وزير خارجية مصر يزور سورية وتركيا للمرة الأولى منذ عقد
التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، بالرئيس السوري بشار الأسد، ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في أول زيارة لوزير خارجية مصري لكلا البلدين منذ نحو 10 سنوات، للتضامن مع أنقرة، ولهدف إنساني في دمشق، فيما عبر الرئيس السوري بشار الأسد عن شكره لمصر على ما قدمته من مساعدات لبلاده جراء الزلزال، مشدداً على حرص سورية على علاقاتها مع مصر.
وأكد شكري من دمشق، أمس، تضامن بلاده مع الشعب السوري في مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر، موضحاً أن هدف زيارته، وهي الأولى منذ أكثر من عقد، «إنساني» بالدرجة الأولى، في وقت تسعى السلطات إلى تسريع فكّ عزلتها مع محيطها الإقليمي.
ووصل شكري صباح أمس إلى سورية، في جولة شملت تركيا المجاورة أيضاً في وقت لاحق أمس، بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين القاهرة وكل من دمشق وأنقرة، قبل عودة الحرارة إليها إثر الزلزال الذي أودى بنحو 50 ألف شخص في البلدين.
وقال شكري في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقر الخارجية السورية، إنه نقل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى الرئيس السوري بشار الأسد، رسالة «تضامن ومواساة مع الشعب السوري الشقيق، واستعداد للاستمرار بتقديم ما نستطيع من دعم لمواجهة آثار الزلزال».
ورداً على سؤال حول إمكانية عودة العلاقات الثنائية إلى سابق عهدها، أوضح شكري «الهدف من الزيارة في المقام الأول هو إنساني، لنقل التضامن على مستوى القيادة وعلى مستوى الحكومة وعلى مستوى الشعب المصري إلى الشعب السوري».
واعتبر الوزير المصري أنّ العلاقات السورية المصرية هي ركن أساسي في حماية الأقطار العربية، مؤكداً أن مصر ستكون دائماً مع كل ما يمكن أن يساعد سورية، وأنها ستسير قُدماً في كل ما من شأنه خدمة مصالح الشعب السوري الشقيق.
ولفت شكري إلى الروابط التي تجمع بين الشعبين السوري والمصري، وأشار إلى أن السوريين المقيمين في مصر أظهروا قدرة كبيرة على التأقلم مع المجتمع المصري، وحققوا نجاحاً كبيراً في أعمالهم في مختلف المجالات.
وقال المقداد: «المساعدات المصرية التي وصلت تعبر عن التحام الشعب المصري مع شقيقه الشعب السوري. نتطلع أن تتجاوز سورية آثار الزلزال».
وفي وقت لاحق، شكر الأسد، وفق بيان عن الرئاسة السورية، مصر لما قدّمته «من مساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضررين من الزلزال».
وأكد أن بلاده «حريصة على العلاقات التي تربطها مع مصر»، معتبراً أنّ «العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام».
ونوّه إلى أن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها «خلال مرحلة الحرب على سورية» كلاجئين، بل احتضنهم الشعب المصري في جميع المناطق، ما يؤكد على الروابط التي تجمع بين الشعبين، والأصالة التي يمتلكها الشعب المصري.
وزار شكري تركيا أيضاً، ما يشير إلى تحول آخر في العلاقات الخارجية لمصر.
والتقى شكري نظيره التركي تشاووش أوغلو، في مدينة أضنة الجنوبية التي هزتها الزلازل أيضاً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، إن وزير الخارجية قدم تعازيه في ضحايا الزلزال، وأكد تضامن مصر قيادة وحكومة وشعباً مع تركيا، كما أكد استمرار تقديم المساعدات لدعم تركيا وشعبها.
وتوجه شكري وتشاووش أوغلو بعد ذلك في زيارة إلى ميناء مرسين، حيث وصلت سفينة مساعدات مصرية أمس.
وقال تشاووش أوغلو للصحافيين في ميناء مرسين: «تبادلنا خلال محادثاتنا وجهات النظر حول الزيارات المتبادلة في الفترة المقبلة. التقى نائبا وزيري الخارجية مرتين من قبل، وسيكون من المفيد أن يجتمعا مرة أخرى. وبعد محادثاتنا يمكن أن يجتمع الرئيسان في تركيا أو مصر».
شكري أكد من دمشق تضامن بلاده مع الشعب السوري في مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر.