اخبار الامارات

خبير دولي: بإمكان تركيا الوساطة في السلام بجنوب القوقاز

في خضم الأحداث التي يشهدها إقليم ناجورنو كاراباخ، قد يظهر جانب مشرق ألا وهو نهاية الصراع واتفاق سلام محتمل بين أرمينيا وأذربيجان، يمكن أن يمهد الطريق لعملية تطبيع إقليمية أكثر شمولاً تضم تركيا. ويشير تاريخ المنطقة المشحون والمحاولات الفاشلة العديدة، في الماضي، إلى أن احتمالات النجاح ضئيلة، لكن التقارب بين عاملين قد يكون سبباً للتفاؤل، خصوصاً إذا قررت تركيا أخذ زمام المبادرة.

والعامل الأول، وفقاً لزميل برنامج أوروبا ومدير المشروع التركي والعالمي في مؤسسة «كارنيجي للسلام الدولي»، ألبير جوشكون، هو نهاية الحلم الأرمني طويل الأمد باستقلال ناجورنو كاراباخ. وهذا التحول النموذجي يسوي توقعات أذربيجان من خلال استعادة سلامتها الإقليمية. كما أنه يحرر يد تركيا في السعي إلى التطبيع الكامل مع أرمينيا، لأن قضية ناجورنو كاراباخ كانت دائماً حجر عثرة.

والعامل الثاني هو الفرصة التي يتيحها الموقف الواقعي الذي اتخذه رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، والذي تجسّد في مشاركته البناءة مع تركيا واستعداده للاعتراف بالسلامة الإقليمية لأذربيجان. ومع ذلك، فإن باشينيان يتعرض لضغوط ويجد نفسه في وضع هش. وبعد أحداث الشهر الماضي، يظهر الأرمن علامات الاستياء المتزايد. إضافة إلى ذلك، فإن روسيا غير راضية عن موقف باشينيان المؤيد للغرب وتحذر من «مستقبل لا يُحسد عليه».

ويرى جوشكون أن التدفق الجماعي لأرمن ناجورنو كاراباخ، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، سيزيد من المخاطر المحلية لباشينيان، وسترى روسيا في ذلك فرصة لزيادة احتمالات سقوطه. وهذا هو المكان الذي تحتاج فيه أذربيجان وتركيا إلى لعب أوراقهما بحكمة.

وإذا وضعت أنقرة طاقتها في جهد مخلص من أجل المصالحة الإقليمية، وأقنعت باكو التي قد تكون مترددة في الانضمام إلى هذا الجهد، وحشدت دعم الولايات المتحدة وغيرها، فقد تتحول الاحتمالات لمصلحة تحقيق سلام مستدام. وهذا لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، وينطوي على عملية مفاوضات شاقة. ولكن أي زخم في هذا الاتجاه سيكون موضع ترحيب.

إن حالة التنافس والصراع في جنوب القوقاز تفيد روسيا بشكل كبير، فهي توفر فرصاً لموسكو لتأليب الجهات الفاعلة الإقليمية ضد بعضها بعضاً، والتأثير في التطورات والنتائج، بما في ذلك من خلال أدوار الوساطة وحفظ السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى