اخبار الامارات

الوضع الإنساني في غزة كارثي ومأزق جديد في مجلس الأمن يلوح بالأفق

استهدفت ضربات إسرائيلية جديدة الثلاثاء قطاع غزة حيث لا يزال الوضع الإنساني كارثيًا خصوصًا في مدينة رفح المهددة بهجوم إسرائيلي وحيث يحتشد نحو مليون ونصف مليون فلسطيني، فيما يلوح في الأفق مأزق جديد في مجلس الأمن الدولي وسط تلاشي الأمل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يتكدّس نحو مليون ونصف مليون شخص في رفح التي زاد عدد سكانها ستة أضعاف منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر. وتقع هذه المدينة عند الحدود المغلقة مع مصر وتتعرض يوميًا لضربات يشنها الجيش الإسرائيلي الذي قال إنه يستعد لشن هجوم بري فيها.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفح بأنها “المعقل الأخير” لحماس قائلا إنه مصمم على مواصلة الهجوم “حتى النصر الكامل”.

وليل الاثنين الثلاثاء، خلّف القصف الإسرائيلي أكثر من مئة قتيل حسبما أفادت وزارة الصحة في غزة.

واستهدفت ضربات مدينة خان يونس على بعد بضعة كيلومترات شمال رفح، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قتل “العشرات” في خان يونس الاثنين وتدمير مخزن كبير للأسلحة.

وأكد المكتب الإعلامي التابع لحماس “عشرات الغارات الجوية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا” خصوصًا على خان يونس (جنوب) وحي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة (شمال) ومخيم النصيرات ودير البلح (وسط).

وتحدث شهود عن “اشتباكات عنيفة تركزت على محاور التوغل بخان يونس وشمال شرق رفح وجنوب وشرق حي الزيتون”.

وقالت وكالات الأمم المتحدة إنّ الغذاء والمياه النظيفة أصبحت “نادرة جدا” في القطاع الفلسطيني المحاصر، وإنّ جميع الأطفال الصغار تقريبا يُعانون أمراضا مُعدية.

وقال نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تيد شيبان إنّ غزّة على وشك أن تشهد “انفجارا في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها”.

ويتأثّر ما لا يقلّ عن 90% من الأطفال دون سنّ الخامسة في غزّة بواحد أو أكثر من الأمراض المُعدية، وفق تقرير صادر عن اليونيسف ومنظّمة الصحّة العالميّة وبرنامج الأغذية العالمي.

من جهته قال أيمن أبو شمالة الذي أصيب خلال قصف على مبنى في الزوايدة وسط قطاع غزة “الصواريخ تسقط علينا، فإلى متى يستطيع الإنسان تحملها؟” مضيفًا “الناس في الشمال يموتون جوعًا ونحن هنا نموت بسبب القصف”.

ويُثير احتمال الهجوم على رفح قلق المجتمع الدولي. والإثنين دعت 26 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي من أصل 27 إلى “هدنة إنسانية فورية” في غزة، مطالبة إسرائيل بالإحجام عن أي عمل عسكري في رفح. لكن الآمال في التوصل إلى هدنة تتضاءل.

ويبت مجلس الأمن الدولي الثلاثاء في نصّ جديد أعدّته الجزائر منذ أسابيع يطالب بوقف “فوري” لإطلاق النار. لكنّ مشروع القرار هذا مُهدّد بفيتو جديد من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، سيكون الثالث لها منذ بداية الحرب.

ويطالب مشروع القرار الذي اطّلعت عليه فرانس برس بـ”وقف إنساني فوري لإطلاق النار يجب على جميع الأطراف احترامه”. ويُعارض النصّ “التهجير القسري للمدنيّين الفلسطينيّين”، في حين أنّ إسرائيل كانت تحدّثت عن خطّة لإجلاء المدنيّين قبل الهجوم البرّي في رفح ودعت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.

وحذّرت الولايات المتحدة من أنّ النصّ الجزائري غير مقبول. وأكّد نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود الاثنين أنّ بلاده لا تعتقد أنّ هذا النصّ “سيُحسّن الوضع على الأرض، وبالتالي إذا طُرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنّه لن يمرّ”.

ويعتقد الأميركيّون أنّ هذا النصّ من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصّل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الرهائن.

وفي هذا السياق، وزّعوا مشروع قرارٍ بديلًا اطّلعت عليه فرانس برس الاثنين. ويتحدّث النصّ عن “وقف موقّت لإطلاق النار في غزّة في أقرب وقت” على أساس “صيغة” تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.

ويُعبّر المشروع الأميركي أيضًا عن القلق بشأن رفح، ويحذّر من أنّ “هجومًا برّيًا واسع النطاق يجب ألّا يُشنّ في ظلّ الظروف الحاليّة”.

وبحسب مصدر دبلوماسي، فإنّ هذا المشروع البديل ليست لديه أيّ فرصة لاعتماده في وضعه الحالي، ولا سيّما بسبب خطر الفيتو الروسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى