منوعات

البلاستيك الدقيق تهديد خطير لصحة الإنسان



04:00 ص


السبت 11 يناير 2025

كشفت مراجعة علمية واسعة عن احتمال أن تكون جزيئات البلاستيك الدقيق سبباً رئيسياً لعدد من أنواع السرطان، والتي لا يمكن تفسيرها بالعوامل الوراثية أو النظام الغذائي أو نمط الحياة.

أجرى باحثون من جامعات متعددة بالتعاون مع “اتحاد أدلة سياسة ولاية كاليفورنيا” (CalSPEC) دراسة شاملة تضمنت تحليل أكثر من 3000 بحث علمي حول تأثير البلاستيك الدقيق. ووفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل”، توصلت الدراسة إلى وجود ارتباط بين هذه الجزيئات الدقيقة وسرطان الرئة والقولون، إضافة إلى أمراض الرئة الأخرى والعقم.

تفسير الظواهر الصحية

تساعد هذه النتائج في فهم بعض الظواهر الصحية المقلقة. فبينما تشهد أنواع عديدة من السرطان انخفاضاً في معدلاتها، يزداد سرطان القولون انتشاراً، خاصة بين الشباب الذين لا يُعتبرون عادةً في دائرة الخطر. وبالمثل، فإن سرطان الرئة غير المرتبط بالتدخين يشهد ارتفاعاً ملحوظاً، مما أثار حيرة الباحثين.

ما هو البلاستيك الدقيق؟

البلاستيك الدقيق يشير إلى جزيئات بلاستيكية صغيرة لا يتجاوز قطرها 5 ملم، تنبعث من المنتجات الاستهلاكية مثل عبوات الطعام، الملابس، الألعاب، مواد التغليف، فلاتر السجائر، والإطارات.

بحسب التقرير، فإن هذه الجزيئات تلوث الهواء والطعام والماء، وتم العثور عليها في العديد من الأعضاء البشرية الرئيسية، حيث تُحفّز الجهاز المناعي على التعامل معها كأجسام غريبة، مما يؤدي إلى التهابات واسعة النطاق.

التأثيرات الطبية

قد تسبب جزيئات البلاستيك الدقيق مشكلات صحية عديدة، بما في ذلك تلف الأنسجة والالتهابات في الكبد والقلب. ومع تراكمها في الجسم على المدى الطويل، يمكن أن تحدث أضراراً دائمة لا رجعة فيها.

ومع التوقعات بمضاعفة إنتاج البلاستيك ثلاث مرات بحلول عام 2060، حذّر الباحثون من أن التعرض المستمر للبلاستيك الدقيق يشكل تهديداً كبيراً على صحة الإنسان.

ارتباطه بالسرطان

أظهرت الدراسة أن البلاستيك الدقيق قد يكون عاملاً مسبباً لسرطان القولون، ويؤثر على الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية، إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي مثل سرطان الرئة.

وقد وجدت دراسات سابقة هذه الجزيئات في أدمغة البشر ومشيمة النساء، مع تقديرات تشير إلى أن التعرض للبلاستيك الدقيق يكلف النظام الصحي في الولايات المتحدة حوالي 289 مليار دولار سنوياً.

تأثيره على الخصوبة

تشير النتائج إلى أن البلاستيك الدقيق قد يؤثر على التوازن الهرموني، مما يؤدي إلى تدهور جودة وعدد الحيوانات المنوية لدى الذكور، ويؤثر على وظائف المبيض والمشيمة لدى الإناث.

كما ربطت دراسة بين وجود الجزيئات الدقيقة في المشيمة وانخفاض الوزن عند الولادة، بينما أشارت أخرى إلى ارتباطها بالولادة المبكرة.

تأثيرات الجهاز التنفسي

تُظهر الدراسات أن البلاستيك الدقيق يمكن أن يُضعف وظائف الرئة عبر التسبب في التهابات في مجرى الهواء، مما يضيف المزيد من القلق بشأن تأثيره على صحة الإنسان.

تؤكد هذه المراجعة أن الحد من التعرض للبلاستيك الدقيق بات أمراً ضرورياً لحماية الصحة العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى