اخبار الامارات

مدارس بريطانية تقدم وجبات قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطرة

تقدم آلاف المدارس في بريطانيا وجبات لتلاميذها تحتوي على اللحوم المعالجة بمواد كيميائية ثبت أنها تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وقالت سلطات التعليم المحلية في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، إن بعض أو كل المدارس في منطقتها تستخدم اللحوم التي تمت معالجتها إما «بالنتريت» أو «النترات». وتفعل المدارس ذلك على الرغم من وجود أدلة على أن كلتا المادتين الكيميائيتين، اللتين تستخدمان عادة كمواد حافظة، قد تسببان السرطان. ويطالب بعض العلماء والسياسيين بحظرها في إنتاج اللحوم، إذ إن عملية إضافة «النتريت» إلى اللحوم وطهي تلك اللحوم يؤدي إلى تفاعل كيميائي ينتج عنه «النتروزامين»، أو مركبات «إن-نتروزو»، وتعتبر «النتروزامين» هي المسببة للسرطان.

 

وأثار هذا الكشف مخاوف من تعرض الأطفال والشباب لمخاطر صحية خفية نتيجة تناول الطعام المقدم في المقاصف المدرسية. وقال البروفيسور بجامعة كوينز في بلفاست، كريس إليوت، وهو خبير في الدور الذي تلعبه المواد الكيميائية في الجسم، إن «هذه النتائج المثيرة للقلق للغاية، توضح أن الأطفال يتعرضون للمخاطر الصحية المحتملة التي تشكلها (النتريت) منذ سن مبكرة في المدارس في جميع أنحاء البلاد».

ورداً على طلبات حرية المعلومات، قالت 21 وكالة محلية للتعليم، إن جميع مدارسها المحلية (أكثر من ألفي مدرسة في المجموع) كانت تقدم اللحوم التي قد تحتوي على «النترات» أو «النتريت». وقالت 53 وكالة تعليم محلية أخرى، إن بعض مدارسها تفعل ذلك. ونفت تسع من أصل 173 وكالة تعليم محلية شملها الاستطلاع، بشكل قاطع، أن تكون أياً من مدارسها تستخدم مثل هذه اللحوم.

وقال إليوت: «تشير هذه الأرقام إلى أن الأطفال في عدد كبير جداً من المدارس في جميع أنحاء البلاد، يتعرضون بشكل غير ضروري (للنتريت)، وربما بشكل متكرر». ويضيف إليوت: «يوضح هذا التحقيق أن وجود (النتريت) المسبب للسرطان في الطعام، يتم تجاهله من قبل صناع القرار، ربما لتوفير بضعة بنسات لكل وجبة».

وحذرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، ذراع منظمة الصحة العالمية لمكافحة السرطان، منذ عام 2015، من أن اللحوم المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد والنقانق، يمكن أن تكون مسرطِنة مثل التبغ و«الأسبستوس». وفي وقت سابق من هذا العام، قالت الوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية، إنها خلصت – بعد إجراء تحقيق – إلى أن مستويات «النتريت» الموجودة في الأغذية في القارة «تثير مخاوف صحية».

وتم تحديد «النتريت» كعامل يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. وتشهد حالات المرض بين البالغين الأصغر سناً (أقل من 50 عاماً) ارتفاعاً في الولايات المتحدة وأستراليا، حيث ارتفعت المعدلات من 11% في عام 1995 إلى 20% في عام 2019، على الرغم من عدم وجود بيانات تظهر حتى الآن اتجاهاً مماثلاً في المملكة المتحدة.

وتوقعت الأبحاث المنشورة في مجلة طبية أميركية رائدة في عام 2021، أن سرطان الأمعاء (المعروف أيضاً باسم القولون والمستقيم)، سيكون السبب الرئيس للوفاة بسبب انتشار السرطان بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 20 و49 عاماً بحلول عام 2040.

وقال إليوت: «مع ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء لدى الشباب إلى أعلى مستوياته، فإن الخطر الحقيقي الذي يشكله (النتريت) أصبح أكثر وضوحاً من أي وقت مضى». وكرر مطالبته التي يدعمها علماء آخرون ومجموعة من النواب والأقران من مختلف الأحزاب، بأن تحظر حكومة المملكة المتحدة استخدام «النتريت» في معالجة اللحوم.

وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة، يبدو من غير المرجح أن يحظر الوزراء «النتريت» أو «النترات»، حيث قال رئيس السلامة الكيميائية في وكالة معايير الأغذية، توماس فنسنت: «النترات والنتريت هي مواد حافظة مهمة تعيق نمو الكائنات الضارة، وخصوصاً البكتيريا المسؤولة عن التسمم الغذائي والتي يمكن أن تهدد الحياة». ويضيف: «يتم تنظيمها كمضافات غذائية وقد خضعت لتقييم السلامة قبل الترخيص. وتظل سلامة المضافات الغذائية قيد المراجعة».

• عملية إضافة «النتريت» إلى اللحوم وطهي تلك اللحوم يؤدي إلى تفاعل كيميائي ينتج عنه «النتروزامين»، أو مركبات «إن-نتروزو»، وتعتبر «النتروزامين» هي المسببة للسرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى