين المصريين الوافدين وإنهاء الإجراءات الإدارية الخاصة بهم ” وثائق تعرف – التصوير، وغيره”.
ويعقد حفل استقبال للدرارسين، حيث يتم خلاله شرح وتوضيح أسلوب إدارة العملية بالدورة، وأسس لاختبارات والتقييم للدراسين، وتوثيق حفل الاستقبال بصورة جماعية للدورة في نفس المكان الحالي للتصوير.
يتم توزيع الدراسين الوافدين على المجموعات الدراسية، وتعيين دراسيين مصرين مرافقين بالمجموعات الدراسية للدراسين الوافدين؛ لتذليل جميع المصاعب الدراسية الاجتماعية اللغوية.
ماذا عن الخدمات الإدارية التي تقدم للدراسين بكلية القادة والأركان في ظل الانتقال لمقر الكلية الجديد بالقيادة الاستراتيجية؟
يوجد فندق لاستضافة الدراسين “المصريين – الوافدين” بطاقة استيعابية عدد 142 غرفة بالإضافة لعدد بإجمالي 300 فرد والفندق مجهز بصالة تقديم للوجبات تتسع لعدد 300 فرد، وكذلك كافيتريا لتقديم المشروبات ملحق بها منطقة خدمية مفتوحة على حمام السباحة تتسع لعدد 50 فرد.
وتوجد قاعة لكبار الزوارتسع عدد 25 فرد، وتيسيرًا للدراسين وتوفيرًا لوقتهم، تم توفير عدد من الخدمات بالفندق تتمثل في وجود مغسلة كي بالبخار ومنفذ بيع به جميع المستلزمات التي تحتاجها الدارس؛ لتوفير جو ملائم للدراسة، وتم تخصيص غرفة للاستذكار ومرسم للرسم.
