اخبار الامارات

«مدينة الموتى» تتشبث بالحياة رغم شبح الإزالة في مصر

تواجه «مدينة الموتى» التي تقع على الحافة الشرقية للقاهرة التاريخية، والمدرجة جزئياً على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ضمن مواقع التراث العالمي، خطر الهدم الجزئي لبعض مقابرها في إطار التوسّعات التي تتم لشبكة الطرق في القاهرة حالياً، وفي حين أعلنت الحكومة المصرية أنها لا تعتزم هدم المدافن المصنفة «تاريخية» داخل المدينة، يقول مدافعون عن التراث، إن «102 مقبرة من مجموع 2.5 مليون مقبرة فقط، حاصلة على تصنيف (تاريخية) في المدينة»، بما يعني أن التسجيل لم يشمل كل المقابر المعنية، وقد أمرت السلطات المصرية بتشكيل لجنة علمية لحسم الأمر وإعلان قرارات حاسمة بشأن الإزالة والإبقاء.

تحتل «مدينة الموتى» المساحة من حدود العباسية وحتى صحراء المعادي، بموازاة صلاح سالم وسفح جبل المقطم، وتضم «القرافة الكبرى» و«مقابر الزعفران»، والتي كانت تمتد حتى خان الخليلي. وتشير المنسقة الحضارية، رئيس قسم الأبحاث في معهد التنمية المستدامة بباريس د. جليلة القاضي في كتابها «العمارة للموتى: مقبرة العصور الوسطى في القاهرة»، إلى أن «مدينة الموتى لها أهمية تاريخية وقيمة معمارية ورمزية، حيث يرقد السلاطين، والمماليك، وحكام مصر، والشخصيات السياسية والفنية والاقتصادية المهمة في زمنها، بالإضافة إلى عدد كبير من المصريين من عصور مختلفة».

وقال الباحث التاريخي والأثري ياسر سليم، إن «المصريين كانوا ولايزالون يطلقون على مدينة الموتى اسم (القرافة)، وإن هذه التسمية تعود إلى المؤرخ المعروف تقي الدين المقريزي، والذي أرجعها في خططه إلى (بني قرافة)، الذين قدموا مع الفتح العربي الإسلامي، كما وصف المقريزي المدينة بأنها (ليس في الدنيا مقبرة أعجب منها ولا أبهي ولا أعظم ولا أنظف من أبنيتها وقبابها وحجرها، ولا أعجب تربة منها كأنها الكافور والزعفران، ومقدسة في جميع الكتب، وحين تشرف عليها تراها مدينة بيضاء والمقطم أعلاها كأنه حائط من ورائها»، وكذلك أشار المقريزي إلى أن المصريين كانوا يزورون المدينة، خصوصاً الأضرحة السبعة، وأبرزها ضريح «ذو النون المصري» تحت قيادة دليل يطلق عليه «شيخ الزوار»، وأن عدد السكان في المدينة كان يقترب من 5000 شخص.

ونوه سليم الذي تمتلك أسرته مقبرة في «مدينة الموتى» بأن المقابر الموجودة في المدينة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، مقابر تاريخية مثل مقابر الملوك والأمراء والوزراء والشعراء والكتاب الراحلين، ومقابر عائلات قديمة تقليدية في مصر، وهي تمتلك ما يطلق عليه اسم أحواش، ومقابر أناس عاديين فردية، وتابع سليم أن نوعاً واحداً من هذه المقابر محصن ضد الهدم والإزالة، وهو المقابر المسجلة بأنها تاريخية، وهو عدد ضئيل جداً مقارنة ببقية المقابر.

وطبقاً لموقع وزارة السياحة والآثار المصرية، فإن حكام مصر في العصر المملوكي أنشأوا العديد من المساجد والخانقاوات والقباب في الجبانة الشرقية، وألحقوا مدافن بها منها خانقاة فرج بن برقوق، وخانقاة السلطان إينال، وقبة جاني بك الأشرفي، وقبة قرقماس، وخانقاة السلطان الأشرف برسباي، وقبة ومدرسة السلطان قايتباي.

وتضم المدافن أضرحة علماء مثل الإمام الشافعي والإمام الليثي وابن حجر العسقلاني وسيدي عقبة بن نافع، كما تضم مقابر لشخصيات حديثة بارزة مثل وزير الحربية في الحقبة العرابية محمود سامي البارودي، ورئيس الوزراء في عهد الملك فؤاد، عبدالخالق باشا ثروت، ورائد النهضة التعليمية بمصر علي باشا مبارك، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وشاعر النيل حافظ إبراهيم، والشيخ القارئ محمد رفعت، وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وعلوي باشا طبيب فاطمة بنت الخديوي إسماعيل، والفنانين يوسف وهبي وعبدالحليم حافظ وأسمهان وفريد الأطرش.

• تحتل «مدينة الموتى» المساحة من حدود العباسية وحتى صحراء المعادي، بموازاة صلاح سالم وسفح جبل المقطم، وتضم «القرافة الكبرى» و«مقابر الزعفران».

• يقول مدافعون عن التراث، إن «102 مقبرة من مجموع 2.5 مليون مقبرة فقط، حاصلة على تصنيف (تاريخية) في المدينة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى