اخبار الامارات

مأساة الطفلة “تالا”.. “ليس هناك إصابات فالجميع قد مات”

ليس هناك إصابات، فالجميع قد مات”، بتلك العبارة أعلن طاقم الأطباء في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عن إبادة 17 فردا من عائلة أبو دقة، جلهم من النساء، ومن بينهم تسعة أطفال ورضع.

تعرض منزل عائلة أبو دقة المكون من أربعة طوابق لقصف إسرائيلي مروحي في حي (الشحايدة) ببلدة عبسان شرق خان يونس، دون تحذيرهم في وقت سابق، وذلك في اليوم الثاني من العدوان على غزة، الموافق الثامن من أكتوبر الحالي.

القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة أفراد عائلة أبو دقة، أسفر عن إصابة الطفلة تالا (11 عاماً)، بصفتها الناجية الوحيدة من بين أفراد أسرتها، والتي بقيت وحدها، لا تجد أحداً من إخوتها الصغار يلعب ويلهو معها.

وبعد حادثة إبادة عائلتها بأيام قليلة، وخلال استمرار العدوان، التقت “الإمارات اليوم” الطفلة تالا في منزل جدتها، أم والدتها، حيث تعيش حالة صدمة شديدة، فهي لا تدرك ما يدور من حولها، وكأن عجلة الحياة توقفت بها عند آخر مشهد رأته عيناها وقد فتكت الصواريخ بكامل أفراد أسرتها، لتحول أجساد النساء النحيلة والأطفال البريئة إلى أشلاء متناثرة بين أنقاض المنزل المدمر.

وتقول تالا التي أصيبت بجراح مختلفة في أنحاء جسدها، وقد غطت الجروح ملامح وجهها البريء، “استفقت من النوم وجدت جسدي مدفونا وسط أنقاض منزلنا المدمر، ولم أجد أحدا من أفراد عائلتي، وعلى الفور بكيت بشدة، وصرخت بصوت عال على أمي وأبي وجميع أشقائي، ولم يجبني إلا صدى صوتي”.

وتضيف،” لم أتمكن من الخروج من وسط الركام، وعندما هرعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشلوني، ومن ثم انتشلوا جثامين جميع أفراد عائلتي”.

وتواصل الطفلة أبو دقة حديثها،” لم أتحمل ما شاهدته في تلك اللحظة، فجميعهم تحولوا إلى أشلاء متناثرة، وقد غيرت الصواريخ ملامح وجوههم بالكامل”.

تبكي تالا بشدة، فتقول متلعثمة: “رحل أبي وأمي وأشقائي الثلاثة، وجميع أفراد عائلة عمي التي تقطن في ذات المنزل الذي تعرض لقصف طائرات الاحتلال، وبقيت أنا وحيدة رفقة أوجاع الفراق التي سترافقني ما دمت على قيد الحياة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى