روسيا تنفي التخطيط لتصعيد نووي.. وتنصح بعدم اختبار صبرها
نفت روسيا، أمس، أي نية لها أو تخطيط لتصعيد نووي، ونصحت في الوقت نفسه الآخرين بعدم اختبار صبر موسكو. وفيما قالت وزارة الخارجية الروسية إن التنفيذ الكامل لاتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود هو السبيل الوحيد لإنقاذ الاتفاق من الانهيار، رحب الكرملين بأي تحرك قد يسهم في إنهاء الصراع في أوكرانيا، غداة الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الصيني والأوكراني.
وتفصيلاً، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، إن بلادها لا تعتزم السير في طريق التصعيد النووي، لكنها نصحت الآخرين بعدم اختبار صبر موسكو. وأضافت أن موسكو لا تعتبر تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مُرضياً.
وأوضحت أنه لا يمكن إنقاذ الاتفاق إلا من خلال تنفيذه بصورة كاملة، وأنه ليس «مائدة يمكنك الاختيار منها».
وتقول موسكو إن بنود الاتفاق الخاصة بالسماح لها بتصدير سلعها الزراعية لا يتم الوفاء بها.
وأشارت زاخاروفا في مؤتمر صحافي إلى أن جهود الأمم المتحدة لإنقاذ الاتفاق ليست كافية.
ويسمح الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو الماضي، بتصدير الحبوب الأوكرانية بأمان من موانئ البلاد على البحر الأسود، لكن روسيا قالت مراراً إنها لن تسمح بتمديد الاتفاق إلى ما بعد 18 مايو ما لم يعمل الغرب على إنهاء العراقيل أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.
من جهة أخرى قال الكرملين، أمس، إنه يرحب بأي شيء قد يسهم في إنهاء الصراع في أوكرانيا، وذلك رداً على سؤال حول موقف روسيا إزاء المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء.
لكن الكرملين قال إنه لاتزال هناك حاجة لتحقيق أهداف ما تسميه روسيا «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا على علم بتفاصيل ما ناقشه الرئيسان، وإن مواقفهما بشأن الصراع معروفة جيداً. وتابع: «إننا مستعدون للترحيب بأي شيء يمكن أن يعجل بإنهاء الصراع في أوكرانيا وقيام روسيا بتحقيق كل الأهداف التي حددتها لنفسها».
وقال: «أما مجرد أنهما تواصلا فهذه مسألة سيادية لكل منهما، وأمر يتعلق بحوارهما الثنائي».
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا والصين قد ناقشتا خلال زيارة الرئيس الصيني لموسكو أخيراً مسألة إعادة أوكرانيا لحدودها عام 1991، أجاب بيسكوف: «لم تتم مناقشة ذلك».
وتحدث الرئيسان الصيني والأوكراني الأربعاء للمرة الأولى منذ إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير العام الماضي، ليتحقق بذلك أحد أهداف كييف التي سعت علانية منذ أشهر لإجراء مثل هذه المحادثات.
على صلة أعرب الرئيس الأوكراني عن تفاؤله بأنه سيكون قادراً على استخدام نفوذ الصين في الحرب مع روسيا، بعد أن أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الصيني لأول مرة منذ الحرب الروسية العام الماضي.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي بالفيديو الذي صدر بعد المكالمة: «هناك فرصة لاستخدام النفوذ السياسي للصين لاستعادة قوة المبادئ والقواعد التي يجب أن يقوم عليها السلام».
وأضاف أن «أوكرانيا والصين، وكذلك الغالبية العظمى من العالم، مهتمون بالقدر نفسه بقوة سيادة الدول وسلامة أراضيها».
ميدانياً، قصفت القوات الروسية مدينة باخموت التي أصبحت نقطة محورية في محاولات روسيا منذ شهور للسيطرة على إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، في حين قال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة الروسية، يفيجيني بريجوجين إن القوات الأوكرانية تتدفق على المدينة قبل شن هجوم مضاد «حتمي».
وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير نشرته على موقع «فيس بوك» أن القتال محتدم في باخموت ومناطق قريبة منها. وأضافت أن القوات الروسية فشلت في التقدم نحو قريتين باتجاه الشمال الغربي، فيما تعرضت 12 منطقة على الأقل لنيران القوات الروسية.
على صعيد آخر، قال سيرهي تشيريفاتي المتحدث باسم مجموعة القوات المتركزة في شرق أوكرانيا، للتلفزيون الوطني، إنه خلال الساعات الماضية شنت القوات الروسية 324 هجوماً باستخدام المدفعية وقاذفات الصواريخ متعددة الفوهات. وأضاف: «الروس يدمرون المباني في باخموت لمنع جنودنا من استخدامها كحصون».
وذكر حاكم منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا أن الصواريخ الروسية ضربت مبنى سكنياً ومنزلاً في المدينة التي تحمل الاسم نفسه.
وقادت مجموعة فاغنر الروسية معظم التقدم الذي تحقق في باخموت، وقال مؤسسها يفيجيني بريجوجين، وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذا الشهر، إن قواته سيطرت على 80% من المدينة.
وأضاف بريجوجين، وهو أحد منتقدي وزير الدفاع سيرغي شويغو، أن قواته «ستتقدم مهما كلفها الأمر فقط لسحق الجيش الأوكراني وعرقلة هجومه».
وفي واشنطن، قال القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، الجنرال كريستوفر كافولي، إن الجيش الأوكراني سيحصل على الأسلحة التي يحتاجها في الوقت المناسب. وأوضح الجنرال كريستوفر أن أكثر من 98% من عربات القتال التي تم التعهد بها لكييف تم تسليمها بالفعل.
وقال المحلل العسكري دينيس بوبوفيتش لراديو «إن.في» الأوكراني، إنه ليس من المحتمل في وقت قريب أن يتغير مسار الأمور في باخموت.
وأضاف: «إذا سقطت باخموت فسيكون لدى روسيا الموارد لإرسال قواتها إلى أماكن أخرى.