اخبار مصر

عمرو حسن: النزيف وتسمم الحمل وراء أغلب وفيات الأمهات في مصر

كتب : أحمد جمعة عسكر



04:49 م


13/10/2025


شارك الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، والمقرر السابق للمجلس القومي للسكان، في جلسة رفيعة المستوى بعنوان: «من أجل أمومة آمنة: تمكين مقدمي الرعاية الصحية لحماية حياة الأمهات»، برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للجمعية العالمية للنساء الطبيبات (MWIA)، بالتعاون مع القمة العالمية لصحة المرأة (WISH)، والمنعقد في القاهرة خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر 2025، بمشاركة نخبة من القيادات الصحية وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الأكاديمي والخاص.

واستعرض د. عمرو حسن نتائج المراجعة الوطنية لوفيات الأمهات لعام 2022، التي أعدها استنادًا إلى بيانات اللجنة القومية لمراجعة وفيات الأمهات، والتي كشفت أن 64.5٪ من حالات الوفاة كانت قابلة للوقاية.

وأوضح أن «معظم وفيات الأمهات لا تعود إلى أسباب طبية معقدة، بل إلى فجوات في جاهزية النظام الصحي والاستجابة السريعة للحالات الحرجة»، لافتًا إلى أن 15٪ فقط من الحالات لم تكن قابلة للوقاية، بينما 20٪ من الحالات تفتقر إلى بيانات كافية، وهو ما يعكس الحاجة إلى تحسين أنظمة التوثيق والرصد.

وأكد د. عمرو حسن أن النزيف وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ما زالا السببين الأكثر شيوعًا لوفيات الأمهات، وكلاهما يمكن الوقاية منه من خلال تدخلات استباقية تبدأ بالمتابعة الدقيقة والكشف المبكر.

وأضاف أن الطب الحديث لم يعد ينتظر ظهور أعراض تسمم الحمل، بل أصبح يعتمد على الفحص المخبري المبكر بين الأسبوعين 11 و13 من الحمل، من خلال تحاليل PAPP-A وPlGF، التي تُتيح تحديد السيدات الأكثر عرضة للمضاعفات قبل ظهور الأعراض.

وأشار إلى أن هذا النهج الوقائي، المدمج مع بروتوكولات المتابعة الدقيقة واستخدام الأسبرين الوقائي في الحالات عالية الخطورة، يمكن أن يقلل المضاعفات بنسبة 60 إلى 70٪، مؤكدًا أن «تحليلًا بسيطًا في الأسبوع الثاني عشر قد يُغني عن سرير عناية مركزة في الأسبوع الثاني والثلاثين».

وتطرّق د. عمرو حسن إلى الزيادة المقلقة في معدلات الولادة القيصرية في مصر، مشيرًا إلى أنها تجاوزت الحدود الموصى بها عالميًا من قِبل منظمة الصحة العالمية، موضحًا أن «الولادة القيصرية المنقذة للحياة لا ينبغي أن تتحول إلى إجراء روتيني»، داعيًا إلى التوسع في برامج الولادة الطبيعية الآمنة، وتفعيل مراجعة طبية مستقلة لكل حالة قيصرية غير مبررة، حتى تعود القيصرية إلى مكانها الطبيعي: جراحة منقذة للحياة لا إجراءً معتادًا.

وقال الدكتور عمرو حسن إن «وفاة الأم ليست حدثًا طبيًا فحسب، بل انتهاكًا لحق الإنسان الأول: الحق في الحياة»، مضيفًا: «كل وفاة أم ليست رقمًا في تقرير، بل إنذار بأننا تأخرنا في حمايتها».

وأشار إلى أن البداية الحقيقية للوقاية تبدأ قبل الحمل، من خلال تعزيز خدمات تنظيم الأسرة والرعاية السابقة للحمل، حيث أظهرت البيانات أن 62.4٪ من السيدات اللاتي توفين لم يستخدمن أي وسيلة لتنظيم الأسرة قبل آخر حمل.

وشدد على أن الاستثمار في صحة الأم ليس التزامًا صحيًا فقط، بل رهان اقتصادي، موضحًا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن كل جنيه يُستثمر في صحة الأم وتنظيم الأسرة يحقق عائدًا يقارب 170 جنيهًا، ما يؤكد أن الاستثمار في صحة الأم سياسة اقتصادية رشيدة لبناء رأس مال بشري مستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى