اخبار الامارات

«سائقون لايف» يعرّضون حياة الآخرين للخطر.. والشرطة تحذّر

حذّرت جهات شرطية عدة، من خطورة التصوير أثناء قيادة المركبة، والبث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن انشغال السائق بالهاتف والإنترنت أثناء القيادة، وعدم التركيز في الطريق، يعرّض حياته وحياة الآخرين لحوادث جسيمة، تنتج عنها إصابات بليغة ووفيات.

وحررت إدارات مرورية في سنوات سابقة مخالفات لروّاد وسائل التواصل الاجتماعي، لانشغالهم ببث مباشر مع متابعيهم عبر العالم الافتراضي، والرد على ملاحظاتهم واستفساراتهم.

وقال أفراد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، لـ«الإمارات اليوم»، إن البث المباشر الذي يقوم به البعض أثناء قيادة المركبة على الطرق، يحظى دائماً بمشاهدة عالية، واهتمام المتابعين، بدافع الفضول لمشاهدة الأماكن ومناظر الطرق التي لم يقوموا بزيارتها من قبل، مشيرين إلى أنه على الرغم من مخاطر مثل هذه التصرفات، فإن البعض يواصل التصوير والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف جذب المتابعين، وزيادة عدد المشاهدات على حساباتهم.

وأشاروا إلى أن البعض يقوم بتصوير مقاطع الفيديو أثناء القيادة، بهدف الاستعراض، وإطلاع المتابعين، خصوصاً من خارج الدولة، على طبيعة حياة الرفاهية التي يعيشها، ونوع المركبة التي يقودها، فيما يستهدف آخرون من التصوير، التعليق أو التحدث في موضوع معين، ويتفاعل مع تعليقات المتابعين.

وأكدوا أهمية تشديد العقوبة على السائقين الذين يقومون بمثل هذه السلوكيات المتهورة، وتنفيذ حملات توعوية، تستهدف هذه الفئة، مشيرين إلى أن هناك حوادث عدة وقعت بسبب انشغال سائق المركبة بالهاتف أثناء القيادة.

وكشفت إحصاءات نشرتها وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني، أن إجمالي مخالفات الانشغال عن الطريق أثناء القيادة باستعمال الهاتف بلغت 518 ألفاً و313 مخالفة العام الماضي، على مستوى الدولة، موزعة بين 422 ألفاً و60 مخالفة في أبوظبي، و54 ألفاً 706 مخالفات في دبي، و32 ألفاً و62 مخالفة في الشارقة، و8322 مخالفة في عجمان، و17 مخالفة في أم القيوين، و905 مخالفات في رأس الخيمة، و241 مخالفة في الفجيرة.

من جانبه، حذّر مدير إدارة تحصيل ومتابعة المخالفات المرورية في مديرية المرور والدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي، العقيد الدكتور مهندس مسلم محمد الجنيبي، من خطورة انشغال السائقين بغير الطريق أثناء القيادة، خصوصاً الانشغال بالهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتسبب في حوادث مرورية قد تكون جسيمة، تنتج عنها إصابات متفاوتة الشدة ووفيات. ودعا السائقين إلى الامتناع عن الانشغال عن الطريق بسبب استخدام الهاتف لتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أو إجراء مكالمة، أو التقاط الصور، وغيرها من السلوكيات التي قد تؤدي إلى وقوع حوادث مرورية جسيمة. وأكد لـ «الإمارات اليوم» أن الانشغال عن الطريق سبب رئيس للحوادث المرورية الجسيمة في إمارة أبوظبي، لأن نسبة كبيرة من السائقين يستخدمون الهواتف أثناء القيادة، وهو أمر مقلق في ما يتعلق بالسلامة المرورية على الطريق. ونبه إلى أهمية أن يكون السائق يقظاً ومنتبهاً للطريق، ومستعداً للتعامل مع مفاجآت الطريق المختلفة، ومن ذلك توقف حركة السير بشكل مفاجئ، حتى يتمكن من اتخاذ القرار المناسب.

وحذّرت شرطة أبوظبي من 5 مخاطر مترتبة على استخدام الهاتف أثناء القيادة، إذ يؤدي إلى حوادث جسيمة، والانحراف المفاجئ، وتجاوز الإشارة الضوئية، وعدم الانتباه للمشاة، وتجاوز إشارات الطريق والتحذيرات دون رؤيتها.

ونبهت إلى أنها تشدد الرقابة على الطرق كافة من خلال الدوريات المدنية والشرطية، وتكثيف التوعية للسائقين الذين يقومون باستخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة، تعزيزاً لسلامتهم وسلامة مرافقيهم وسلامة مستخدمي الطريق.

وذكرت بأن مخالفة الانشغال عن الطريق أثناء قيادة المركبة بأي صورة، 800 درهم و4 نقاط مرورية.

من جانبه، قال الخبير المروري مدير عام «جمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية»، الدكتور جمال العامري، لـ«الإمارات اليوم»: إن من الممارسات السلبية لدى البعض على مواقع التواصل الاجتماعي؛ الإساءة في استخدامها أثناء قيادة المركبة، سواء في التصوير أو التصفح، وهي من السلوكيات الخطرة التي قد تفقد السائق سلامته في لحظة، فضلاً عن تعريض حياة الآخرين للخطر.

ونبه العامري إلى أن بعض الحوادث المرورية التي وقعت على الطرق، وخلّفت أضراراً، كانت بسبب انشغال السائق بالتصوير وتصفح الإنترنت والقيام بالمراسلات عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.

وحذّر من قيام السائقين بالانشغال بغير الطريق عبر التصوير أثناء قيادة المركبة على الطرق، مؤكداً أن قيام السائق بفتح بث مباشر أو التصوير أثناء قيادته مركبة على الطريق، يُعدُّ مخالفة مرورية، يعاقب عليها القانون، والقرار الوزاري رقم (178) لسنة 2017، حول قواعد وإجراءات الضبط المروري.

وتطبق على المخالف، مخالفة صريحة تحمّل السائق السلوكيات السلبية والمتهورة أثناء قيادة المركبة على الطريق، ومن أهمها مخالفة بالمادة (32) التي تنص بأن «الانشغال عن الطريق أثناء قيادة المركبة باستعمال الهاتف»، غرامتها المالية 800 درهم، و4 نقاط مرورية، إضافة إلى أن هناك مواد قانونية تغلظ العقوبة حسب حجم الضرر من خلال السلطة القضائية في أي من حوادث السير، كلٌ على حدة.

ولفت العامري إلى أن ما يسترعي الاهتمام بهذا أن مستجدات التطور التكنولوجي في عالم الاتصال، ذهبت أبعد مما كانت عليه قبل فترة وجيزة من دخول التطبيقات الذكية، إن كان على نظام الرسائل النصية أو الفيديوهات أو تحديد المواقع أو الروابط في مختلف الأيقونات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي التي بها مختلف المحتوى الإعلامي والإعلاني، والتي تسببت في تشتيت تركيز البعض.

وأشار إلى أن عملية التشويق التي تعمل عليها هذه المحتويات، جعلت القيادة على الطريق تدخل في تحديات للوصول إلى تركيز بعض السائقين أثناء سير المركبات.

ولفت الدكتور جمال العامري، إلى أنه من الأهمية توعية هذه الفئة، بأن تصوير مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد يكلفه حياته في لحظة، ويكلف آخرين أرواحهم، بسبب الانشغال عن الطريق.

ودعا الجهات المعنية والأسر إلى المشاركة في التوعية بخطورة استخدام الهاتف أثناء القيادة، سواء للتصوير أو التحدث، لما قد يترتب عليه من تعريض حياة السائق والآخرين للخطر.

• «الداخلية»: إجمالي مخالفات الانشغال عن الطريق أثناء القيادة باستعمال الهاتف بلغ 518 ألفاً و313 مخالفة العام الماضي.


عنصر «اليقظة»

حذّرت دراسات متخصصة من تأثير استعمال الهاتف السلبي في أداء السائق الجسماني والإدراكي، ومهامه، وفي مقدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة والصائبة. وبيّنت أن قلة تركيز السائق خلف المقود، تفقده عنصراً أساسياً من عناصر القيادة السليمة، وهو «اليقظة»، أي الانتباه لكل شاردة وواردة كل الوقت، ومن أمثلة الانشغال الأكل والتدخين، واختيار محطة إذاعية، والتحدث في الهاتف النقال (الجوال) أثناء القيادة.

وأكدت نتائج إحدى الدراسات العربية، أن الانشغال بالهاتف له علاقة كبيرة بالحوادث المرورية، ولعله يكون من أكبر أسبابها، ويمكن أن يضاعف من احتمالية وقوع الحادث، لأن أخطار التعرض للحوادث تتضاعف تسع مرات إذا انشغل السائقون عن القيادة بالتقاط شيء ما، في حين تتضاعف ثلاث مرات إذا انشغلوا بأجهزة الهاتف النقال، ويمكن أن يقع الحادث في أقل من ثانية، أي بمجرد أن يمسك هاتفه في يده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى