محطة الفضاء الدولية «تتكلم عربي»
بارك سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وصوله إلى محطة الفضاء الدولية.
وقال سموه في تدوينة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «مبروك الوصول سلطان.. ونحمدالله على سلامتك، كل الإمارات والعرب يقفون معك مع بداية مهمتك من داخل محطة الفضاء الدولية. كنا نعد الثواني ونحن نتطلع لتسجيل إنجاز جديد يحمل طموح زايد».
ووصل رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وطاقم مهمة crew-6 بنجاح، في الـ11 من صباح أمس الجمعة، إلى محطة الفضاء الدولية، بعد رحلة استغرقت أكثر من 25 ساعة إلى المحطة، حيث رحّب طاقم المحطة به باللغة العربية، كأول رائد فضاء عربي يصل في مهمة طويلة الأمد.وعقب وصول النيادي، وجّه رسالة باللغة العربية من داخل محطة الفضاء الدولية، قال فيها إنه تخطى المرحلة الأولى من رحلته إلى الفضاء، متوجهاً بالشكر إلى القيادة، كما شكر والده ووالدته وعائلته.وقال إن «هذه المهمة هي البداية التي ستتبعها خطوات جبارة في المستقبل»، مضيفاً أن «الفضاء مجال واسع، ودولة الإمارات تخطو خطوات جبارة في هذا المجال، وهي مستعدة للتعاون مع بقية الدول لاستكشاف الفضاء».
وتابع النيادي أن «مشاركتنا في مهمة طويلة الأمد، هذه المرة، تحمل رسالة إنسانية، وتسعى لتقديم معارف تخدم البشرية جمعاء».
ووجه رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد المنصوري، التهنئة لرواد الفضاء بسلامة الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، قائلاً إن «مهمتكم تعد حجر الأساس للتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وشركة سبيس إكس ووكالة الفضاء الأميركية».
كما وجه رسالة لرائد الفضاء سلطان النيادي، قال فيها «ثقتنا بكم كبيرة.. أنت اليوم لا تمثل الإمارات فقط، لكن تمثل العرب كلهم، لأن مهمتك ستكون بداية انطلاقة لرحلات طويلة الأمد إلى الفضاء بالنسبة للعرب».
وأضاف: «تذكر دائماً كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن الوطن وشعب الإمارات كله معك، وبهذه المهمة نجسد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بأنه بعد هزاع المنصوري ستكون طوابير تستكمل مهمة طموح زايد.. نتمنى لك ولفريقك كل التوفيق.. الله يحفظكم وتعودوا سالمين إلى الوطن».
وتابع مركز التحكم بالمهام الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء، لحظات دخول رائد الفضاء سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، وما سبقها من ترتيبات.
وذكرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنه قبل الوصول إلى المحطة الدولية، بدأت محركات الدفع على متن مركبة دراغون، بعمليات الاشتعال بهدف الاقتراب من المحطة، وبعد وصول المركبة إلى محور الالتحام على مسافة 220 متراً إلى الأمام من المحطة، حصلت المركبة على الموافقة بالالتحام بمحطة الفضاء الدولية.
وعقب ذلك، بدأت عملية التأكد من عدم وجود أي تسرب بين المركبة دراغون ومحطة الفضاء الدولية، ثم فتحت المركبة لدخول سلطان النيادي وطاقم المهمة إلى المحطة الفضائية في لحظات تاريخية، حيث التقط طاقم مهمة crew-6 صوراً تذكارية مع طاقم مهمة crew-5 فور دخولهم المحطة.
وأفادت «ناسا» بأن مركبة «دراغون»، التي تقل طاقم المهمة، رست على المحطة الدولية، بينما كانت المحطة على بعد 260 ميلاً فوق المحيط الهندي، قبالة الساحل الشرقي للصومال.
ولفتت إلى أن «الإرساء تأخر قليلاً، بعدما أكملت فرق المهمة استكشاف أخطاء جهاز استشعار خُطاف الإرساء الخطأ في المركبة دراغون، حيث تحقق فريقا (ناسا) و(سبيس إكس) من أن جميع خُطافات الإرساء باتت في التكوين الملائم، وطوّرت (سبيس إكس) تجاوزاً برمجياً لجهاز الاستشعار الذي سمح بإتمام عملية الإرساء بنجاح».
ووفقاً لـ«ناسا»، سينضم فريق مهمة Crew-6 إلى طاقم البعثة 68 المكوّن من رواد فضاء «ناسا»، فرانك روبيو ونيكول مان وجوش كاسادا، إضافة إلى كويتشي واكاتا من وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، ورواد الفضاء في «روسكوزموس» سيرجي بروكوبييف وديمتري بيتلين وآنا كيكينا؛ ولفترة قصيرة سيزداد عدد الطاقم في المحطة الفضائية إلى 11 شخصاً حتى مغادرة Crew-5.
من جانبه، وجه سيف النيادي، والد سلطان، رسالة شكر عبر صفحته على موقع تويتر، إلى «كل من أرسل أو اتصل أو دعا لسلطان بالتوفيق، وأشكر كل أهل الإمارات والمقيمين، وأشكر كل شخص أرسل أو اتصل من الإمارات ومن خارجها.. الله يحفظكم جميعاً ويحفظ أولادكم».
وانطلقت المهمة الثانية لدولة الإمارات العربية المتحدة لإرسال رواد فضاء إماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية في مركز كينيدي للفضاء، التابع لـ«ناسا»، في ولاية فلوريدا، حيث تم الإطلاق أول من أمس، في الساعة الـ9:34 صباحاً بتوقيت الإمارات.
وسيتمكن طاقم Crew 6 خلال وجوده في محطة الفضاء الدولية من مشاهدة وصول مركبات الشحن الفضائية، بما فيها مركبة الشحن «سبيس إكس دراغون»، و«بروجريس»، كما سيكون أمامهم فرصة للترحيب برواد فضاء مهمة «أكسيوم 2»، ورواد طاقم مهمة اختبار الطيران المداري من بوينغ.
وسيجري رواد فضاء طاقم Crew – 6 تجارب علمية عدّة، يتضمن بعضها أبحاثاً علمية جديدة للتحضير للمهام البشرية خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض.
وتشمل التجارب التي سيجريها الطاقم دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، واستقصاء سيجمع عينات ميكروبية من خارج المحطة الفضائية.
ووفقاً لوكالة ناسا، فإن هذه التجارب هي مجموعة محددة من بين أكثر من 200 تجربة علمية وعرض تقني سيتم إجراؤه خلال المهمة، كما تشمل مهمة البعثة 68/69، العمل على تركيب الأجزاء النهائية لـ«iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.
وخلال المهمة سيجري سلطان النيادي 19 تجربة علمية، بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
كما ستشمل المهمة برنامجاً تعليمياً وتوعويّاً من أجل إلهام الجيل المقبل من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وسيركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء في التفاعل بين القلب ووضعية الجسم.
وسيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى. وسيشارك في المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء.
يذكر أن مهمة طموح «زايد 2»، هي جزء من برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
• 25 ساعة قضاها النيادي وطاقم crew-6 حتى الوصول.