اخبار الامارات

مبادئ بريطانيا للحرب الإلكترونية تعتبر بداية جيدة

كانت الحرب الإلكترونية الروسية في أوكرانيا متهورة، مثل الحرب في ساحة المعركة، وهجومها الإلكتروني على الأقمار الاصطناعية، في اليوم الأول من القتال، امتد عن طريق الخطأ إلى ما يقرب من 6000 مزرعة رياح ألمانية، تستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية. وقامت بنشر البرمجيات الخبيثة في جميع أنحاء أوكرانيا، ما أدى إلى تدمير البيانات بشكل لا رجعة فيه. ووجهت هجماتها إلى البنية التحتية للكهرباء والمياه، ما زاد من دمار قذائفها وصواريخها، وقد كانت واحدة من أكثر الحملات الإلكترونية كثافة على الإطلاق، وربما أكثر الحملات غير المسؤولة.

ولكن ما القوة السيبرانية المسؤولة؟

في الرابع من أبريل، سعت القوة السيبرانية الوطنية البريطانية للإجابة عن هذا السؤال، من خلال نشر وثيقة توضح كيف تنظر إلى الغرض من «الهجوم السيبراني» ومبادئه، وتتمثل في تعطيل شبكات الكمبيوتر، بشكل منفصل عن التجسس الإلكتروني، كما كشفت عن هوية قائد القوة السيبرانية، جيمس باباج، الذي أجرى المقابلة الأولى مع مجلة «الإيكونوميست».

إن شفافية بريطانيا في سيرها خطوة إلى الأمام موضع ترحيب، والعمليات السيبرانية محاطة بالسرية، ويمكن أن تمتد إلى شبكات الكمبيوتر التي تعتمد عليها الاقتصادات والمجتمعات الحديثة. وتسبب هجوم إلكتروني روسي، في عام 2017، في أضرار قدرت بأكثر من 10 مليارات دولار. وإمكانات مثل هذه الهجمات غير مفهومة بشكل جيد. وينظر إليها العديد من القادة السياسيين – عن طريق الخطأ – على أنها أسلحة استراتيجية لردع الأعداء.

وتعتبر ورقة القوة السيبرانية البريطانية الجديدة مهمة، لأنها توضح وجهة نظر واقعية ومقيدة للقوة السيبرانية. وتقول إن هدفها الرئيس ليس حركياً – بديل رقمي للضربات الجوية – بقدر ما هو معرفي. وغالباً ما تستهدف المعلومات المضللة الروسية، عبر الإنترنت، مجموعات سكانية بأكملها. وتقول بريطانيا إن أهدافها عادة ما تكون أفراداً وجماعات صغيرة. وقد يؤدي الهجوم الإلكتروني، على سبيل المثال، إلى العبث بالاتصالات، بحيث يصاب الاقتصاد بالشلل بسبب الارتباك، أو تنتشر الفوضى.

إلى ذلك، يقترح النموذج البريطاني معايير عدة للحكم على ما إذا كان يتم استخدام القوة السيبرانية بشكل مسؤول. الأول هو نوع الأهداف التي يتم اختيارها. وهاجم قراصنة كوريون شماليون، في يوم من الأيام، استوديو أفلام أميركياً، لأنه أصدر فيلماً «غير لائق» عن زعيم البلاد، كيم جونغ أون. وهاجمت إيران البنوك الأميركية رداً على العقوبات. واستخدمت روسيا التكتيكات الإلكترونية للتدخل في الانتخابات في أميركا وأوروبا.

كيف يمكن معايرة الهجمات بشكل جيد؟ وهل هي دقيقة في تأثيرها وتتفادى التصعيد؟ أم أنها تنشر الشفرات الخبيثة في جميع الأنحاء دون ضوابط؟

قضى المسؤولون والخبراء سنوات في مناقشة كيفية تطبيق القانون الدولي، بما في ذلك قوانين النزاعات المسلحة، على الفضاء الإلكتروني. و«دليل تالين»، دراسة أكاديمية غير مُلزمة حول كيفية تطبيق القانون الدولي على النزاعات السيبرانية والحروب السيبرانية، والمرتبط بحلف «الناتو»، هو إحدى هذه الوثائق الإرشادية. وفي غضون ذلك، لا تولي أجهزة الاستخبارات الروسية كثيراً من الاهتمام لهذا النوع من الأشياء، لكن القادة السيبرانيين المسؤولين يحتاجون إلى محامين إلى جانبهم.

حماية الترسانة

الاختبار الآخر هو مدى جودة حماية القوة السيبرانية لترساناتها. وغالباً ما تكون أدوات القرصنة التي تستخدمها الدول قوية وخطرة. ويمكن أن تسبب ضرراً كبيراً إذا أصبحت متوافرة على نطاق واسع. وفي عام 2017، نشر هجوم إلكتروني كوري شمالي فيروسات الفدية، في جميع أنحاء العالم، جزئياً عن طريق إعادة استخدام التعليمات البرمجية الضارة، التي تسربت من وكالة الأمن القومي الأميركية. ومع تبني المزيد من الدول للعمليات السيبرانية الهجومية، سيصبح أمن أدواتها مشكلة أكبر.

أخيراً، تحتاج القوى السيبرانية إلى المساءلة. في هذا السياق، تنظر بريطانيا إلى الإنترنت الهجومي وسيلة للتشويش النفسي المستهدف، وليس سلاحاً متعدد الأغراض لإبراز القوة. ولكنه يدفع أيضاً القوة الإلكترونية إلى عالم غامض من العمل السري. والإشراف على هذا أمر صعب: العمل سري للغاية وأيضاً تقني للغاية. وغالباً ما يكافح المشرعون والقضاة لفهم التفاصيل.

وفي الوقت الحالي، فإن نهج بريطانيا موضع ترحيب. وقبل 10 سنوات، أرسل إدوارد سنودن، وهو مقاول سابق في وكالة الأمن القومي، موجات من الصدمة، في أميركا وبريطانيا، من خلال الكشف علناً عن معلومات استخبارية عبر الفضاء الإلكتروني.


10

مليارات دولار كلفة الأضرار التي تسبب فيها هجوم إلكتروني روسي في عام 2017.

تعتبر ورقة القوة السيبرانية البريطانية الجديدة مهمة، لأنها توضح وجهة نظر واقعية ومقيدة للقوة السيبرانية.

هاجم قراصنة كوريون شماليون، في يوم من الأيام، استوديو أفلام أميركياً، لأنه أصدر فيلماً «غير لائق» عن زعيم البلاد، كيم جونغ أون. وهاجمت إيران البنوك الأميركية رداً على العقوبات. واستخدمت روسيا التكتيكات الإلكترونية للتدخل

في الانتخابات في أميركا وأوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى