اخبار الامارات

صراع المنزل الأخير.. «جاليتسيا» تقضم آخر 55 متراً من منزل «الحاجة نورة»

«إن منزلي الذي يبلغ عمره أكثر من سبعة عقود زمنية، الذي ورثته عن والدي منذ 50 عاماً، يتعرض للإخلاء والمصادرة، لمصلحة الجمعيات الاستيطانية في مدينة القدس الشريف، ليصبح المنزل المقدسي الأخير الذي تقضمه البؤر الاستيطانية الممتدة داخل أسوار البلدة القديمة»، بحسب الحاجة المقدسية نورا صب لبن.

وتعيش الحاجة المقدسية نورا صب لبن (68 عاماً) وزوجها (أبوأحمد – 72 عاماً)، أشد الأيام ضراوة، عقب انتهاء مهلة إخلاء من منزلها، المقررة في 11 يونيو الجاري، تنفيذاً لقرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي بإخلائهما من منزلهما، الواقع في عقبة الخالدية ببلدة القدس القديمة، إذ سيصبح مصيرهما التشرد على قارعة الطريق، في كل وقت وحين.

ورغم جهود عائلة (صب لبن) للحفاظ على منزلها، فإن محكمة الاحتلال العليا بالقدس قررت إنهاء عقد الإيجار المحمي للزوجين (نورا) و(مصطفى)، وإخلائهما من منزليهما في البلدة القديمة، لمصلحة جمعية «جاليتسيا» الاستيطانية التي تسعى إلى إخلاء العائلة منذ زمن بعيد.

طرد العائلة الوحيدة

على بُعد أمتار قليلة من باب القطانين، أحد أهم وأبرز الأبواب التاريخية، المفضية مباشرة إلى المسجد الأقصى المبارك، تقف (الحاجة نورة) أمام منزلها، في مواجهة مباشرة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين ما برحوا منزلها منذ بداية يونيو الجاري، في سبيل توفير الأمن التام للمستوطنين، الذين كانوا يحيطون به من جميع الجهات، وتقول «إن حجارة منزل والدي أكبر من عمر دولة الاحتلال».

ورغم ذلك، لا تجابه المقدسية (صب لبن) هذه العددية لجنود الاحتلال، والمستوطنين بمفردها، فمنذ بداية يونيو الجاري يفد الدبلوماسيون الأجانب، والنشطاء إلى منزل الحاجة الستينية، تضامناً معها ضد قرار إخلاء مأواها الوحيد.

وتقول (الحاجة نورة) لـ«الإمارات اليوم»، في حوار خاص: «إنه في تمام الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت الأراضي الفلسطينية ليوم 11 من يونيو الجاري، انتهت المهلة التي حددتها محكمة الاحتلال لإخلائنا من منزلنا، ولم نبلغ حتى الآن بأي قرار جديد حول الإخلاء، لنصبح عُرضة للطرد من داخل مأوانا الوحيد في غمضة عين».

وتواصل (صب لبن) حديثها: «إن (جاليستيا) لا تخطط بمفردها لنهب منزلي، فجمعيات استيطانية أخرى تسعى إلى السيطرة عليه، أبرزها (عطيرت ليوشناه)، و(عطيرت كوهنيم)، لطردنا كعائلة مقدسية وحيدة تسكن في منطقة تشهد وجوداً كثيفاً للبؤر الاستيطانية».

وتسترسل: «إنه في عام 2019، سلب المستوطن (إيلي عتال) منزل عائلة (أبوعصب)، المجاور لمنزلي منذ عشرات السنين، ليشرد سبعة أفراد جلهم من الأطفال، واليوم هو المسؤول المباشر ذاته عن دعوى إخلاء منزلي، والاستيلاء عليه».

استيطان في كل جهة

القرار الإسرائيلي الأخير لإخلاء منزل (صب لبن)، يعد الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فـ(الحاجة نورة) تعيش في منزل تحيط به البؤر الاستيطانية من جميع الجهات، والتي تزحف صوب ما تبقى من مساحة حالية داخل بيت والديها، والبالغ قدرها 55 متراً فقط.

وتقول (صب لبن) بصوت حزين: «إن المستوطنين سبق لهم خلال السنوات الماضية الاستيلاء على السقف العلوي من منزلي، المكون من طابقين، كما نهبوا طابقه الأول، وهو عبارة عن مقهى قديم كانت تتبع ملكيتها لوالدي، إلى جانب أجزاء أخرى من الطابق الأرضي للمنزل ذاته».

وتقطن الحاجة المقدسية حالياً برفقة زوجها في الطابق الثاني داخل منزلها، الذي تطل نوافذه مباشرة على المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة، ذات اللون الذهبي، وكذلك باحاته.

وتشير (أم أحمد) إلى أنها منذ عام 2010 تخوض معركة قانونية داخل أروقة المحاكم الإسرائيلية، لدرء الخطر عن منزل والدها الذي ورثته في سن الـ13 عاماً من عمرها، مضيفة: «إن قضاء الاحتلال حتى عام 2019 كان يحرمني في كل مرة من كل جزء داخل بيتي، ليذهب هباءً منثوراً إلى مستوطنين يغتصبون أرضنا من دون وجه حق».

وكانت محاكم الاحتلال قد أقرّت في عام 2016 طرد أولاد المقدسية (صب لبن) من المنزل، وإبعادهم خارج أسوار البلدة القديمة، وذلك في محاولة لقطع الطريق أمام مطالبهم العادلة بحق حماية البيت كجيل ثالث، لتتمزق أوصال عائلة (الحاجة نورة) داخل المدينة المقدسة.

• القرار الإسرائيلي الأخير لإخلاء منزل (صب لبن)، يعد الشعرة التي قصمت ظهر البعير، فـ(الحاجة نورة) تعيش في منزل تحيط به البؤر الاستيطانية من جميع الجهات، والتي تزحف صوب ما تبقى من مساحة حالية داخل بيت والديها، والبالغ قدرها 55 متراً فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى