“لديك رسالة مهمة، اضغط على الزر”.. ماذا حدث قبل ثوان من تفجي
02:26 م
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
القاهرة – مصراوي:
كشف السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، عن كواليس جديدة تُنشر لأول مرة عن كواليس تفجيرات أجهزة “البيجر” التي وقعت في لبنان منتصف سبتمبر الماضي، وكانت الشرارة الأولى للعمليات الإسرائيلية المتواصلة في الجنوب اللبناني حتى الآن.
وأسفرت تلك التفجيرات عن مقتل نحو 37 شخصا وإصابة ما يقرب من 3 آلاف شخص أغلبهم من عناصر حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.
وظهر السفير الإيراني علنًا للمرة الأولى أمس الثلاثاء، في لقاء رسمي مع وزير خارجية بلاده عباس عراقجي.
وقال “مجتبى” في مقابلة تلفزيونية نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إن “حزب الله اشترى أجهزة الاستدعاء، لكنها لم تستخدم لأغراض عسكرية، وأُعطي لي هذا الجهاز للإخطار في حالات الطوارئ”.
وعن تفاصيل ما جرى، أوضح السفير الإيراني، أنه “لا يوجد في لبنان شيء اسمه إنذار أحمر على غرار ما هو موجود في الكيان الصهيوني للإنذار العام، وتم تسليم هذه الأجهزة أيضا إلى المتاجر وأصحاب المتاجر ومديري المدارس وحتى المدارس الإيرانية”.
وأشار إلى أنه “تم تفخيخ هذه الأجهزة بحيث تنفجر تلقائيا بعد بضع ثوان من وصول النداء حتى في حالة عدم الاستخدام”.
وبشأن كيفية تفجير الجهاز الذي بحوزته، أضاف السفير الإيراني: “كان الجهاز في مكتبي، وتم إرسال رسالة بها صفارة خاصة تختلف عن الصافرات السابقة. ظهرت رسالة تقول: “لديك رسالة مهمة، اضغط على هذا الزر”… كان جهاز النداء في يدي اليسرى وعندما ضغطت على الزر بيدي اليمنى حدث الانفجار”.
ومضى قائلًا: “أدركت من شدة الانفجار أنه لم يكن قوياً بما يكفي لإلقائي بعيدا. في تلك اللحظة، جاء إليّ زملائي وذهبت إلى المستشفى بنفسي. كانت الساعة 15:30 بعد الظهر. وحتى الليل، أجريت لي عمليتان جراحيتان في عيني ووجهي، ثم تم نقلي إلى طهران مع بعض المصابين”.
وعن الإصابات التي لحقت به، بيّن “مجتبى” أنه “تم تصميم أجهزة النداء بحيث يمكن أن تلحق الضرر باليدين والعينين والوجه”، متابعًا: “لقد أصبت أيضًا في نفس هذه النواحي الثلاث تقريبًا”.
وواصل: “كان الجانب الأيمن من وجهي أكثر تضررا. لقد تضررت عيني اليمنى، لكن رؤيتها ظلت محفوظة. كانت عيني اليسرى أقل تضررا ويبدو أنها تعود إلى حالتها الطبيعية. تحتاج عيني اليمنى إلى مزيد من الوقت للوصول إلى قدرتها السابقة. كما أن هنالك اصابة في أصابع يدي (اليسرى)”.
عملية مخابراتية
وعن طريقة توفير هذه للبنان، أشار السفير الإيراني إلى ضلوع عدة دول أوروبية -لم يُسمها- في هذا العمل حينما مرت بها وتم زرع المتفجرات فيها.
وأضاف: “هناك رواية أخرى تقول أن كل حمولة أجهزة الاستدعاء تم تبديلها على متن سفينة وقام الكيان الصهيوني بتغيير بوليصة الشحن بنفس المواصفات واستبدل هذه الأجهزة بنفس الحالة. عملت هذه الأجهزة لفترة، وأخيراً، انفجرت يوم 17 سبتمبر”.
وأشار إلى أن “أصل أجهزة النداء تايواني المنشأ. كما أعلن التايوانيون أنه تم التلاعب بهذه الأجهزة في دول أوروبية”.
ولفت “مجتبى” إلى أن حزب الله كان دائما حريصا على شراء هذه الأجهزة من دول معينة، وبالإضافة إلى ذلك، كانت قوانين لبنان وقوانين الترددات المحلية مؤثرة أيضاً، إذ أنه لاستيراد الأجهزة التي تحتوي على موجات إلكترونية، يجب تسجيلها لدى وزارة الاتصالات اللبنانية حتى لا تتداخل تردداتها.
واختتم حديثه بالقول: “لا توجد حتى الآن رواية دقيقة ومحددة في هذا المجال. ولكن من الخطأ تماماً القول بأن هذه الأجهزة تم شراؤها من إيران، فهذا كلام خاطئ”.