رؤساء حكومات: الاستجابة الدولية غير الكافية تؤثر سلباً في جاهزية مواجهة الأزمات

شهد اليوم الأخير من القمة العالمية للحكومات 2025، التي استضافتها دبي تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، جلسة حوارية بعنوان «الجاهزية في مقابل الاستجابة.. كيف يؤثر ذلك في استراتيجيات الحكومات؟»، تحدث خلالها رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا، الدكتور روزفلت سكريت، ورئيس وزراء جزر سليمان، جيريمايا مانيلي.
وناقشت الجلسة كيف تعاني الدول الجزرية الصغيرة، أكثر من غيرها، ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، بسبب التغيرات المناخية، ما ينبئ بالخطورة الشديدة، لاسيما مع تكرار الكوارث الطبيعية التي تسببها تأثيرات هذه التغيرات المناخية، وارتفاع منسوب مياه البحر، وتآكل السواحل، وهو ما تعانيه «دول جزرية» عديدة، منها كومنولث دومينيكا، وجزر سليمان، وكيف تؤثر الاستجابة الدولية غير الكافية للمساعدة في مواجهة تحديات المناخ في جاهزية هذه الدول، واستراتيجياتها للتعامل مع هذه الأزمات والتعافي منها.
في البداية تحدث روزفلت سكريت عن واقع الدول الجزرية الصغيرة في ظل حالة الطوارئ التي تفرضها التغيرات المناخية، وقال: «تشكل التغيرات المناخية تهديداً وجودياً لدولتنا، ففي عام 2017 تعرضنا إلى إعصار سبب خسائر بلغت نسبتها 226% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن 85% من ميزانيتنا يتم تخصيصها لمواجهة تلك الكوارث الطبيعية والتعافي منها».
وأضاف: «نحن نشكل خط الدفاع الأول أمام هذه التأثيرات المناخية، والعالم المتقدم يعبر عن تعاطفه معنا، ولكن التعاطف وحده ليس كافياً، فما نحتاج إليه هو أفعال ملموسة، والتزام كامل من جانب هذه الدول بالتمويل لنحقق الجاهزية في التعامل مع الأزمات».
وأشار إلى أن دول جزر الكاريبي، ومنها بلاده، تقف وحدها من ناحية بناء القدرات لمواجهة هذه الكوارث الطبيعية، التي تتكرر كل عام، ما يعوقها عن بناء اقتصاد قوي مستدام، لأنها تستخدم مواردها لإعادة بناء ما تهدم، واستبدال البنية التحتية في كل مرة.
وتواجه جزر سليمان المشكلة نفسها، حيث إنها مؤلفة من 900 من أجمل جزر العالم، لكن 140 جزيرة منها غير مسكونة بسبب الكوارث الطبيعية الناشئة عن التغيرات المناخية.
وفي هذا الخصوص، قال رئيس وزراء جزر سليمان، جيريمايا مانيلي: «نواجه تحدياً مماثلاً لما تواجهه كومنولث دومينيكا، حيث إن تغير المناخ وارتفاع منسوب المياه أهم التحديات الوجودية التي تواجهها الدول الجزرية الواقعة في المحيط، ومنها دولتنا الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ، فضلاً عن أن اقتصادنا صغير، ولا نملك القدرة على الاستجابة لهذه الكوارث».
وأضاف أنه سواء كانت هذه الكوارث من فعل الطبيعة، أو بسبب تدخل الإنسان، فإن المهم هو مدى الجاهزية والاستعداد للتعامل مع هذه الأزمات.
ومن جانبه، أكد رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا أن بلاده لديها استراتيجية وطنية لمواجهة الكوارث، ومشروعات للتمويل للتعامل مع الأزمات، لكن المشكلة هي عدم توافر الدعم المطلوب والاستثمارات اللازمة لتحقيق ذلك.
ومن وجهة نظر رئيس وزراء جزر سليمان فإن الحل لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الدول الجزرية النامية، ومنها بلاده، هو تكثيف الشراكات ومستوى التعاون الدولي لمواجهة هذه الآثار، من خلال جهد دولي مشترك.
وهو ما أكده رئيس وزراء دولة كومنولث دومينيكا، الذي قال إن هذا التوجه يساعد بلاده على الخروج من فئة الدول المهددة بالاختفاء، من خلال السعي إلى التعاون مع عدد أكبر من الدول في مجالات التبادل التجاري والاستثمار.
رئيس وزراء كومنولث دومينيكا:
. نواجه تهديداً وجودياً، و85% من ميزانيتنا يتم تخصيصها لمواجهة الكوارث الطبيعية.
رئيس وزراء جزر سليمان:
. الأزمات تقضي على عقود من جهود التنمية، وأثناء فترات التعافي تحدث كوارث جديدة.