اخر الاخبار

بعد اجتماع في العقبة.. المستشار الألماني يصل إسرائيل مع تحذير أردني من التصعيد بالضفة

ناقش العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، المستشار الألماني أولاف شولتز، الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية، وخاصةً التصعيد الخطير في الضفة الغربية والانتهاكات المستمرة للمقدسات في القدس. يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الدبلوماسية الأردنية المتواصلة للحد من العنف وإيجاد حل سياسي للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية. وتعتبر الأزمة في غزة والوضع الإنساني المتردي فيها من أبرز النقاط التي تناولها الاجتماع.

قمة في العقبة: تحذيرات من التصعيد و دعوة للسلام

عقد الملك عبدالله الثاني والمستشار الألماني أولاف شولتز، محادثات مهمة في مدينة العقبة الأردنية، ركزت بشكل أساسي على خطورة استمرار التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، وآخر المستجدات المتعلقة بالقدس المحتلة. وحذر العاهل الأردني من التداعيات الوخيمة لتصاعد العنف على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. كما أكد على أهمية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وضرورة احترام الوضع الراهن التاريخي والقانوني للمدينة.

موقف ألمانيا الداعم للحل السلمي

من جانبه، أعرب المستشار الألماني عن قلقه العميق إزاء الوضع في المنطقة، وأشاد بدور الأردن المحوري في جهود تحقيق الاستقرار. وأكد شولتز على ضرورة بناء شرق أوسط ينعم فيه الإسرائيليون والفلسطينيون بالسلام والأمن، مشددًا على الحاجة إلى إيجاد أفق سياسي واضح يؤدي إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين. كما أكد على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق إنهاء الحرب في غزة، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين المتضررين.

زيارة المستشار الألماني لإسرائيل وتأكيد الشراكة

بعد انتهاء محادثاته في العقبة، توجه المستشار الألماني أولاف شولتز إلى إسرائيل في أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه. ومن المقرر أن يلتقي شولتز برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة التطورات الأخيرة في المنطقة، وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

تعزيز العلاقات الألمانية الإسرائيلية

أظهر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، ترحيبه بزيارة المستشار شولتز، واصفاً ألمانيا بأنها “شريك مهم” لإسرائيل. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً مستمراً، وأن هذه الزيارة ستساهم في تعزيزها. كما لفت إلى نشر ألمانيا في أراضيها مؤخرًا، وللمرة الأولى، بطارية صواريخ إسرائيلية من طراز “أرو” المضادة للصواريخ الباليستية، مما يعكس مستوى التعاون الأمني المتنامي بين البلدين.

ألمانيا وحرب غزة: دعم إسرائيل مع إبداء القلق

تعتبر ألمانيا من أبرز حلفاء إسرائيل، وقد دعمتها بشكل كبير خلال الحرب في غزة. وعارضت ألمانيا فرض عقوبات على إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من إبداء قلقها بشأن سقوط ضحايا مدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

رفع القيود على تصدير الأسلحة

فرضت برلين في أغسطس الماضي حظراً على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، ولكنها سرعان ما رفعت القيود بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار مؤخرًا. وقد بدأت ألمانيا وإسرائيل في إعادة ترميم العلاقات، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى بين المسؤولين في البلدين. هذا التحول يعكس الأهمية التي توليها ألمانيا لأمن إسرائيل، ورغبتها في لعب دور بناء في جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.

التحديات المستقبلية وضرورة التحرك الدبلوماسي

لا تزال المنطقة تواجه تحديات جمة، بما في ذلك استمرار العنف، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وغياب الأفق السياسي الواضح. في هذا السياق، يظل الدور الأردني، المدعوم بالجهود الدبلوماسية الدولية، حيوياً في محاولة احتواء الأزمة وإيجاد حلول مستدامة. من الضروري أن تستمر ألمانيا في الضغط على جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. يجب التركيز على إيجاد حلول عملية تعالج جذور الصراع، وتضمن حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

ختاماً، يبقى الوضع في فلسطين نقطة محورية في السياسة الألمانية والأردنية، ويتطلب جهوداً متواصلة من أجل تحقيق السلام والأمن والازدهار للمنطقة بأكملها. الاجتماع بين الملك عبدالله الثاني والمستشار الألماني، والزيارة اللاحقة لإسرائيل، يمثلان خطوة مهمة في هذا الاتجاه، ولكن الطريق لا يزال طويلاً ومليئاً بالتحديات. نأمل أن تساهم هذه الجهود في إحداث تغيير إيجابي في حياة الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن تؤدي إلى نهاية الصراع الدائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى