شهدت السنوات القليلة الماضية زخماً في القصص الإخبارية المهمة المتعلقة بمبيعات العقارات، والتي سجلت مبالغ ضخمة حطمت أرقاماً قياسية. مثال على ذلك، في مارس 2022، اشترى الملياردير الهندي موكيش أمباني قصراً رائعاً في جزيرة النخلة مقابل 80 مليون دولار. ولم يكتفِ بهذا، لأنه في أكتوبر من العام نفسه، أتم أمباني صفقة لفيلا أخرى في جزيرة النخلة، وهذه المرة كانت فيلا فاخرة بـ10 غرف نوم، تبلغ مساحتها 33 ألف قدم مربعة، ودفع مبلغاً هائلاً قدره 163 مليون دولار لامتلاكها، الأمر الذي يجعل من الأسعار المليونية الثنائية للعقارات في دبي تبدو غير مهمة.
المثير للاهتمام هو أن الاستثمارات على هذا المستوى ليست بالقليلة، فالقائمة طويلة، وتشمل العديد من أصحاب الثروات، بمن في ذلك الملياردير المقيم في المملكة المتحدة لاكشمي ميتال، وتشاوبنغ تشانغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «بينانس».
السؤال هو: لماذا يقوم الأثرياء من جميع أنحاء العالم بشراء العقارات الفاخرة في دبي بمبالغ قياسية طائلة؟
قد تكمن الإجابة على ذلك في دبي، العلامة التجارية التي تم تسويقها لسهولة ممارسة الأعمال التجارية فيها، ونمط الحياة الراقي، والمرافق المتميزة، وبالطبع العقارات الفاخرة. يمكن وصف مدى جاذبية دبي لهؤلاء المستثمرين على أفضل وجه بكلمات تشاوبينغ تشانغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس «بينانس»، الذي أشاد بالمدينة «لبيئتها التجارية المتطورة والجيدة».
يمكنني القول بأن «علامة دبي التجارية» تعمل كعلاج مدروس بعناية للمصاعب التي تُعاني منها أوطان الأثرياء والنظم السياسية فيها. لنأخذ على سبيل المثال المملكة المتحدة، التي تقوم بها «لجنة ضريبة الثروة» بإيجاد طرق عدة لفرض الضرائب على الأثرياء. وأستراليا لديها ضريبة تبلغ 6% على الثروة الصافية للمليارديرات، في حين أن الولايات المتحدة تفرض ضريبة ثروة 2% على الأصول الصافية التي تزيد على 50 مليون دولار، والقائمة تطول.
فمن الطبيعي أن يبحث هؤلاء الأشخاص ذوو الثروات العالية عن فرص أفضل في دول أخرى.
بينما يسهم وجود كل من بيئة تعامل ودية للأعمال، وتوفر صفات ممتازة لصنع السياسات، في خلق بيئة تعزز جذب الاستثمارات الأجنبية، إلا أن ذلك مجرد جزء صغير من القصة. «علامة دبي التجارية»، بكل روعتها، تقدم الكثير للمليونيرات في جميع أنحاء العالم، وعادة ما تكون القيمة الممتازة مقابل المال هي الأبرز من بين هذه العوائد.
يعتبر سعر المتر المربع للعقارات الفاخرة في دبي أقل مما قد تتوقع، خصوصاً عند مقارنة العقار بآخر في مدن أخرى فاخرة في العالم، يمكن للشخص أن يشتري بمبلغ مليون دولار ما تبلغ مساحته 1130 قدماً مربعة في عقار فاخر في دبي، بينما قد يدفع الفرد المبلغ
نفسه مقابل 183 قدماً مربعة في موناكو. وقد تقدم لوس أنجلوس العديد من العقارات الفاخرة في المناطق الأشهر للمليونيرات بسعر ما، بينما يمكن الحصول على مساحة تصل إلى 170% أكثر بالمبلغ
نفسه في دبي، ولا مجال للمقارنة في ذلك!
رئيس قسم التسويق في «بيوت دوبيزل»
