محمد بن زايد لـ «النيادي»: إن شاء الله ترد لنا سالماً غانماً وتعتز بك بلادك
اطمأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، خلال اتصال هاتفي مساء أمس، على رائد الفضاء سلطان النيادي قبل انطلاق رحلته إلى محطة الفضاء الدولية اليوم.
وسأل صاحب السمو رئيس الدولة، سلطان النيادي عن أحواله وأسرته، وأجابه النيادي بأن جميعهم بخير ومستعدون لتلك اللحظة التاريخية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «إن شاء الله ترد لنا سالماً غانماً وتعتز بك بلادك ونفرح بك، فنحن نفرح بك وبأخيك هزاع يا سلطان، فأعمالكم الجليلة معروفة للجميع».
ورد سلطان النيادي قائلاً: «دائماً سباقون بالخير وأنتم الذين تمهدون لنا الطريق.. أنتم في الأمام ونحن نتبعكم بالمسيرة.. سبقني أخي هزاع المنصوري وحمل علم الإمارات وشعار (طموح زايد)، وهذه تكملة للمسيرة، وإن شاء الله تتبعها مراحل وخطوات أخرى»، مضيفاً: «ما نسعى إليه أمر طيب وخير، فالعلوم الإنسانية تتقدم، وإن شاء الله تترك الإمارات بصمة في أول مهمة طويلة لمدة ستة أشهر.. هناك أشياء كثيرة سننقلها، وباسم دولة الإمارات العربية المتحدة نرفع علمها، ونثري البشرية في هذه المهمة».
ووجّه صاحب السمو رئيس الدولة، سلطان النيادي، إلى الاهتمام برياضته اليومية لما لها من فائدة على صحته، فأكد سلطان أنه «تم وضع جدول إلزامي يومي لمدة ساعتين، خاصةً وأن الأبحاث العلمية أثبتت أن من يواظبون على الرياضة اليومية يكون وضعهم أفضل، فضلاً عن أن البعض عادوا بدنياً أفضل مما كانوا عليه قبل الرحلة».
ودعا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لـ«النيادي» بالتوفيق، قائلاً: «الله يقويك ويعيدك سالماً غانماً، وسلامي للأهل، وإن شاء الله نراك بخير»، فرد النيادي قائلاً: «إن شاء الله نحتفل بكم ومعكم ونصل إلى حدود الفضاء».
من جانبه قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في تغريدة على «تويتر»: «بطموح زايد ينطلق ابن الإمارات رائد الفضاء سلطان النيادي في مهمة طويلة الأمد تستمر لـ6 أشهر في محطة الفضاء الدولية.. فخورون بسلطان وبفريق مركز محمد بن راشد للفضاء، وكل من يعمل لرفع اسم الإمارات في فضاءات اللامستحيل».
وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، في تغريدة على «تويتر»: «حلم جديد يتحقق للإمارات بقيادة مركز محمد بن راشد للفضاء، ينطلق سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية في أطول مهمة لرائد فضاء عربي، ومعه تكبر طموحاتنا في صناعة مستقبل البشرية.. مهمة النيادي اليوم هي قصة المستحيل التي نرويها للعالم عن شعب انطلق بطموح زايد من الصحراء ليعانق الفضاء».
وينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي وطاقم مهمة (crew-6) في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب إلى محطة الفضاء الدولية، والتي تمتد لستة أشهر، حيث ينطلق طاقم المهمة اليوم (الإثنين) في تمام الساعة 10:45 صباحاً، بتوقيت دولة الإمارات، على متن مركبة «دراغون» التابعة لشركة سبيس إكس.
ونشر النيادي صورة له عبر صفحته الرسمية على موقع «إنستغرام» بصحبة نجله وعلق عليها قائلاً: «نذهب للفضاء اليوم لكي نمهد الطريق لأجيال الغد بإذن الله»، كما نشر صورة لصاروخ «فالكون 9» وعليه المركبة دراغون لحظة الوصول لمنصة الإطلاق.
وقال مركز محمد بن راشد للفضاء في فيديو تعريفي بالمهمة، «إن المهمة تمثل حلماً حققته دولة الإمارات لرفع علمها على محطة الفضاء الدولية في مهمة طويلة الأمد، حيث يقضي ستة أشهر يقوم خلالها النيادي بتجارب علمية وأبحاث.. موعد جديد مع طموح زايد».
ونشر المركز صورة لمسؤوليه خلال الاستعدادات الأخيرة للمهمة الأطول في تاريخ العرب ضمت كلاً من رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد عبيد المنصوري، ونائب رئيس المركز يوسف حمد الشيباني، والمدير العام سالم حميد المري، وأعضاء فريق المركز.
ومن المنتظر أن يتبع طاقم المهمة أربعة تقاليد قبل الانطلاق إلى المحطة الفضائية، تبدأ بخروج الطاقم من مقر الحجر الصحي إلى منصة الإطلاق بسيارة خاصة، ثم إلقاء نظرة على الصاروخ، والتوقيع على الحائط الأبيض قبل الدخول إلى المركبة، ثم الدخول إلى كبسولة دراغون وإجراء الاستعدادات الأخيرة قبل الإطلاق.
ووفقاً لمركز محمد بن راشد للفضاء، فإن النيادي سترافقه دمية «سهيل»، وهي دمية أعدها مركز محمد بن راشد للفضاء، وتمثل مؤشر انعدام الجاذبية خلال مهمة (crew-6) إلى محطة الفضاء الدولية، حيث ترتدي الدمية بدلة «سبيس إكس» الخاصة بروّاد الفضاء خلال المهمة.
وتحمل دمية «سهيل» اسم نجم سهيل ثاني ألمع نجم في السماء، وهي التي رافقت أيضاً رائد الفضاء هزاع المنصوري خلال أول مهمة إماراتية إلى المحطة الدولية.
وتُعد مهمة (crew-6) أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وثاني مهمة إماراتية إلى محطة الفضاء الدولية، أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
ويضم طاقم المهمة إلى جانب سلطان النيادي كلاً من قائد المهمة رائد الفضاء ستيفن بوين (ناسا)، وقائد المركبة رائد الفضاء وارين هوبيرغ (ناسا)، واختصاصي مهمة رائد الفضاء أندري فيدياييف (روسكوزموس)، في حين يشمل الطاقم الاحتياطي للمهمة كلاً من: رائد الفضاء هزاع المنصوري، وقائد المركبة الفضائية ياسمين مغبيلي (ناسا)، وطيار أندرياس موجينسن من وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف من وكالة الفضاء الأوروبية.
وتعتبر المهمة جزءاً من البعثة الاستكشافية 68/69، حيث ينضم روّاد فضاء روسكوزموس، نيكولاي شاب، وأوليج كونونينكو، ورائدة فضاء ناسا لورال أوهارا، إلى الفريق لاحقاً. ويطلق مصطلح البعثة الاستكشافية لمحطة الفضاء الدولية عادة على الطاقم الذي يشغل المحطة الفضائية ويستخدمها للبحث والاختيار.
ويقوم النيادي خلال المهمة بإجراء سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة من أجل التوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى مشاركته في برنامج توعوي وتثقيفي، وستسهم النتائج المتوقعة حول هذه المهمة بإفادة المجتمع العلمي وقطاع الفضاء عالمياً، كما ستجعل دولة الإمارات أول شريك من خارج محطة الفضاء الدولية والدولة رقم 11 عالمياً، والتي ترسل رواد فضاء بمهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وتعمل على تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء.
ومن المقرر أن تنطلق المهمة على متن المركبة «دراغون»، التي تم تشغيلها بواسطة شركة «سبيس إكس»، حيث أكملت المركبة منذ عام 2022 ثلاث مهمات ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية، وحطمت الرقم القياسي لأطول مهمة فضائية بعيداً عن الجاذبية الأرضية.
ويبلغ ارتفاع المركبة 8.1 أمتار، فيما يبلغ حجم كبسولتها 9.3 أمتار مكعبة بقدرة استيعابية تتسع لسبعة أشخاص، بينما يصل الحد الأقصى لكتلة الحمولة 6000 كغ، وقطرها يبلغ أربعة أمتار.
واستعداداً لأول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، بدأ رائدا الفضاء سلطان النيادي وهزاع المنصوري التدريب مع «ناسا» أوائل عام 2020، وعلى مدار العامين الماضيين خضع الرائدان لأكثر من 1700 ساعة من الاختبارات والتدريبات العامة الخاصة بالمهمة.
وتمت تلك التدريبات في مختبر الطفو المحايد التابع لـ«ناسا» في مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس. وخضع رائدا الفضاء لتسع جولات من التدريبات امتد كل منها لست ساعات، حيث تدربا تحت الماء لمحاكاة السير في الفضاء باستخدام النموذج الكامل لمحطة الفضاء الدولية.
رئيس الدولة لـ «النيادي»:
«نحن نفرح بك وبأخيك هزاع يا سلطان، فأعمالكم الجليلة معروفة للجميع».
«الله يقويك ويعيدك سالماً غانماً، وسلامي للأهل، وإن شاء الله نراك بخير».
حمدان بن محمد:
«فخورون بسلطان وكل من يعمل لرفع اسم الإمارات في فضاءات اللامستحيل».
مكتوم بن محمد:
«مهمة النيادي قصة المستحيل نرويها للعالم عن شعب انطلق بطموح زايد من الصحراء ليعانق الفضاء».
لمحات من حياة سلطان النيادي
■ وُلد في 23 مايو 1981 في منطقة أم غافة.
■ تميز في تعليمه وتفوّق بين زملائه تبعاً لخطى والده الرجل العسكري.
■ التحق بالقوات المسلحة وابتُعث لدراسة هندسة الاتصالات.
■ عمل سابقاً مهندساً لأمن الشبكات لدى القوات المسلحة الإماراتية.
■ حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات من المملكة المتحدة.
■ حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات.
■ حصل على شارة روّاد الفضاء من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا.
■ رائد الفضاء الاحتياطي خلال مهمة طموح زايد عام 2019.
لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.