اخبار الامارات

عائلات تسعى للتعرف على ضحايا حادث قطارات الهند

في مدرسة ثانوية حُوّلت مؤقتاً إلى مشرحة، نظر زوجان إلى مجموعة صور لجثث مشوّهة جراء اصطدام ثلاثة قطارات في الهند، قبل أن تلفتهما واحدة قدّرا أنها تعود لابنهما البالغ 22 عاماً. حاولا عدم تصديق حدسهما، لكن القلادة حول عنق صاحب الصورة أكّدت أنه نجلهما.

حاولت الأمّ كبت دموعها وألقت برأسها قليلًا على كتف زوجها بضع ثوان، قبل أن تشيح بنظرها عن حاسوب الموظف الذي يحاول تحديد هويات ضحايا واحدة من أسوأ كوارث القطارات في تاريخ الهند.

توافد أشخاص كثر إلى مدرسة باهاناغا الثانوية، على بعد أقل من كيلومتر واحد من موقع اصطدام القطارات، الجمعة، قرب بالاسور بولاية أوديشا الشرقية. قُتل ما لا يقلّ عن 275 شخصاً في المأساة وأُصيب أكثر من 900 آخرين.

وكانت صحيفة «تايمز أوف إنديا»، ذكرت الأحد، نقلاً عن تقرير التحقيق الأولي أن «خطأ بشرياً» في تنظيم الإشارات المرورية قد يكون تسبب في التصادم، قائلة إن قطار «كوروماندا اكسبرس» الذي يربط بين كالكوتا ومادراس، أُعطي الضوء الأخضر ليسير على السكة الرئيسة، لكن تم تغيير مساره بسبب خطأ بشري إلى سكة كان يستخدمها قطار للشحن.

اصطدم قطار الركاب بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة بقطار الشحن، ما أدى إلى انقلاب ثلاث عربات على السكة المجاورة واصطدامها بالجزء الخلفي من قطار سريع كان في رحلة بين بانغالور وكالكوتا، كما أضافت الصحيفة نقلاً عن التقرير نفسه.

وقالت «تايمز أوف إنديا»، إن انقلاب العربات هو الذي تسبب في الضرر الأكبر.

وقال المسؤول عن المشرحة المؤقتة، أرفيد أغاروال: «كانت الجثث التي وصلت إلى هنا في حالة سيئة بالأساس»، مشيراً إلى أن الحرّ الشديد «زاد من تشويه» كثير منها.

وفي مكتب مدير المدرسة، أوضح لوكالة فرانس برس، أن «التحدي الأكبر يتمثل في التعرّف» على الجثث.

إلى جانبه، جلست المتطوعة سيدارث جينا (23 عاماً) مع حاسوب فيه صور مرقّمة لكلّ الجثث التي انتُشلت وأُرسلت إلى المشرحة المؤقتة منذ مساء الجمعة.

أروقة جثث

وكانت رائحة الجثث المتعفنة منتشرة في أرجاء المدرسة الثانوية. وفي الخارج، جلس عشرات الأشخاص على أمل العثور على أقاربهم.

فور تعرّف أي أسرة على أقاربها في الصور، تحصل العائلة على إيصال يسمح لها برؤية الجثة، لكن العملية ليست بسيطة أبداً.

وقال الشرطي الموكل بإخراج الجثث، راناجيت ناياك: «وصلتنا 179 جثة، لكن تمّ التعرف على 45 منها فقط».

ونُشرت جثث في أكياس بيضاء تحمل علامة «محددة الهوية» أو «غير محددة الهوية» على جانبَي ممر ملطخ بالدماء مساء السبت، فيما وُضعت أخرى في قاعات التدريس.

وأضاف الشرطي: «وصلت جثث عبارة عن جذع ووجه محترق بالكامل، وجمجمة مشوهة، ولم تتبق أي علامات هوية أخرى». وتابع: «هل تتوقعون أن تكون عملية التعرف على هذه الجثث سهلة على أحد؟».

وبدأ العمل في وقت متأخر من مساء السبت لنقل جثث مجهولة الهوية إلى مركز مجّهز بمرافق أفضل لحفظ الجثث، بانتظار وصول العائلات القادمة من مسافات بعيدة.

وستُنقل الجثث المجهولة في مرحلة لاحقة إلى مشارح دائمة في المدينة.

وبالنسبة للبعض مثل أبيجيت شاكرابارتي (27 عاماً)، انتهت مرحلة الانتظار، إذ رأى صورة ظهر فيها سوار كان يرتديه صهره سوبهاشيش المفقود والبالغ 25 عاماً.

لكن يواصل آخرون بحثهم اليائس.

ونبّه المسؤول عن المشرحة المؤقتة أرفيد أغاروال، إلى أن بعض الأسر قد تحتاج إلى إجراء اختبارات الحمض النووي لتقديم المطابقات.

• فور تعرّف أي أسرة على أقاربها في الصور، تحصل على إيصال يسمح لها برؤية الجثة، لكن العملية ليست بسيطة أبداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى