اخبار الامارات

محلل: ما يحدث في أفغانستان أزمة من صنع الإنسان

في الربع الأول من عام 2021، كان 11 مليون مواطن أفغاني تقريباً يواجهون «انعدام الأمن الغذائي الحاد»، وهو مصطلح يستخدم عندما تكون حياة إنسان أو سبل عيشه في خطر، بسبب عدم القدرة على الوصول إلى طعام مفيد غذائياً. وقد عكس هذا في الواقع تقدّماً، مقارنة بالأعوام السابقة عندما تضررت البلاد بشدة من جائحة كورونا، وسلسلة من موجات الجفاف.

وقال رئيس مركز ويلسون الأميركي للأبحاث، السفير مارك غرين، في تقرير نشره المركز، إن مجموعة دراسة أفغانستان التي كلفها الكونغرس وثّقت كيف تحسنت الحياة اليومية للمواطنين الأفغان، بطرق عدة. فقد ارتفع متوسط العمر المتوقع من 56 إلى 64 عاماً، وانخفضت وفيات الأمهات بأكثر من النصف، وتراجع زواج الأطفال بنسبة 17%، وتضاعفت نسبة وصول الفتيات إلى مرحلة التعليم الابتدائي تقريباً، وتزايد وجود المرأة في كليات أفغانستان وفي البرلمان والسلك الدبلوماسي.

وتابع غرين أنه بعد فترة قصيرة من الانسحاب الأميركي من أغسطس 2021 وسيطرة طالبان على البلاد، دخل اقتصاد البلاد في حالة انهيار. وارتفعت معدلات الجوع سريعاً إلى مستويات قياسية. وبين سبتمبر وأكتوبر 2021، واجه نحو 19 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد، ووصل 6.8 ملايين شخص منهم إلى «مستويات حالات الطوارئ». وبحلول فصل الربيع عام 2022، كانت الأمم المتحدة تعتبر أن 20 مليون شخص، أو نصف عدد سكان البلاد، في «حاجة ماسة» إلى الغذاء.

ومع إحياء العالم للذكرى الثالثة للانسحاب الأميركي، من الواضح أن الحياة في أفغانستان قد تحسنت قليلاً منذ الاضطرابات الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد عام 2021. وقد كان هناك تحسن هامشي في الأمن الغذائي، إلا أن 14.2 مليون أفغاني لا يزالون يعانون نقصاً حاداً في الغذاء، كما يواجه 2.9 مليون شخص مستويات حالات الطوارئ من سوء التغذية، والمرض، نتيجة للافتقار إلى التغذية.

ويرى غرين أن ما يحدث في أفغانستان هو أزمة من صنع الإنسان، وتسبب فيها النظام. وتحدث هذه الأزمة بسبب الطريقة التي تحكم بها حركة طالبان البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى