الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوات جريئة نحو التقدم والازدهار بقلم محمد توتونجي – سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية
![](https://sharqobserver.com/wp-content/uploads/2025/02/1295220-1.jpg)
تستقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ربيعها السابع والأربعين وهي في عز شموخها وعنفوان شبابها، حيث تواصل سعيها الدؤوب لتحقيق طموحات الشعب الإيراني في حياة حرة أبية تسودها الكرامة والوحدة والإيمان بالنصر الإلهي.
تبدأ بلادنا عامها الجديد بعد أن اختارت في انتخابات حرة نزيهة رئيسا جديدا هو د.مسعود بزشكيان لتنطلق صفحة ناصعة من الإنجازات والإصلاحات التي ترفع مكانة ومنزلة ايران كقوة كبرى في المنطقة ديدنها التعايش السلمي مع دول الجوار والتعاون البناء لمستقبل افضل لشعوب المنطقة.
ويبذل فخامة الرئيس بزشكيان جهودا حثيثة لتحقيق الوفاق الوطني من خلال تشكيل حكومة تضم جميع الأطياف السياسية وعلى أساس المصلحة الوطنية واتخاذ خطوات عملية لإصلاح الوضع الاقتصادي؛ لأن الثورة الإسلامية ارتكزت على ثلاث دعامات وهي الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية، فالاستقلال يعني حريتنا في اتخاذ القرار الذي يريده الشعب دون أي تدخل خارجي، والحرية هي خلاصنا من الاستبداد وكبت الحريات السياسية والثقافية الذي عانينا منه إبان العهد البائد. ودور الشعب في رسم مستقبله عبر صناديق الاقتراع، والجمهورية الإسلامية هو التزامنا بديننا الحنيف الذي استمددنا منه القوة والعزيمة في ثورتنا. ان ثورتنا بقيادة الإمام الخميني نقلت ايران من حليف للصهيونية إلى صديق وفي وصادق للأمة الإسلامية، ولم تضيع بوصلتها الرئيسية وهي مناصرة المحرومين والأحرار والتمسك بالاعتدال والوسطية ونبذ التطرف والعنف والتكفير على الرغم من التضليل الإعلامي الذي يمارسه الغرب لتشويه الوجه الناصع للجمهورية ومحاولات شق الصف وإثارة الفتن.
المنجزات العلمية والتقنية
تتواصل التطورات العلمية والمشاريع البحثية في مختلف المجالات، حيث اقيم مهرجان الفارابي في نسخته الـ 15 بحضور رئيس الجمهورية، ويهدف سنويا لتقديم افضل المواهب في مجال العلوم الإنسانية والإسلامية. كما تضاعف انشاء حدائق العلوم والتكنولوجيا في مدن البلان بفضل همة الشباب الإيراني، وأكد وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا أن ايران مستعدة لنقل تجاربها في مجال واحات العلوم والتكنولوجيا وإنشائها إلى بقية دول الجوار الصديقة، وكذلك قبول الطلاب في الجامعات الإيرانية المعروفة بمستواها الأكاديمي والبحثي.
في علوم تقنية النانو تحتل ايران اليوم المرتبة السابعة عالميا والأولى اقليميا كما نجحت وكالة الفضاء الإيرانية في إطلاق الأقمار الصناعية وتمكن خبراء المنظمة الجوفضائية في وضع القمر الاصطناعي الوطني (اميد) في مداره حول الأرض.
كل هذه الإنجازات العلمية والتكنولوجية تتم على الرغم من القيود الدولية المفروضة والحصار الظالم، كما افتتحت مؤخرا المنظمة الوطنية للذكاء الاصطناعي لتصبح ايران بين افضل 10 دول تسخر الذكاء الاصطناعي للحوكمة والاقتصاد الرقمي.
مراجعة لمنطلقات الثورة الإسلامية
إن الاحتفال باليوم الوطني هو محطة مهمة للتأمل في الانجازات الوطنية التي حققها شبابنا، حيث ان بلادنا اصبحت محط انظار العالم لما ابدعته من منجزات علمية وتقنية ومشاريع استراتيجية تعكس روح التفاهم والتكاتف بين أبناء الشعب والتفاهم حول قيادتهم الرشيدة.
إن نيل الاستقلال السياسي ورفض الهيمنة الأجنبية وتحقيق سيادة الشعب الدينية ومساهمة المرأة في صنع القرار ورعاية حقوق الأقليات والالتزام بالعدل والمساواة بين المواطنين وإجراء الانتخابات الحرة الديموقراطية كلها منطلقات دفعت الشعب الإيراني للقضاء على النظام البائد.
السياسة الخارجية
في مجال السياسة الخارجية فإن الجمهورية الإسلامية الايرانية انطلاقا من مبدأ رعاية حسن الجوار فقد ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية الاقليمية والدولية مع الدول الصديقة لاسيما دول الجوار العربية وفي طليعتها الكويت، وان التاريخ يبرهن على سلامة التعامل الايراني مع بقية الشعوب الصديقة. اننا حينما نقلب صحائف التاريخ لا نرى اي مؤشر يدل على اعتداء ايراني على اراضي بقية البلدان. بينما نرى ان اراضينا قد تعرضت لاعتداءات مكررة من قبل بعض دول الجوار والقوى الكبرى طوال التاريخ.
التعايش السلمي في إيران
ان تكريس التعايش السلمي بين أبناء الطوائف والأديان والمذاهب يعتبر سمة بارزة وتجربة غنية تمتاز بها الجمهورية الإسلامية، حيث تحتضن أكثر من ربع مليون مسيحي والآلاف من اليهود يعيشون بأمان وسلام في ايران ويتمتعون بكامل حقوقهم المدنية والانسانية والسياسية بالتساوي مع المسلمين، ولهم نواب في مجلس الشورى الاسلامي يعكسون تطلعاتهم وطموحاتهم، إذ نجد في التعامل المتكافئ مع كل المواطنين دون تمييز حيث يعيشون باحترام.
وهنا لابد من الاشارة إلى أن اخواننا السنة يمارسون نشاطهم الديني والاجتماعي بكل حرية وان المنائر الشاهقة للمئات من مساجد أهلنا السنة في المحافظات الايرانية تواصل نشاطها وترفع الاذان حسب الفقه السني إلى جانب المعاهد الدينية التي تقوم بتدريس الشريعة الإسلامية حسب الفقه السني.
مكانة الجمهورية الإسلامية واستشراف المستقبل
ان سياسة ايران وهي تحتفل بالذكرى السنوية لانتصار ثورتها بقيادة الامام الخميني الراحل تتمحور على المستوى العملي والميداني في المنطقة في الأولويات التالية.
1 – استتباب السلام والأمن في الجوار الايراني.
2 – توطيد علاقات المودة والصداقة مع العالم الاسلامي لاسيما البلدان المجاورة.
3 – التعاون السياسي والثقافي والاقتصادي مع جميع دول العالم ما عدا الكيان الصهيوني.
4 – المشاركة والتعاون الفعال مع المنظمات الدولية.
ويشكل تعزيز السلام والأمن في الجوار الايراني قلب السياسة الخارجية الايرانية.
إن الجمهورية الإسلامية الايرانية تقع في مركز منطقة حساسة وجيواستراتيجية في العالم وهي من أغنى دول العالم من حيث احتياطي المعادن، إذ تملك 10% من احتياطي النفط و15% من احتياطي الغاز العالمي.
وهي همزة الوصل التاريخية بين آسيا وأوروبا وتنعم بأكثر طرق الترانزيت امانا وأشدها توفيرا باتجاه آسيا الوسطي والقوقاز ولها شبكات خدماتية وإنتاجية واسعة ومتنامية وطاقات بشرية مدربة وتعتبر شريكا اقتصاديا وتجاريا مطمئنا.
وان التزامها وحرصها على التعاون الاقليمي وسعيها لتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم يعزز مكانتها وموقفيتها.
ويتم رسم السياسة الإقليمية وفقا لخواص المنطقة الحساسة التي نعيش فيها، حيث يكتسب بلدنا اهمية خاصة لوقوعه ضمن بقعة هي عصب الاقتصاد العالمي.