ترمب يحصر خياره للاحتياطي الفيدرالي بين وارش وهاسيت ويكشف عن شرطه للمرشح النهائي

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات حديثة، إنه يدرس أسماء محددة لتولي منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل، مما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية والمالية. وتتركز المنافسة حاليًا حول شخصيتين بارزتين، هما كيفن وارش، المسؤول السابق في الاحتياطي الفيدرالي، وكيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني. هذه التطورات تأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تحديات متزايدة، وتعتبر اختيار قيادة الاحتياطي الفيدرالي قرارًا حاسمًا يؤثر على السياسة النقدية ومستقبل الاقتصاد.
ترامب يكشف عن قائمة المرشحين المحتملين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي
في مقابلة حصرية مع صحيفة “وول ستريت جورنال” أجريت في المكتب البيضاوي، كشف الرئيس ترامب عن تفضيله الأولي لكيفن وارش، معترفًا في الوقت نفسه بكفاءة كيفن هاسيت ووجود “أشخاص آخرين رائعين” ضمن دائرة الاختيار. هذا التصريح يمثل تحولًا ملحوظًا عن التوقعات السائدة التي كانت ترجح كفة هاسيت، خاصة بعد تلميحات سابقة من ترامب بأنه حسم اختياره. الرئيس أكد أنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد، لكنه يولي أهمية كبيرة لاختيار شخصية قادرة على التعاون معه في تحديد أسعار الفائدة.
ضغوط على المرشحين حول خفض أسعار الفائدة
خلال اجتماع مطول في البيت الأبيض الأربعاء الماضي، مارس الرئيس ترامب ضغوطًا على كيفن وارش لمعرفة موقفه من خفض أسعار الفائدة في حال توليه المنصب. ووفقًا لمصادر مطلعة، أعرب وارش عن اعتقاده بأهمية خفض أسعار الفائدة، وهو ما أكده ترامب في حديثه للصحيفة، مشيرًا إلى أن هذا هو الرأي السائد بين المستشارين الاقتصاديين الذين تحدث معهم. هذا التركيز على أسعار الفائدة يعكس قلق ترامب بشأن ارتفاع تكلفة الدين العام الأمريكي، الذي يتجاوز 30 تريليون دولار، ورغبته في تخفيف العبء على الخزانة الأمريكية.
الرؤية الاقتصادية لترامب وأهمية أسعار الفائدة المنخفضة
يرى الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تسعى جاهدة للحفاظ على أدنى معدل فائدة في العالم، معتقدًا أن ذلك سيحفز النمو الاقتصادي ويجذب الاستثمارات. وقد أشار إلى أنه يفضل أن تصل أسعار الفائدة إلى 1% أو حتى أقل في العام المقبل. هذه الرؤية تتناقض مع النهج الحذر الذي اتبعه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحالي بقيادة جيروم باول، والذي رفع أسعار الفائدة عدة مرات في محاولة للسيطرة على التضخم.
توقعات حول المرشحين الأوفر حظًا
على الرغم من أن ترامب لم يستبعد أيًا من المرشحين بشكل قاطع، إلا أن كيفن هاسيت لا يزال يعتبر من قبل الكثيرين المرشح الأوفر حظًا. يعود ذلك إلى خبرته الواسعة في مجال الاقتصاد، وعمله الوثيق مع ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، بالإضافة إلى عدم اهتمام وزير الخزانة سكوت بيسنت بالمنصب. هاسيت شغل منصب مستشار اقتصادي بارز لترامب في الفترة بين 2017 و2019، وعاد للعمل مع الإدارة خلال جائحة كوفيد-19، قبل أن يتولى منصبه الحالي كرئيس للمجلس الاقتصادي الوطني.
الاحتياطي الفيدرالي والسياسة النقدية: نظرة عامة
الاحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي للولايات المتحدة، وهو مسؤول عن تنفيذ السياسة النقدية للحفاظ على استقرار الأسعار وتعزيز التوظيف الكامل. تعتبر قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة من أهم العوامل التي تؤثر على الاقتصاد الأمريكي، حيث تؤثر على تكلفة الاقتراض والاستثمار والإنفاق الاستهلاكي. في الآونة الأخيرة، قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية، لكن هذا القرار قوبل بمعارضة من بعض أعضاء المجلس، مما يعكس الانقسامات الداخلية حول أفضل مسار للعمل.
الخلاصة: مستقبل السياسة النقدية الأمريكية
إن اختيار الرئيس ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل السياسة النقدية الأمريكية. من الواضح أن ترامب يبحث عن شخصية تتوافق مع رؤيته الاقتصادية، والتي تركز على خفض أسعار الفائدة وتحفيز النمو. في الوقت نفسه، يدرك ترامب أهمية اختيار شخصية قادرة على إدارة الاحتياطي الفيدرالي بشكل مستقل وفعال. من المرجح أن يستمر النقاش حول المرشحين المحتملين في الأيام والأسابيع القادمة، مع متابعة دقيقة لتصريحات الرئيس ترامب وتطورات الأوضاع الاقتصادية. هذا الموضوع يثير اهتمامًا كبيرًا للمستثمرين والشركات والأفراد على حد سواء، حيث أن قرارات الاحتياطي الفيدرالي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم ومستقبلهم المالي.
الكلمات المفتاحية: الاحتياطي الفيدرالي، أسعار الفائدة، دونالد ترامب، كيفن وارش، كيفن هاسيت، السياسة النقدية.












