اخبار الامارات

شعوب الأرض تترك إرثها هنا.. من «الباب العتيق» إلى «مفتاح العودة»

أثناء التنقل بين أروقة أجنحة الدول المشاركة في «كوب 28» بـ«المنطقة الزرقاء»، يجتذب ضيوف الحدث العالمي أحد كنوز إرث «إكسبو 2020 دبي»، وهو جناح «قصص الأمم»، الذي يأخذ الزوّار في رحلة عابرة للزمان والمكان، تتنقل بين الماضي البعيد والحاضر والمستقبل، وتجوب قارات العالم المختلفة، وقصص بلدان من الشرق والغرب شاركت في معرض «إكسبو دبي»، بداية من «مفتاح العودة» الفلسطيني، مروراً بباب عتيق من المغرب، وصولاً إلى تذكارات من حول العالم لكل منها حكاية.

ويلفت الأنظار تمثال لـ«حرّاس المعبد» من الحضارة المصرية القديمة، لما يتسم به من مظهر فريد يميّز تلك الحضارة، الذي أصبح كغيره من تلك التماثيل معبّراً عن سلطة كل واحد من الحكام المتعاقبين في عصر الدولة الوسطى المصرية – وفقاً لما هو مُدوّن أسفله – إذا كانت تُنحت أزواج من تلك التماثيل غالباً لتحيط بمداخل المعابد من الجانبين، بحيث يكون كل منها حارساً للمعبد ويقدّم صورة مهيبة، لكن ودودة عن الفرعون لشعبه.

ذلك التمثال يقف يأخذ زوّار مؤتمر المناخ في رحلة عبر الزمن للاطلاع على حكايات المشاركين الدوليين في «إكسبو 2020 دبي»، من القصص التاريخية إلى المستقبلية، إذ يزخر الجناح بالتحف والتذكارات التي تبرعت بها الدول، إهداءً منها لأجيال مقبلة من الزوّار.

ويحكي كل تذكار عن الدولة التي يمثلها، فاستوحى جناح المملكة المتحدة من المشروع الأخير للمؤلف والعالم الإنجليزي الشهير في الفيزياء النظرية والكونيات، ستيفن هوكينغ، ويدعو الزوّار إلى التفكير في الرسالة التي تسعى البشرية إلى إيصالها للتعبير عن نفسها بوصفها شعباً واحداً، في حال ما واجهنا يوماً ما حضارات متقدمة أخرى في الفضاء. أما لوكسمبورغ، فتمحورت القصة المرورية في جناحها حول استجابة لتحديات معاصرة هائلة على مستوى المجتمع، والتزام بالريادة في مجالي الاستدامة والابتكار، فيما عرضت سويسرا «مرآة الواقع»، محفزة الزوّار على النظر إلى أعلى لرؤية انعكاسهم في المرآة، التي رُكّبت لمحاكاة التأثير الناتج عن الواجهة الضخمة المكسوّة بالمرايا للجناح، والتي شكّلت نقطة مثالية لاقت استحسان الجميع لالتقاط الصور الذاتية في «إكسبو 2020».

رمز فلسطيني

أما في فلسطين، فتصدّر «مفتاح العودة» المشهد الذي يرمز – بحسب اللافتة المدوّنة – إلى منازل الفلسطينيين التي فُقدت إبان النكبة، وعندها هُجّر أكثر من نصف سكان فلسطين التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني، أو أرغموا على النزوح هرباً من العنف في عام 1948، ليُحرموا بعد ذلك من حق العودة.

بينما اتخذت منصّة قبرص من تمثال «أفروديت» رمزاً لها، إذ تحكي الأساطير أن «أفروديت» رمز الجمال والحب، خرجت من مياه قبرص عند ولادتها، وتشكّلت من زبد البحر. بينما ظهرت منصّة الكاميرون بـ«أبهى حُلة»، إذ عرضت ثوب «أتوغو»، الذي يمثل زياً تقليدياً في المنطقة الشمالية الغربية للكاميرون، ففي الماضي كان أفراد العائلة المالكة – أي زعماء الفون والوجهاء وزوجاتهم وأطفالهم – أكثر من يرتدي تلك الأزياء في مناسبات رسمية، مثل تتويج حاكم جديد وحفلات الزفاف.

«السماء هي الحدود»

وتحت شعار «السماء هي الحدود»، قدّم الجناح السعودي الذي شارك في «إكسبو 2020»، لمحة عن مستقبل المملكة، آخذاً الزوّار في رحلة بين أربع ركائز: (الناس والطبيعة والتراث والفرص). أما جناح روسيا البيضاء فاتخذ من «غابة تقنية المستقبل» شعاراً له، إذ استقى تصميم الجناح إلهامه من الغابات الخضراء المورقة في روسيا البيضاء، وأظهر كيف يمكن للطبيعة والتقنية مساعدتنا على النمو معاً. وبعربة مزخرفة بألوان زاهية، جذبت منصّة «ميانمار» الأنظار، فتلك العربات تستخدم ومعها القوارب على نطاق واسع في مجتمع ذلك البلد الآسيوي حتى يومنا هذا. فيما توسطت مركبة إطلاق الأقمار الاصطناعية منصّة الهند، وهي مركبة إطلاق فضائية أحادية الاستخدام مصممة لإطلاق حمولات تراوح بين 2000 و2500 كيلوغرام، إلى مدار النقل المتزامن مع الأرض، وهي نسخة مطابقة للأصلية التي عُرضت في «إكسبو 2020 دبي». وتحت شعار «قمر اصطناعي صُنع في فيتنام»، احتفت منصّة فيتنام بصناعة قمر يشكل النموذج المعروض نسخة عنه، وأرسلته إلى الفضاء، واحتُفل بهذا الإنجاز في «إكسبو 2020».

من المغرب إلى أوغندا

وزيّنت بوابة خشبية عتيقة منصّة المملكة المغربية، وتشبه الأبواب المتميزة التي تزيّن شوارع المغرب العامرة بالألوان ومدنه العتيقة المزدحمة.

وعرضت أوكرانيا درّاجتها الكهربائية المحلية «لوكوموتيف-إي»، التي تتسم بخصائص مثل نظام تفعيل ذكي عبر الإنترنت، ومحرك قوي، ومخزون كبير للطاقة يحتوي حتى 510 كيلومترات في شحنة واحدة.

أما أوغندا فهي المكان المناسب في الزمان المناسب، إذ تتحلى بأكثر من 1000 نوع من الطيور، أي ما يعادل نحو 11% من جميع أنواع الطيور على الأرض.

• اتخذت منصّة قبرص من تمثال «أفروديت» رمزاً لها، ليحكي عن الجمال والحب.

• يزخر «الجناح» بالتحف التي تبرعت بها الدول، إهداءً منها لأجيال مقبلة من الزوّار.


تنوّع رائع

عرضت منصّة «غيانا»، وهي إحدى دول الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية، مجموعة لحيوانات مختلفة، تمثل انعكاساً للغابات المطيرة التي تغطي ثلاثة أرباع أراضيها، لذا استعرض جناح هذه الدولة التنوّع الرائع لنباتاتها وللحيوانات التي تتخذ من هذه الأرض موطناً لها، منها: آكل النمل الكبير، وببغاء مكاو ذو الألوان الزاهية، وثعبان أناكوندا العملاق، وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى