شركات صناعية إماراتية تطوّر نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي بسواعد وطنية
![](https://sharqobserver.com/wp-content/uploads/2025/02/1739049925_image.jpg)
أفادت شركات وطنية إماراتية، تعمل في قطاع الصناعة، بأنها طوّرت نماذج جديدة خاصة بها تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بسواعد وطنية، وفقاً لاحتياجاتها، كما قامت بتدريب المئات من موظفيها في مستويات مختلفة، على مجالات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنها تستخدم تطبيقات مبتكرة للذكاء الاصطناعي في عملياتها، بهدف زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وتقليل التكاليف وأوقات التسليم ودعم البحث والتطوير ورضا العملاء والتنبؤ بالأعطال وخفض استهلاك الطاقة.
ونوهت، لـ«الإمارات اليوم»، بأن هناك تحديات عدة ترتبط باستخدام الذكاء الاصطناعي، على رأسها دمج الأنظمة القديمة والمنصات الرقمية الجديدة وإدراجها في البنية التحتية القائمة، مع ضمان سلاسة العمليات وعدم توافر حلول صناعية جاهزة بالكامل في الأسواق.
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «إمستيل»، المهندس سعيد غمران الرميثي، إن «(المجموعة) نجحت في تنفيذ أكثر من 30 تطبيقاً عملياً للذكاء الاصطناعي، خلال الفترة الماضية، وحققت نتائج استثنائية على صعيدي الكفاءة والكُلفة»، مشيراً إلى حرص «المجموعة» على دقة العمليات التكنولوجية لضمان أعلى معايير الجودة، مع التحكم في آلاف المُعطيات التقنية التي تتعدى عمليات التصنيع لتشمل المجالات التجارية والمالية والصحة والسلامة والبحث والتطوير وغيرها.
وأوضح أن «إمستيل» تعمل على تحقيق أقصى استفادة من قدرات أداة تحليل أوقات التسليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين تخطيط المبيعات والعمليات، لتعزيز تنفيذ الطلبات وتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة وتقليل أوقات التسليم وتعزيز رضا العملاء.
ولفت الرميثي إلى أن «المجموعة» قامت بتطبيق حلول متقدمة عدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمعايير التكنولوجية في عمليات صناعية معقدة وذات استهلاك عالٍ للطاقة مثل أفران «القوس الكهربائي» و«مصانع الاختزال المباشر» لتزويد المشغلين ببيانات دقيقة تدعم اتخاذ القرارات المبنية على معلومات موثوقة.
ونوه بأن «المجموعة» قامت بتطوير أول نظام عالمي لمراقبة واعتماد «الحديد المستدام» باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويعتمد على برمجيات سحابية لحساب الانبعاثات عند مستوى الصهر وضمان التتبع القائم على تقنية «البلوك تشين» ويتيح محفظة رقمية لحفظ وتداول أرصدة الكربون، مشيراً إلى أن «المجموعة» تعتمد على برنامج مبتكر لتوظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات إعداد تقارير الاستدامة.
وشدّد على أن «المجموعة» تتخذ تدابير شاملة لضمان بيئة عمل آمنة لموظفيها، من خلال ابتكار أداة متقدمة لتحسين معايير السلامة في بيئة العمل، اعتماداً على الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية، من خلال كاميرات السلامة الذكية التي تعتمد على تقنية (التعرف إلى الصور) بالذكاء الاصطناعي، للكشف عن عدم ارتداء معدات الحماية الشخصية أو السلوكيات غير الآمنة للعاملين في المواقع.
وكشف أن «المجموعة» تعمل حالياً على تطوير نموذج يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لإنشاء «منتج استشعاري» مستقل بالكامل لاهتزازات الآلات، ما يعزز الصيانة الوقائية للمعدات، ويسهم في تقليل فترات التوقف عن العمل وتكاليف الصيانة بشكل كبير، فضلاً عن توسيع نطاق تبني الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة والسلامة لتعزيز حماية الموظفين وتحسين بيئة العمل.
ولفت إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في مجال التصنيع يشهد نمواً متسارعاً، إلا أن هناك عدداً من التحديات الرئيسة، على رأسها عدم توافر حلول صناعية جاهزة بالكامل في الأسواق، ما يدفع الشركات إلى الانتظار أو الاستثمار في تطوير حلولها الخاصة، داعياً إلى تعزيز الثقة بين خبراء التكنولوجيا والمتخصصين في المجالات الصناعية لضمان تطبيقات عملية فعالة للذكاء الاصطناعي، وتسريع وتيرة اعتماد الذكاء الاصطناعي، وضمان توافر الكوادر الماهرة في مجالات علوم البيانات والتعلم الآلي وإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي بالنظر إلى التعقيد العام لهذه التقنيات.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، عبدالناصر بن كلبان، إن «هناك فرصاً قوية لخلق المزيد من القيمة المضافة من خلال تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، التي تلعب دوراً أساسياً في تعزيز تنافسية الشركة التي قامت بتنفيذ أكثر من 80 تطبيقاً لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، في إطار خطة التحوّل الرقمي وتشمل هذه التطبيقات جميع أعمال الشركة الإدارية والتشغيلية مثل أنظمة مراقبة الجودة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في المصنع، إلى أنظمة تحليل توقعات أسواق السلع الأساسية».
وأوضح بن كلبان، أن «الشركة» حققت وفورات في التكاليف تتجاوز 365 مليون درهم من خلال تنفيذ هذه التطبيقات وتحسين الجودة والسلامة والاستدامة، مشيراً إلى أن منصة التصنيع الرقمية الجديدة للشركة تسهم في خفض كُلفة إجراء تحليلات الصور والفيديو القائمة على الذكاء الاصطناعي بنسبة تزيد على 80%، مع زيادة سرعة تنفيذها بما يصل إلى 13 مرة مقارنة بالحلول التي اعتمدتها الشركة سابقاً.
ونوه بأن «الشركة» ركّزت على تمكين ورفع مهارات القوى العاملة في المجالات الرقمية لتمكين التحول الرقمي على نطاق واسع في عمليات الشركة كافة.
وشدد بن كلبان على أن «الشركة» مستمرة في تحقيق نقلة نوعية في جميع نواحي أعمالها اعتماداً على تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، خصوصاً أن هذه التطبيقات توفر فرصاً وإمكانات غير محدودة لدفع نمو القطاع الصناعي، من خلال «الأتمتة» وتطوير المنتجات ومراقبة الجودة ودعم تكامل سلسلة القيمة، كما تسهم في تحسين كفاءة العمليات الصناعية والجودة والسلامة، مشيراً إلى أن التقنيات الصناعية التي تم تطويرها محلياً في مواقع الشركة في (الطويلة) والمبنية على تطبيقات متطوّرة، تعتمد على التعلم الآلي في الحد من فترات توقف العمل بنسبة 50%، والحد من أوقات العمل غير المنتج بنسبة 18%، وتعزيز كفاءة المعدات بنسبة 12%.
ولفت إلى أن «تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي تقوم بدور قوي في تعزيز الاستدامة، حيث تستخدم الشركة، مراكز البيانات الحديثة وأنظمة الحوسبة السحابية لتحسين الاستدامة البيئية للبنية التحتية لعمليات الحوسبة»، مشيراً إلى أن الشركة قامت في عام 2024 بتدشين أول مراكز بيانات في القطاع الصناعي، تعمل كلياً بالطاقة المتجددة في مقراتها في جبل علي والطويلة، وتسهم في توسيع نطاق استخدام حلول الذكاء الاصطناعي والأتمتة في العمليات الصناعية للشركة، مع خفض إجمالي استهلاك الطاقة في مجال تقنية المعلومات بنسبة 50%.
وحدّد بن كلبان، بعض التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في قطاع الصناعة، ومنها دمج الأنظمة القديمة والمنصات الرقمية الجديدة وإدراجها في البنية التحتية القائمة، مع ضمان سلاسة العمليات وصعوبة استخدام الحلول الرقمية الجاهزة أو النموذجية، ما دعا الشركة إلى تطوير تقنياتها الخاصة وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في قطاع الألمنيوم، بسواعد وطنية وفقاً لاحتياجاتها.
في السياق نفسه، قال المدير العام ومالك شركة «سايجن» الإماراتية لصناعة المعدات الطبية، الدكتور سعيد الحمادي، إن «(الشركة) تستخدم الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن في عمليات البحث والتطوير والعمليات الهادفة إلى إنتاج منتجات جديدة في مجال الفحص والتشخيص وجمع المعلومات والخبرات السابقة للاستفادة منها، وذلك بالاعتماد على سواعد وخبرات وطنية».
وأوضح الحمادي أن «الشركة» تستخدم الذكاء الاصطناعي، كذلك للتنبؤ بأي أعطال في أجهزة وماكينات التصنيع، وتحليل البيانات لتحسين كفاءة الإنتاج، وتحديد القدرة الاستيعابية للشركة على القيام بمهام إنتاجية وتنفيذ طلبيات محددة، مشيراً إلى اهتمام الشركة بتدريب الكوادر الصناعية على استخدامات الذكاء الاصطناعي.
ونوه بأن «(الشركة) تستعد لاستخدام الذكاء الاصطناعي مستقبلاً في حالات التوسّع وبناء منشآت جديدة وتوسيع المصانع القائمة، بهدف تحديد أفضل المواقع الجديدة، لتكون قريبة من حيث الخدمات والتجهيزات من الجهات والمنشآت الصحية التي تقدم لها خدماتها»، مشيراً إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في خطط زيادة الإنتاج، باعتباره يشكل عاملاً حاسماً في إدارة الأجهزة والماكينات الخاصة بالتصنيع، بحيث يكون الموظفون معنيين بتقييم جودة المنتج والقيام بعمليات التعبئة والتغليف والبيع، بعد تصنيع المنتجات من خلال الذكاء الاصطناعي.