اخبار الامارات

خبيرة في التسلح النووي: العالم أصبح متعدد الأقطاب والوضع معقد للغاية

تحدثت الدكتورة فرانشيسكا جيوفانيني المديرة التنفيذية لمشروع «إدارة الذرة في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية» بكلية هارفارد كينيدي، عن وضع القوى النووية في العالم. وقالت جيوفانيني في مقابلة مع صحيفة «دبلومات»، إن تسع دول في العالم تمتلك السلاح النووي، وإن واشنطن تعمل على اتفاقية ثلاثية مع روسيا والصين، للحد من التسلح النووي. وفي ما يلي مقتطفات من المقابلة:

■ حددي لنا نقاط الضعف في النظام النووي العالمي؟

■■ يتميز هذا العصر التاريخي النووي بالتحديد بثلاث نقاط محددة: أولاً أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، وهما الولايات المتحدة، وروسيا الفيدرالية، تعملان بسرعة وعلى نحو مقصود على تفكيك هيكلية الأمن النووي العالمي التي يعتمد عليها الاستقرار الاستراتيجي. وخلال سنوات قليلة ماضية، تخلت الولايات المتحدة وروسيا عن معاهدات، اعتاد استقرارهما الاستراتيجي الاعتماد عليها منذ عقود خلت.

وثانياً العالم النووي بدأ يتغير من عالم ذي قطبين إلى عالم متعدد الأقطاب. وبالطبع فقد باتت الصين دولة نووية وهي تشكل قلقاً للولايات المتحدة. وثالثاً فإن انعدام الاستقرار المتزايد في أوروبا، نتيجة الحرب في أوكرانيا، أدى إلى تشابك نقاط الضعف الثلاث أمام النظام العالمي بطرق معقدة للغاية.

■ كيف يعمل تطور الصين في مجال الفضاء والذكاء الاصطناعي على تعزيز قدراتها النووية؟

■■ يسهم ذلك في تحسين قدراتها على تطوير أنظمة الصواريخ التي تحمل الرؤوس النووية، والبنية التحتية للمراقبة المتطورة والاستطلاع، والتقنيات الدفاعية القوية. وستكون هذه التقنيات بمنزلة أنظمة تمكين مهمة للقوات النووية الصينية على أبعاد عدة. ومع ذلك، على الرغم من أهميتها البالغة، فإن هذه التقنيات يمكن أن تكون أيضاً مزعزعة للاستقرار إلى حد غير عادي.

■ هل لايزال الردع النووي فاعلاً وسط الصراعات في أوكرانيا؟

■■ فن الردع موجود منذ زمن بعيد، ولطالما استخدمت الحضارات تكتيكات الردع، لمنع أعدائها من القيام بأي عمليات عدائية على أراضيها. ولكن اختراع السلاح النووي، جعل الردع أكثر صعوبة وتعقيداً، وسيكون الأمر مخيفاً إذا فشل الردع في عالم من الأسلحة النووية.

وأما في حالة أوكرانيا فقد فشل الردع التقليدي، ولكن النووي لايزال صامداً. وعدم تدهور الحرب ووصولها إلى أوروبا مثلاً من الردع النووي.

■ ما تأثير الردع النووي في الحرب في أوكرانيا؟

■■ السؤال المطروح هو: ما الدروس التي تستقيها دول شرق آسيا من الحرب في أوكرانيا؟ أراهن على أن الدول ستستخلص استنتاجات مختلفة، فمثلاً ستجد كوريا الشمالية أن هناك تأكيداً لاعتقادها بأن السلاح الوحيد الذي يمكن أن يحمي الدول الضعيفة من التعرض للغزو، هو السلاح النووي، في حين سترى اليابان وكوريا الجنوبية أن دعم الولايات المتحدة مسألة حيوية.

■ هل يمكنك تقييم مدى فاعلية نهج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المحافظة على التوازن النووي العالمي؟

■■ سؤال جيد، لكن أخشى أن الإجابة ستعتمد على المنظور الذي يستخدمه المرء، لتقييم فاعلية الولايات المتحدة وأوروبا. فمن وجهة نظر أميركية، فإن معاهدة الحد من السلاح النووي، تتمتع بأهمية مستمرة ومركزية، ومن الممكن أن نعدها علامة على القيادة العملية. وقد يشير المرء إلى أنه على الرغم من الأزمات الجيوسياسية والمحاولات العديدة في جميع أنحاء العالم، فإن تسع دول فقط تمتلك اليوم أسلحة نووية. ومن المؤكد أن الولايات المتحدة تستطيع أن تزعم أن قاعدة منع الانتشار النووي تظل راسخة وناجحة.

ومن ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة تسعى جاهدة إلى جلب روسيا والصين إلى طاولة المفاوضات، لإنجاز اتفاقية ثلاثية، للحد من الأسلحة النووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى