اخبار الامارات

مخاوف في الفلبين من «تربية» البعوض المسبب لحمى الضنك

أطلقت قرية فلبينية حملة ضد البعوض المسبب لحمى الضنك، من خلال تقديم مكافأة نقدية رمزية لكل من يستطيع جمع عدد من البعوض ميتاً أو حياً، وتأتي هذه المبادرة، التي أطلقتها قرية «أديشن هيلز» بمدينة ماندالويونغ، في خضم مخاوف متزايدة بعد إعلان تفشي حمى الضنك في مدينة كيزون القريبة.

لكن منتقدين للمبادرة حذروا من أن تأتي هذه الاستراتيجية بنتائج عكسية، إذا بدأ السكان اليائسون مادياً تربية البعوض من أجل المكافأة.

وأعرب عدد من مسؤولي الصحة والخبراء الفلبينيين، الذين تحدثوا إلى الصحافة، عن مخاوفهم وعدم اقتناعهم بهذه الفكرة، لكن الحماس كان مرتفعاً بين السكان الذين حملوا دلاءً وأكواباً وحاويات مليئة بالبعوض الناقل لحمى الضنك، انتظاراً للنقود.

زيادة في الإصابات

ويتزايد القلق بشأن المرض الذي ينقله البعوض، حيث أبلغت ثماني مناطق في الفلبين عن ارتفاع في حالات الإصابة بحمى الضنك، ما زاد 40% من نسبة الإصابات، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لأرقام وزارة الصحة.

وجاء تفشي المرض، الذي أعلنت عنه مدينة كيزون أخيراً، بعد 10 وفيات، معظمها من الأطفال، من أصل 1769 مصاباً تم الإبلاغ عنهم.

ونفذت «أديشن هيلز»، وهي قرية حضرية مكتظة بالسكان، يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة، حملات تنظيف، وفتح القنوات المسدودة، وإطلاق حملات نظافة.

غير أنه في أعقاب وفاة طالبين صغيرين، وارتفاع حالات الإصابة إلى 42 هذا العام، قدم زعيم القرية، كارليتو سيرنال، مكافأة لكل من يستطيع أن يجمع عدداً من البعوض.

مكافأة

وقال سيرنال إن السكان سيحصلون على مكافأة قدرها بيزو واحد، مقابل كل خمس بعوضات أو يرقات بعوض يسلمونها لسلطات القرية، وأضاف أن هذه المكافأة تهدف لاستكمال التدابير القائمة، مثل تنظيف الشوارع ومنع تراكم المياه، حيث تضع البعوض الحاملة لمرض حمى الضنك بيضها.

وأحضر أحد السكان، ويدعى إيلومينادو كانداسوا، ثلاث عينات حية من البعوض في كوب بلاستيكي مغلق، حيث تم إحصاء عدد البعوض فيه، ونقلها مسؤولو القرية إلى ما يسمى بـ«غرفة الموت»، وهي آلة ضوء فوق بنفسجي محاطة بالزجاج.

وقال كانداسوا موضحاً كيف أنه اختار بشكل استراتيجي محطة إطفاء مضاءة بشكل خافت، واستخدم كوباً لالتقاط الحشرات يدوياً على الحائط.

وأضاف أن النقود التي حصل عليها مقابل جهوده، التي لا تزيد قيمتها على «سنت أميركي بقليل»، ستذهب إلى حصالة نقود يستخدمها لتوفير المال لشراء هاتف محمول لطفله.

ومع بدء الحملة، زار نحو 12 صياداً للبعوض مكتب القرية، حيث سلم ميغيل لاباغ، وهو عامل نظافة يبلغ من العمر 64 عاماً، إبريقاً به 45 يرقة بعوض داكنة تتلوى في الماء، وحصل على مكافأة قدرها 9 بيزو.

وقال لاباغ مبتسماً: «هذه مساعدة كبيرة، يمكنني أن أشتري بها القهوة».

كما حصل 21 شخصاً بالفعل على مكافأتهم، حيث تمكنوا من الحصول على ما مجموعه 700 بعوضة ويرقة.

رعاية طبية

وقال وزير الصحة الفلبيني، تيودورو هيربوسا، إن «من الضروري تنظيف مواقع تكاثر البعوض، وأي شخص يتعرض للإصابة ينبغي أن يسعى للحصول على رعاية طبية فورية».

بدوره، قال وكيل وزارة الصحة، ألبرتو دومينغو، إن حالات حمى الضنك ارتفعت بشكل غير متوقع قبل موسم الأمطار، الذي يبدأ في يونيو، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الأمطار الغزيرة المتقطعة، التي خلفت بِركاً راكدة من المياه، حيث يمكن للبعوض المسبب لحمى الضنك أن يتكاثر. عن «الإندبندنت»


حمى الضنك

تعد حمى الضنك عدوى فيروسية تنتقل عن طريق البعوض، وتنتشر في البلدان الاستوائية بجميع أنحاء العالم، ويمكن أن تسبب آلام المفاصل والغثيان والقيء والطفح الجلدي، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تسبب مشكلات في التنفس ونزيفاً وفشل الأعضاء.

وفي حين لا يوجد علاج محدد للمرض، فإن الرعاية الطبية للحفاظ على مستويات السوائل لدى الشخص تعد بالغة الأهمية.

وصنفت منظمة الصحة العالمية الفلبين الدولة الأكثر تضرراً بحمى الضنك، في منطقة غرب المحيط الهادئ، عام 2023، عندما سجلت 167.3 ألف حالة إصابة و575 حالة وفاة.

. تفشي المرض في مدينة كيزون جاء بعد 10 وفيات، معظمها من الأطفال، من أصل 1769 مصاباً تم الإبلاغ عنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى