«قوائم الانتظار» تربك خطط ذوي طلبة لتسجيل أبنائهم
أبدى عدد من ذوي الطلبة انزعاجهم من «قوائم الانتظار» التي تضعها بعض المدارس الخاصة المتميزة، أو التي تتقاضى رسوماً متوسطة، حيث يتم إخطارهم بعدم وجود أماكن متاحة حالياً، مؤكدين أن هذا الإجراء يضعهم في مأزق كبير بشأن إتمام إجراءات التسجيل قبل انطلاقة العام الدراسي الجديد.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن مدة «قوائم الانتظار» في بعض المدارس لا تشير إلى موعد محدد، بل تظل مفتوحة.
في المقابل، عزا عدد من مديري المدارس أزمة «قوائم الانتظار» إلى إعطاء الأولوية في التسجيل لإخوة الطلبة المقيدين في المدارس، فضلاً عن الرسوم المتوسطة التي تعتبر في متناول الغالبية من ذوي الطلبة، مقابل ارتفاع المستوى التعليمي الذي تقدمه.
وتفصيلاً، قال ولي أمر عماد عبدالله، إنه توجه إلى إحدى المدارس الخاصة في الشارقة لتسجيل ابنه في وقت مبكر، إلا أنه فوجئ بالإدارة تبلغه بوضع ابنه على قوائم الانتظار على أن تعاود الاتصال به في حال خلا مكان له، مبدياً تعجبه من ذلك الإجراء، على الرغم من استمرار الإدارة في إجراء مقابلات لأطفال آخرين في المرحلة السنية نفسها.
وأكدت نور مجدي أن إحدى المدارس ذات الرسوم المتوسطة أخطرتها بعدم وجود مكان متاح حالياً، لطفلها، البالغ خمس سنوات، وأنها ستضعه على قوائم الانتظار، مشيرة إلى أنها أمام إشكالية وهي إما التسجيل في مدرسة أقلّ من المستوى المطلوب، أو الاتجاه إلى مدرسة رسومها مرتفعة، خصوصاً أن لديها ابنة أخرى ستلتحق بالمدرسة بعد عام.
وأفاد خالد عبدالعاطي، بأنه قصد عدداً من المدارس لتسجيل ابنته، أو لتقديمها لمرحلة «المقابلة» إلا أن المدارس أبلغته بوضعها على قوائم الانتظار إلى حين خلو مكان لها، مع عبارة «لا نعدك بشكل نهائي»، داعياً إلى وضع آلية تضمن للطلبة الالتحاق بالمدارس تعتمد مبدأ تكافؤ الفرص.
من جانبه، قال مدير مدرسة في عجمان، الدكتور ماهر حطاب، إن أولياء الأمور يحرصون في هذه الأوقات من السنة على اختيار مدارس أبنائهم، آملين أن تتحلى بمواصفات تجمع بين جودة الأداء التعليمي وانخفاض كلفة التعليم فيها؛ فالأب حريص على مستقبل ابنه وتعليمه وهو يسعى لتوفير مصاريف التعليم كي لا يغرق في نفقات باهظة، خصوصاً في هذه الأيام، لكن حرصه يواجه بأبواب موصدة نتيجة ازدحام الصفوف وعدم توافر مقاعد كافية نظراً لكثافة الطلاب في الفصول الدراسية.
وأضاف أن الإقبال الشديد على المدارس العربية، خصوصاً التي تتميز بجودة الأداء وقلة الكلفة، يحد من قدرتها على استيعاب الطلبة الذين يقبلون عليها، لاسيما أن هذه المدارس ملتزمة بمعايير أقرتها وزارة التربية والتعليم تتعلق بأعداد الطلبة داخل الفصول الدراسية، وتفرض عدم تجاوز العدد الذي يكفل بيئة تعليمية مناسبة.
وتابع أن «جودة التعليم في المدارس مكفولة مهما تباينت الكلفة، فجميع المدارس تخضع لمعايير واحدة من جودة الأداء، ولجان الرقابة المدرسية لا تفرق بين مدرسة وأخرى بناء على كلفة التعليم فيها، لذا فإن المدارس الأقل كلفة تعاني اكتظاظاً كبيراً بين الطلبة، وهذا ما يحد من قدرتها على استيعاب طلبة جدد، فتضطر لتسجيل قائمة الاحتياط احتراماً لرغبة أولياء الأمور الراغبين فيها».
وأكد حطاب أن «هذا الواقع يشكّل أزمة حقيقية أمام أولياء الأمور وإدارات المدارس».
وقالت مديرة مدرسة في الشارقة، فاطمة أبومويس، إن «الأولويات بالنسبة للمدرسة توضع وفقاً للائحة الوزارة، فلا يضمن الطالب المقيد مقعده إلا بعد سداد رسوم إعادة التسجيل، وبالطبع تسعى المدرسة لحفاظ الطلبة على مقاعدهم فيها، وترسل لذويهم تنبيهات بذلك باعتبارهم أصحاب الأولوية».
وأضافت أن «ذلك الإجراء يخلق قوائم الانتظار، في ظل رغبة طلبة جدد في الانضمام للمدرسة أو رغبة طلبة في التحويل إليها»، مشيرة إلى أن «الأولوية بالنسبة للمدرسة لتسجيل طلبة جدد هي للإخوة أو أبناء عم الطلبة المقيدين».
وأوضحت أن المدرسة تخضع لثلاثة أنواع من التقييم، من وزارة التربية والتعليم وهيئة الشارقة للتعليم الخاص والبلدية.
وقال عضو مجلس إدارة مدرسة بالشارقة، أمين النظامي، إن مشكلة قوائم الانتظار ظهرت بصورة أكبر في المدارس المتميزة عند تسجيل الأطفال فيها.
بدورها، أكدت مديرة مدرسة، وفاء عيوش، أن أولويات المدرسة تبدأ بإعادة تسجيل الطلبة المقيدين فيها، والغالبية العظمى من الطلبة يعيدون تسجيل أسمائهم في المدرسة نفسها، في المراحل الدراسية التالية، فيما تتيح المدرسة التسجيل بعد فترة من إعادة تسجيل القدامى إذا كان هناك مجال لاستيعاب طلبة جدد.
وأشارت إلى أن الأولوية للإخوة في المراحل الدراسية الأولى بالنسبة للطلبة الجدد، وإذا أتيحت أماكن إضافية يتم استيعاب طلبة جدد من غير الإخوة.
مديرو مدارس:
• «المدرسة تسعى لحفاظ طلبتها على مقاعدهم.. وترسل لذويهم تنبيهات بذلك باعتبارهم أصحاب أولوية التسجيل».
• «المدارس تخضع لمعايير واحدة.. ولجان الرقابة المدرسية لا تفرق بين مدرسة وأخرى بناء على كلفة التعليم فيها».
• «المدارس الأقل كلفة تعاني اكتظاظاً كبيراً بين الطلبة.. وهذا ما يحد من قدرتها على استيعاب طلبة جدد».