مؤرخ أميركي: آسيا يجب أن تحظى بالأولوية بالنسبة لواشنطن
ستيفن ويرثيم زميل بارز في برنامج إدارة الدولة الأميركية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهو مؤرخ للسياسة الخارجية الأميركية، ويحلل المشكلات المعاصرة في الاستراتيجية والدبلوماسية الأميركية. وفي مقابلة أجرتها معه مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، تحدث عن أسباب الانعزالية الأميركية، والمشهد السياسي العالمي الراهن، والتدخلات الأميركية، وعن تهديدات دونالد ترامب بانسحاب أميركا من حلف شمال الأطلسي (ناتو). وفيما يلي مقتطفات من المقابلة:
■ هل ينبع تصاعد الانعزالية داخل أميركا
من الانتقادات الموجهة للتدخل الأميركي في العراق وأفغانستان، أم من حقيقة أن العديد من القوى أصبحت الآن متوازنة ضد الولايات المتحدة؟
■■ أغلب الاستياء الشعبي الأميركي ينبع من فشل الحروب التي أعقبت هجمات الـ11 من سبتمبر، وفشل مؤسسة السياسة الخارجية في تحمل المسؤولية عن الأخطاء. ولكن ربما تكون الولايات المتحدة اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الحذر، بسبب صعود الصين وعدائية روسيا، واستمرار إيران وكوريا الشمالية كخصمين لها. وقد تصبح السياسة الخارجية الأميركية أكثر تحفظاً إذا أصبح خطر الحرب التقليدية والحرب النووية واسع النطاق مفهوماً جيداً. ويعتقد البعض أن الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الحالي دونالد ترامب انعزالي، لأنه يجمع بين النزعة القومية، ومعارضة التجارة الحرة والهجرة الليبرالية، وبعض التناقض بشأن الزعامة العالمية للولايات المتحدة. لا أعتقد أن هذا التصنيف منطقي. لقد زاد ترامب من الإنفاق العسكري، وقاد البلاد نحو إجماع جديد لمصلحة شيء يشبه إلى حد كبير احتواء الصين. ولم ينهِ أي تحالف أميركي خلال فترة رئاسته؛ بل توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في عهده.
■ بالنظر إلى المشهد العالمي الحالي، نرى ثلاث مناطق رئيسة ملتهبة: أوكرانيا في أوروبا، وغزة وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، وتايوان في آسيا. كيف تحدد الولايات المتحدة أولويات سياستها الخارجية، في نظرك؟
■■ لدى الولايات المتحدة في كل من هذه المناطق مصالح مختلفة وتواجه مخاطر. في آسيا، تبدو المخاطر أعلى، فهذه هي المنطقة الأكثر ازدهاراً وديناميكية اقتصادياً في العالم، ويمكن للصين أن تهيمن عليها، ولهذا يجب أن تحظى آسيا بالأولوية بالنسبة للولايات المتحدة. وألا تتبنى نهجاً أكثر عدوانية تجاه الصين، من الضروري العودة إلى سياسة الصين الواحدة المتسقة تجاه تايوان، ولكن من دون دور عسكري أميركي. لديها أيضاً مصالح محدودة في الشرق الأوسط، تتمثل في تأمين الموارد البحرية المشتركة للتجارة، ومنع الهجمات الإرهابية ضد أراضيها. أيضاً ستتأثر أميركا سلباً إذا هيمنت دولة غير ليبرالية واحدة على أوروبا. وتتمتع الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو والاتحاد الأوروبي بمزايا اقتصادية وديموغرافية هائلة، من شأنها أن تمكنها من ردع روسيا. ينبغي للولايات المتحدة أن تتحرر من الارتباط بالشرق الأوسط، وتحول أغلب أعباء الدفاع الأوروبية إلى حلفائها الأوروبيين، وتسعى إلى التعايش التنافسي مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
■ هل تعتقد أن الأوروبيين مع تهديدات ترامب بالانسحاب من الناتو، ومع استعداد روسيا للاستمرار في الحرب يواجهون فوضى من صنع أيديهم؟
■■ ألوم سياسة الولايات المتحدة، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كان بوسعها أن تقدم للأوروبيين الحوافز والتشجيع لتولي المزيد من المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم.
■ بالنظر إلى تصريح ترامب مؤخراً بأنه يشجع روسيا على غزو دول الناتو التي لا تدفع مساهمتها الدفاعية، هل تعتقد أن هذه التهديدات مفيدة في تحفيز أوروبا على استقلالها عن أميركا دفاعياً؟
■■ أنا سعيد لأن رد أوروبا على تصريحات ترامب هو، «أوه، نعم، هذا الرجل يمكن أن يصبح رئيساً مرة أخرى، ومن الأفضل أن ندافع عن أنفسنا». ويطلق ترامب تهديدات افتراضية بدلاً من وضع خطة لانتقال أوروبا نحو الدفاع الذاتي. عن موقع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي