اخبار الكويت

بالفيديو السفير بيردباي لـ الأنباء الكويت وكازاخستان لديهما إمكانات قوية للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى نوعي جديد

  • لقاء سمو ولي العهد مع الرئيس الكازاخستاني في جدة يعطي دفعة قوية لمواصلة التعاون وتعزيز الصداقة
  • كازاخستان اليوم على عتبة المستقبل بتخطيط علمي موثوق وتختلف اختلافاً جوهرياً عن الأمس القريب
  • نعتبر الكويت أحد أهم شركاء كازاخستان الموثوقين في الشرق الأوسط والمنطقة العربية
  • الإصلاحات السياسية المنفذة على مدار العامين الماضيين ساهمت في إنشاء كازاخستان العادلة

أجرى الحوار: أسامة دياب

أشاد سفير جمهورية كازاخستان لدى البلاد عظمات بيردباي بقوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الكازاخستانية، والتي وصفها بالمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتا إلى أنهم يحتفلون اليوم بالعيد الوطني والذكرى الـ 30 لإقامة العلاقات الديبلوماسية مع الكويت، مبينا أن البلدين لديهما إمكانات قوية للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى نوعي جديد، مشددا على أن الكويت تعتبر أحد أهم شركاء كازاخستان الموثوقين في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.

وأشار بيردباي ـ في لقاء خاص مع «الأنباء» ـ إلى أن لقاء سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد مع الرئيس الكازاخستاني في جدة يعطي دفعة قوية لمواصلة التعاون وسيعزز الصداقة والتفاهم المتبادل بين البلدين الصديقين، موضحا أن بلاده اليوم تقف على عتبة المستقبل بتخطيط علمي موثوق وتختلف اختلافا جوهريا عما كانت عليه في الأمس القريب، مشددا على أن الإصلاحات السياسية التي تم تنفيذها على مدار العامين الماضيين ساهمت في إنشاء كازاخستان العادلة ـ مجتمع مزدهر ونظام سياسي أكثر ديناميكية وتنافسية. في السطور التالية تفاصيل اللقاء:

وأنتم تحتفلون هذا العام بالذكرى الـ 30 لإقامة العلاقات الديبلوماسية مع الكويت، كيف ترون هذه العلاقات ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟

٭ العلاقات الكازاخستانية ـ الكويتية علاقات قوية ومتينة في مجملها، حيث بنيت على أسس صلبة من الصداقة والثقة والاحترام المتبادل، برعاية كريمة ورغبة أكيدة من القيادة السياسية في البلدين الصديقين، ولذلك نجد أنها تتطور بصورة ملحوظة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون.

وأود أن أؤكد على أن كازاخستان تعتبر دولة الكويت أحد الشركاء الموثوقين في الشرق الأوسط والمنطقة العربية. ولقد كان لقاء رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف مع سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد على هامش القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى التي عقدت مؤخرا في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية في 19 يوليو الماضي، مثمرا للغاية ووضع ملامح مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، حيث تمت مناقشة أهم سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية واستشراف آفاق جديدة لها، وآفاق تطوير التعاون الكازاخستاني ـ الكويتي في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، فضلا عن عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية. ولقد كشف هذا اللقاء عن قدر كبير من التفاهم والثقة المتبادلة بين البلدين.

وأنا على ثقة تامة بأن نتائج اللقاء ستعطي دفعة قوية لمواصلة التعاون الشامل بين كازاخستان والكويت وستعزز الصداقة والتفاهم المتبادل بين بلدينا وشعبينا.

حدثنا عن أبرز مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين؟

٭ نحتفل هذا العام بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين كازاخستان والكويت وعلاقتنا الثنائية تتطور بشكل مثمر يحقق المنفعة للشعبين الصديقين ويعتبر التطور الديناميكي للتعاون التجاري والاقتصادي من أبرز مجالات التعاون الثنائي بالإضافة إلى مجالات واعدة نشطة مثل الوقود والطاقة والصناعة والزراعة والنقل والطيران.

وحجم التبادل التجاري بين البلدين يزداد من عام لآخر، فضلا عن زيادة حركة الركاب بين البلدين بفضل إطلاق الرحلات الجوية المباشرة الكويت – ألماتي والكويت – تركستان بواسطة طيران الجزيرة، بالإضافة إلى تزايد رغبة المستثمرين الكويتيين في تنفيذ مشاريع استثمارية في كازاخستان.

أعتقد أن كازاخستان والكويت لديهما إمكانات قوية للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى نوعي جديد. وينطبق هذا على النقل والوقود والطاقة والصناعة والزراعة وغيرها من مجالات التعاون الواعدة.

إنني على ثقة تامة بأننا سنواصل بذل الجهود وسنرفع تفاعلنا مع دولة الكويت إلى مستويات جديدة من أجل مواصلة تطوير التعاون بين البلدين. وبينما يحاول العالم التغلب على التحديات التي تفرضها الصعوبات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية فإن التعاون بين كازاخستان والكويت أمر ضروري، ونحن عازمون على تعزيز علاقاتنا مع الكويت، ولقد وضعنا أساسا متينا لمواصلة ذلك.

كازاخستان تمر الآن بمرحلة محورية فاصلة من تاريخها بعد الإصلاحات السياسية الجذرية التي أطلقها رئيس الجمهورية في يناير الماضي، حدثنا عن أثر هذه الإصلاحات في بناء مستقبل بلادكم؟

٭ منذ الأيام الأولى له في الحكم أولى الرئيس قاسم جومارت توكاييف اهتماما كبيرا بإصلاح نظام الإدارة العامة وإنشاء دولة حديثة فاعلة تواكب احدث النظم الديموقراطية ولذلك فقد حدد الرئيس توكاييف الخطوط الرئيسية لمساره السياسي المستقبلي. وخلال أربع سنوات ونصف السنة منذ انتخاب الرئيس قاسم جومارت توكاييف رئيسا للبلاد تم تنفيذ 4 حزم من الإصلاحات السياسية.

ويمكن اختصار أبرز ملامح المسار السياسي المستقبلي فيما يلي: أولا، الاستمرار الفاعل للمسار السياسي للبلاد والحفاظ على جميع الإنجازات الإيجابية منذ الاستقلال لمواصلة التنمية في البلاد. ثانيا، تحقيق العدالة وضمان تحقيق المساواة في الحقوق لجميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية أو العرقية أو الدينية أو غيرها وخلق الفرص لكل منهم لتحقيق النجاح الشخصي وتحسين رفاهيتهم، ثالثا، التقدم والقدرة على التجديد من منطلق رغبة كازاخستان في ان تصبح واحدة من الدول الرائدة في العالم. ولقد اتسمت السنوات الأولى من رئاسة قاسم جومارت توكاييف باختبارات جدية للقوة سواء بالنسبة له شخصيا أو بالنسبة لنظام سلطة الدولة وإدارتها والبلاد بصفة عامة.

كما تعلمون، فإن أحداث يناير 2022 قد هزت المجتمع. حيث واجه شعبنا تحديا غير مسبوق عندما كانت سلامة البلاد مهددة. في هذه الأيام شعرنا بعمق القيمة الدائمة للاستقلال وشعرنا بمدى أهمية السلام والاستقرار والوئام، وبفضل وحدتنا وتماسكنا استطعنا الدفاع عن دولتنا وتصدينا للإرهابيين بشكل حاسم.

إلى أي مدى أسست التعديلات الدستورية والإصلاحات السياسية التي أطلقها رئيس الجمهورية لمناخ وحياة ديموقراطية جديدة في كازاخستان؟

٭ كان عام 2022 عاما مهما بشكل خاص لشعبنا. لقد دخلت كازاخستان عهدا جديدا في تطورها بتحولات واسعة النطاق بادر بها رئيس الدولة، حيث تم تنفيذ الإصلاح الدستوري وتحديث جميع مجالات الحياة الحكومية بشكل شامل مما عزز إيمان الناس بمستقبل مشرق، كما أظهر الاستفتاء دعم كازاخستانيين للمسار الجديد لتنمية الدولة وإعادة التشكيل الهيكلي السياسي للبلاد وبناء نظام متوازن من الضوابط والتوازنات بين فروع السلطة يحقق روح العدالة الحقيقية.

إن الإصلاح الدستوري يعد جزءا لا يتجزأ من برنامج التحديث السياسي واسع النطاق الذي ينفذه الرئيس توكاييف، وأصبح للمرأة دور أكبر بحصة تبلغ 30% للنساء والشباب في القوائم الحزبية، تم إلغاء عقوبة الإعدام، بالإضافة إلى تفعيل آلية للانتخابات المباشرة للحكام المحليين.

ووفقا للقواعد الدستورية الجديدة يتم انتخاب الرئيس لفترة ولاية واحدة مدتها سبع سنوات. وهذا سيفتح الطريق أمام الجيل الجديد من السياسيين للوصول إلى السلطة.

وبناء على متطلبات دستور كازاخستان من الضروري إجراء تجديد جذري لجميع فروع الحكومة.

إلى أي مدى كانت الانتخابات النيابية أحد أبرز ملامح التطور في الديموقراطية الكازاخستانية؟

٭ إن كازاخستان اليوم تختلف اختلافا جوهريا عن كازاخستان الأمس، وتقف على عتبة المستقبل بتخطيط موثوق به لمصلحة شعبها.

إن التعديلات الدستورية التي تم إدراجها بناء على نتائج الاستفتاء الوطني في يونيو 2022 قد مهدت الطريق لمبادئ ديموقراطية جديدة في كازاخستان بما في ذلك زيادة نفوذ البرلمان وفرض القيود على الصلاحيات الرئاسية وتسهيل إجراءات تسجيل الأحزاب السياسية الجديدة والانتخابات المباشرة للحكام المحليين.

وفي يناير 2023، تم إطلاق عدد من المبادرات السياسية. والأكثر أهمية هو إنشاء المحكمة الدستورية والتي يمكن لأي مواطن في كازاخستان يخاطبها بما في ذلك مفوض حقوق الإنسان والمدعي العام.

كما أجريت في 19 مارس الماضي الانتخابات المبكرة لمجلس النواب، وبالتوازي معها أجريت انتخابات الهيئة التمثيلية المحلية بمشاركة 7 أحزاب سياسية، اثنان منها يشاركان لأول مرة، ما أعطى الناخبين فرصة أكبر لممارسة حقهم الدستوري في التصويت وتعزيز التعددية السياسية.

وشهدت هذه الانتخابات إدراج خانة «ضد الجميع» في أوراق الاقتراع والتي تسمح للناخبين بالتعبير عن عدم موافقتهم على جميع المرشحين إذا رغبوا في ذلك.

ولقد أعربت كازاخستان عن التزامها بإجراء انتخابات حرة وشفافة وعادلة، من خلال دعوة 10 منظمات دولية وعشرات المراقبين من الدول الأجنبية لمراقبة العملية الانتخابية بما في ذلك بعثة المراقبين من مكتب المؤسسات الديموقراطية وكذلك رابطة الدول المستقلة. لقد أصبحت الانتخابات الماضية معلما مهماً في تأريخ تطور الديموقراطية الكازاخستانية.

إن إصلاحاتنا السياسية المدعومة بالانتخابات الحرة والتنافسية هي الأساس الذي سنضمن من خلاله استقرارنا ومواصلة بناء مستقبلنا.

ما أثر هذه الإصلاحات على سياستكم الخارجية وعلاقتكم مع مختلف دول العالم؟

٭ لقد ساهمت كل جهودنا على مدار العامين الماضيين في إنشاء كازاخستان العادلة ـ مجتمع مزدهر ونظام سياسي أكثر ديناميكية وتنافسية. لم ينسنا تحويل نظامنا السياسي الداخلي التزاماتنا الدولية. وفي أكتوبر 2022، استضافت عاصمتنا القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا التي أسسناها قبل 30 عاما لتعزيز التعاون من أجل السلام والأمن والاستقرار في آسيا. وخلال هذا المؤتمر أعلن رئيس كازاخستان انضمام الكويت إلى هذه المنظمة باعتبارها الدولة العضو 28.

وفي نفس الشهر بمدينة أستانا، عقد لقاء رؤساء دول آسيا الوسطى مع السيد شارليم ميشيل ـ رئيس الاتحاد الأوروبي عشية الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين دول آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي. وقبل شهر، انعقد المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية. وخلال الفترة نفسها استضفنا الرئيس الصيني فخامة شي جين بينغ في أول رحلة خارجية له منذ جائحة كوفيد- 19.

إضافة إلى ذلك، فإن مسار السياسة الداخلية والخارجية التي اتخذتها كازاخستان فتح الباب أمام توسيع التعاون مع الكويت المبني على الصداقة والدعم المتبادل والذي يتمتع بإمكانات عالية. وإنني على ثقة تامة بأن سياستنا الخارجية متعددة الاتجاهات ستساعد في حل العديد من الأزمات العالمية وتوسيع التعاون الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى