نورا الزعابي.. من تحدي الطفولة إلى قصة نجاح ملهمة
تحوّلت قصة الطالبة الكفيفة نورا الزعابي، من تحديات الطفولة إلى قصة نجاح ملهمة، بعد أن تغلبت على هذه التحديات بفضل الدعم الكبير من معلماتها، إذ استطاعت بفضل جهودهن وتوجيههن المستمر تطوير مهاراتها وقدراتها، حتى أصبحت قائدة متميزة تحصد الجوائز، ما يجسد بشكلٍ جلي الدور الكبير الذي يلعبه المعلم في بناء جيل قادر على تخطي الصعاب وتحقيق النجاحات.
نجحت الزعابي في تحقيق إنجازات مبهرة بفوزها بتسع جوائز محلية، من بينها جائزة العالم الشاب في مجال الابتكار، ولاتزال تواصل مسيرتها التعليمية بجدارة، حيث تكمل اليوم دراستها الجامعية باجتهاد وتفوق، مبرهنة أن الإصرار والدعم يمكن أن يحولا أي تحدّ إلى قصص نجاح باهرة.
سلّطت جلسة حوارية نظمتها أخيراً جمعية توعية ورعاية الأحداث فرع الفجيرة، بعنوان «دور المعلم في دعم التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة»، ضمن فعاليات الاحتفاء بيوم المعلّم العالمي، الضوء على قصة نجاح الملهمة نورا الزعابي، بعد أن تناولت دور المعلم في دعم التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة، وتم خلالها استعراض قصص ملهمة لتجارب تعليمية ناجحة، كما ركزت الجلسة على تأثير المعلم في تشكيل مستقبل الطلاب ودعمهم في مواجهة التحديات، مشددة على الدور الكبير الذي يلعبه المعلم في تعزيز قدرات الطلبة وتوجيههم نحو النجاح.
وأشادت الزعابي في حديثها لـ«الإمارات اليوم» بدور معلماتها، قائلة: «أتذكر الآن أيامي في مدرسة الشفاء بنت عبدالله للتعليم الثانوي للبنات بمدينة كلباء، حيث كنت أواجه تمييزاً من زميلاتي، حيث كن يرددن عبارات محبطة، مثل كيف وأنا كفيفة أتفوق عليهن؟، ولولا وقوف معلماتي، بدءاً من مديرة المدرسة أميرة الأهبش، التي غرست في نفسي الإيمان بأن ما أمتلكه من تميز هو هبة يجب أن أحافظ عليها، وأبرزها في كل مرحلة دراسية، ما وصلت لما أنا عليه الآن».
وأضافت: «لعبت معلمة اللغة العربية دوراً كبيراً في رفع همتي وقبولي أي تحدّ، حيث كانت تشجعني باستمرار، وكان لتلك التشجيعات أثر بالغ في مشاركتي في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، حيث فزت بجائزة العالم الشاب، بعد أن ابتكرت مع زميلتي جهازاً أطلقنا عليه (نورا براين)، وهو جهاز مخصص لمساعدة المكفوفين».
ونوهت الزعابي بالتأثير البالغ لمعلماتها، والذي رافقها حتى وصلت للمرحلة الجامعية، والذي يدفعها دائماً نحو التميز الذي ترجمته بوضوح في مشاركاتها بمسابقات محلية تأمل أن تمتد لتشمل مسابقات ذات طابع دولي لترفع اسم الإمارات عالياً.
وأشارت مديرة مجمع زايد التعليمي بمدينة محمد بن زايد بالفجيرة، أميرة حسن الأهبش، في الجلسة الحوارية التي نظمت برعاية رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، الفريق ضاحي خلفان تميم، إلى أن المعلم يعد الركيزة الأساسية في بناء جيل المستقبل، حيث لا يقتصر دوره على نقل المعرفة فقط، بل يحدث فارقاً حقيقياً في حياة الطالب، من خلال احتوائه في بيئة آمنة تشجّعه على التعلم والاستكشاف.
وأضافت «التأثير الذي يحدثه المعلم يتجاوز حدود الفصول الدراسية، لتبقى ذكرياته ودروسه حاضرة في ذاكرة الطالب، وتشكل دافعاً لتحقيق أحلامه وطموحاته، فكل كلمة تشجيع ودعم من المعلم تمثل حافزاً يدفع الطالب لتجاوز التحديات، ويسهم في بناء مستقبل مشرق».
وتطرّقت المعلمة خديجة سالم الكعبي، خلال الجلسة، إلى قصص ملهمة لشخصيات ناجحة كان للمعلم دور بارز فيها، من بينها الطالبة نورا الزعابي، التي تجسد أروع قصص الكفاح حيث تغلبت فيها على التحديات التي واجهتها، وأثبتت أنها قادرة على أن تكون عنصراً فعالاً في المجتمع، من خلال تميزها وحصولها على تسع جوائز، منها جائزة العالم الشاب في مجال الابتكار.
وقالت الكعبي: «كانت نورا في المقاعد الدراسية خجولة جداً ومنعزلة، وتعرضت للتنمر من قبل طالبات في المدرسة، ومع تكرار غيابها، بدأنا نشعر بذلك، لاسيما أنها كانت تقف في الصفوف الأمامية بالطابور الصباحي بكل نشاط وحيوية، مشيرة إلى أن والدة نورا تواصلت مع الإدارة المدرسية، وأبلغتها بما تواجهه نورا».
وتابعت: «على الفور، قامت إدارة المدرسة بتخصيص فريق من المعلمات لمساعدة نورا ووضع آلية لمعالجة الحالة، بعد دراسة الظروف المحيطة، وتبين وجود حاجة ملحة لتوفير الدعم لنورا الطالبة المتفوقة التي تحصد العلامات الكاملة، والتي كانت أحد أبرز الأسباب التي أثارت الغيرة لدى بعض زميلاتها».
وأكدت الكعبي أن المعلمات لم يتخلين البتة عن نورا ورافقنها في كل خطوة، مقدمات الدعم والتشجيع اللازم حتى تمكنت بجدارة من تجاوز حاجز الخجل والتغلب على التحديات وحصد الجوائز على مستوى الدولة.
• 9 جوائز حصلت عليها الملهمة نورا، أبرزها جائزة «العالم الشاب».
أميرة الأهبش:
المعلم ركيزة أساسية في بناء جيل المستقبل.