فلترة الزيوت والتصنيع منخفض الانبعاثات والاستدامة تزيد المنافسة بين شركات الأغذية

شهدت فعاليات معرض «غلفود 2025»، للأغذية، الذي أنهى أعماله أخيراً في مركز دبي التجاري العالمي، مظاهر تنافسية لافتة بين الشركات في التوسّع باعتماد معايير الاستدامة وتبني ابتكارات جديدة لتطوير وتعزيز مفاهيم الاستدامة بشكل أكبر، مقارنة بالأعوام الماضية.
وأفاد مختصون ومسؤولون في شركات محلية وعالمية بقطاع صناعة الأغذية لـ«الإمارات اليوم»، بأن تبني معايير الاستدامة شهد تحولاً في صناعة الأغذية والمشروبات ليصبح أكثر توسعاً وابتكاراً، لافتين إلى أن زيادة الوعي لدى الشركات والمستهلكين بجدوى الاستدامة جعلها من المظاهر التنافسية الأبرز في القطاع خلال الفترة الحالية.
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي في شركة «فيتو ايه جي»، اندريياس شميدت، إن «هناك توسّعاً في الاعتماد على المعايير المبتكرة التي تدعم الاستدامة في قطاع صناعة الأغذية، مقارنة بفترات سابقة، وذلك مع توفيرها لجدوى تنافسية مفيدة للمستهلكين»، لافتاً إلى أن «(الشركة) طرحت أجهزة مبتكرة، تتيح فلترة الزيوت المستخدمة، بعد فترة، وبشكل يتيح إعادة استخدامها لأضعاف الفترات المقدرة للاستخدام سابقاً، لكن بشكل أكثر صحياً».
وأضاف أن «الأجهزة المبتكرة تتيح (الفلترة) الكاملة للزيوت، عقب قياس مكوناتها، وبما يتيح استخدامها عقب التنقية بالفلترة، وهو ما يقلل من هدر نفايات الزيوت، سواء المستخدمة في المنازل أو في المطاعم، والتي تستهلك كميات هائلة من الزيوت وتتخلص منها بطرق مختلفة».
وأوضح شميدت أن «الأسواق تشهد تنافسية بين الشركات في قطاع البحث والتطوير للوصول إلى معايير أكثر ابتكاراً، تدعم التوسّع في التحوّل إلى معايير الاستدامة في قطاع الأغذية وبمراحل أكبر من الفترات السابقة».
من جهتها، قالت مدير المبيعات في شركة «ام ار فروتي»، نايس اميتكول، إن «فعاليات معرض (غلفود) في دورته الأخيرة، شهدت مظاهر غير مسبوقة في التنافسية بين الشركات في التوسّع بتبني معايير الاستدامة التي تحوّلت من مجرد استخدام أدوات للتعبئة والتغليف قابلة لإعادة التدوير، إلى عمليات الإنتاج عبر تخفيض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات التصنيع».
وأضافت أن «(الشركة) تتيح منتجات مبتكرة غذائياً يتم تصنيعها بأساليب خالية أو منخفضة الانبعاثات، وبما يجعلها من المنتجات المتوافقة مع الاستدامة»، متوقعة أن «تشهد التنافسية في معايير الاستدامة، توسّعاً بين الشركات بمعدلات أكبر خلال المراحل المقبلة، في ظل التوجه للاعتماد عليها، باعتبارها معياراً تنافسياً مهماً وإحدى الأدوات التي تتيح جدوى صحية وذات قيمة للمستهلكين».
وأوضح مدير تطوير المبيعات الإقليمي في شركة «واتاب كو ليمتد»، بانوسوث بي، أن «الاستدامة في قطاع الأغذية والمشروبات أصبحت أكثر توسّعاً وتنافسية بين الشركات العاملة في القطاع، وذلك مع ربط الاستدامة بتوفير منتجات ذات معايير صحية أعلى للمستهلكين، وهو ما جعلها أحد محاور التنافسية الأبرز في الأسواق خلال الفترة الحالية».
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لقسم إنتاج الزيوت والدهون بمجموعة «إفكو» دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي، محمد عيتاني، إن «التوسّع في معايير الاستدامة أصبح أحد العوامل الأبرز والأكثر أهمية في قطاع صناعة الأغذية، والتي شهدت تحولاً جذرياً من مجرد أدوات التعبئة والتغليف القابلة لإعادة التدوير، إلى معايير أكثر توسعاً في الصناعة نفسها».
وأضاف أن «(المجموعة) نفذت عمليات للتوسع في الاستدامة، عبر محاور مختلفة أبرزها إنتاج زيت زيتون عبر عمليات تصنيع محايدة للكربون، إضافة إلى مبادرات تتعلق بتطوير كفاءة الطاقة في المصانع، والحد من انبعاثات الغازات الدفينة الناجمة عن مصادر إنتاج زيوت النخيل وفول الصويا عبر طرق علمية».
وأوضحت منسقة الأعمال في شركة «ستستينبال فير ترادينج»، مريم الشمار، أن «التوجه للتقليل من مخلفات الأغذية واستخدامها في عمليات الزراعة كسماد أو بذور، يُعد من ضمن محاور التوسّع بالاستدامة في صناعة الأغذية، إضافة إلى استخدام عمليات التجفيف في التصنيع بتقنيات تتيح صلاحية أكبر للمنتجات، وبالتالي التقليل من هدر المنتجات».