اخبار الامارات

منطقة صناعية إسرائيلية تبتلع ريف رام الله الغربي

المناطق الريفية غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، والممتدة داخل أراضي قرية «أم صفا»، لم تعد تنعم بهدوء طبيعتها الخضراء كما اعتادت على طوال الأعوام الماضية، إذ أعلن الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق عن قراره بوضع اليد على أراضي القرية، ليبدأ خطواته العملية في الوقت الحالي لتنفيذ مخطط استيطاني جديد فوق تلك المساحات المصادرة، والمتمثل في إنشاء منطقة صناعية إسرائيلية.

ويبتلع هذا المخطط الاستيطاني الثلث الأخير المتبقي من مساحة قرية أم صفا، حيث تبلغ مساحتها 15 ألف دونم، صادر الاحتلال منها على مدار السنوات الماضية 9000 دونم لصالح التوسعة الاستيطانية، وإقامة مواقع الجيش الإسرائيلي العسكرية، فيما يخطط اليوم tللاستيلاء على ما تبقى من مساحات داخل القرية.

جرافات إسرائيلية

وخلال يونيو الماضي، أجرت الجرافات الإسرائيلية عمليات تجريف واسعة لمساحات شاسعة داخل قرية أم صفا، وتحديداً في مناطق خلة خليف، وباطن حسان، والطلقات، والمروج، بعد مصادرتها، ما تسبب في دمار واسع طال أراضي الفلسطينيين، وذلك بحسب رئيس المجلس القروي لقرية أم صفا، مروان صباح.

ويشير صباح في حديثه مع «الإمارات اليوم» إلى أن الاحتلال صادر ضمن سياسة وضع اليد على الأراضي الفلسطينية أراضي في المناطق الواقعة بين قرى أم صفا وبيت سيرا وبيت عور، والممتدة على طول أراضيها، وجميعها تمتلكها عائلات قرية أم صفا ملكية خاصة، وذلك لصالح المنطقة الصناعية.

ويلفت إلى أن حكومة الاحتلال وافقت على خطة بناء المنطقة الصناعية رقم 230، الممتدة داخل مساحة 400 دونم من أراضي القرية، والتي صادرتها إسرائيل ضمن سياسة وضع اليد في السابق.

وفي شهر مارس الماضي أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بمصادرة 300 دونم من أراضي قرية أم صفا، لغرض الاستيلاء عليها لتوسعة مستوطنة «عتيرت» الجاثمة على أراضي الفلسطينيين بالقرية، والقرى المجاورة.

حياة لا تُطاق

من جهته، يؤكد الباحث في مركز أبحاث الأرض الفلسطيني رائد موقدي أن ما تشهده قرية أم صفا يعد جزءاً من مخطط يهدف إلى جعل حياة الفلسطينيين أمراً لا يطاق داخل قرى الضفة المصنفة كمناطق (ج) و(ب) وفقاً لاتفاقية أوسلو.

ويقول موقدي لـ«الإمارات اليوم»، إن هذا المخطط الاستيطاني يستهدف القرى الممتدة إلى الشرق من الطريق الرئيس بين رام الله ونابلس، لإجبار سكانها على مغادرة أراضيهم قسرا، تماماً كما جرى للعشرات من سكان قرية عين سامية في رام الله، والتجمعات البدوية الواقعة بين مدينتي القدس وأريحا.

وتعد الأراضي الممتدة بين رام الله ونابلس حلقة وصل بين الأغوار الفلسطينية الشمالية، والداخل المحتل الفلسطيني المحتل، وكذلك شمال الضفة، ووسطها، وجنوبها، لذا فإن السيطرة عليها لتعزلها إسرائيل عن محيطها الفلسطيني، وذلك بحسب موقدي.

وفي سياق متصل، يبين الباحث في مركز أبحاث الأرض الفلسطيني أن الهدف المعلن لأوامر وضع اليد الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية يكون الاحتياجات الأمنية والعسكرية، وكذلك المناطق الصناعية، والمحميات الطبيعية، إلا أن الغاية الرئيسة من ذلك السيطرة على المزيد من مساحات القرى والبلدات لغرض إقامة مشاريع استيطانية، وشق طرق التفافية تخدم المستوطنين، وتسهل عملية تنقلهم بين المستوطنات الجاثمة على كثير من أراضي الضفة المحتلة.

اعتداءات

منذ الإعلان عن مخطط المنطقة الصناعية داخل أراضي قرية أم صفا، لم يكف المستوطنون عن اقتحام القرية، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم، وتجريف أراضيهم، وتحطيم ممتلكاتهم.

ويقول رئيس مجلس قروي أم صفا مروان صباح، إنه بتاريخ 24 من يونيو الماضي أحرق الاحتلال 10 منازل وسبع مركبات في عدوان المستوطنين المتواصل على قرية أم صفا، وسكانها.

ويمضي صباح بالقول: «إن المستوطنين هاجموا القرية واعتدوا على منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحي صوبها مباشرة، وذلك بحماية كاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما اعتدى المستوطنون على المنازل في أطراف قرية أم صفا، وأشعلوا النار في محيطها، وكذلك داخل أراضٍ مزروعة بمحاصيل كثيرة، كما حطموا مركبات المواطنين، واعتدوا على سيارة إسعاف فلسطينية».

وفي تاريخ السابع من يوليو الجاري قتل الاحتلال الشاب عبدالجواد صالح (24 عاماً)، أثناء تعرض قرية أم صفا لاعتداء المستوطنين بحماية مطلقة من قوات الجيش الإسرائيلي، وذلك بحسب صباح.

• الاحتلال صادر ضمن سياسة وضع اليد على الأراضي الفلسطينية أراضي في المناطق الواقعة بين قرى أم صفا وبيت سيرا وبيت عور، والممتدة على طول أراضيها، وجميعها تمتلكها عائلات قرية «أم صفا» ملكية خاصة، وذلك لصالح المنطقة الصناعية.

• المستوطنون هاجموا القرية واعتدوا على منازل المواطنين وأطلقوا الرصاص الحي صوبها مباشرة، وذلك بحماية كاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما اعتدى المستوطنون على المنازل في أطراف قرية أم صفا، وأشعلوا النار في محيطها، وكذلك داخل أراضٍ مزروعة بمحاصيل كثيرة، كما حطموا مركبات المواطنين، واعتدوا على سيارة إسعاف فلسطينية.    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى