حمدان بن محمد: “بالعلم والمعرفة نبني جسور العبور إلى غدٍ يضمن للإنسان حياة أفضل”
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الرئيس الأعلى لجامعة حمدان بن محمد الذكية، قيمة العلم والمعرفة في بناء جسور العبور إلى غد يضمن للإنسان حياة أفضل وفرصاً أكبر، يتخطى معها التحديات ويكتشف من خلالها مزيد من آفاق التميز، منوهاً سموه بالنهضة العلمية التي تشهدها دبي ودولة الإمارات على وجه العموم، من خلال منظومة تعليمية متطورة وكوادر أكاديمية على قدر رفيع من الكفاءة العلمية، ومناهج حديثة تواكب التطور العالمي وتلبي متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة.
جاء ذلك بمناسبة تخريج الدفعتين الثانية عشرة والثالثة عشرة من الدارسين في “كلية إدارة الأعمال والجودة” و”كلية التعليم الإلكتروني” و”كلية الدراسات الصحية والبيئية” و”البحث العلمي ودراسات الدكتوراه”، ضمت 470 خريجاً من برامج الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس.
وهنّأ سمو ولي عهد دبي الخريجين متمنياً لهم التوفيق في حياتهم العلمية والعملية، منوهاً بأهمية التخصصات التي شملتها الدفعتان، وما تمثله الحصيلة العلمية ضمنهما من رافد مهم لسوق العمل في المرحلة المقبلة ضمن مجموعة من القطاعات الحيوية، تأكيداً على دور الجامعة في تخريج أجيال من الكفاءات العلمية القادرة على القيام بأدوار مؤثرة في دفع جهود التطوير والتنمية في دولة الإمارات أو على مستوى العالم، بما يرسخ مكانة دبي كمنصة لانطلاق الطاقات المبدعة المؤهلة علمياً للمشاركة في صنع المستقبل وضمن مختلف التخصصات.
والتقطت لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الصور التذكارية مع الخريجين، ومجلس أمناء الجامعة. كما تابع سموه فيلما قصيراً تم من خلاله الإعلان عن مشروع رأس المال المخاطر لرواد الأعمال (Venture Capital Fund) الذي طرحته مجموعةٌ من رواد الأعمال من خريجي الجامعة.
حضر حفل التخريج الذي أقيم في حرم جامعة حمدان بن محمد الذكية، معالي مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة حمدان بن محمد الذكية، وسعادة الدكتور منصور العور، رئيس الجامعة، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وأولياء أمور الخريجين.
تمكين الكفاءات الوطنية
ويأتي تخريج مجموعة جديدة من الدارسين في إطار التزام جامعة حمدان بن محمد الذكية، بتمكين الكفاءات الوطنية وصقل مهاراتها وتطوير خبراتها للاضطلاع بأدوار حيوية في دفع عجلة التحوّل نحو منظومة اقتصادية أكثر تنافسية واستدامة والإسهام بشكل مباشر في تحقيق مُستهدفات “أجندة دبي الاقتصادية D33” ورؤية “نحن الإمارات 2031”.
وقام معالي مطر الطاير، بتسليم الشهادات لخريجي برامج الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس، بعدها أدى الخريجون “عهد التخرج”.
وأكد معالي الطاير أن تخريج الكوكبة الجديدة من الدارسين، يجسّد رسالة الجامعة في تخريج رواد الأعمال وسفراء التميز والمبتكرين والمبدعين ليتولوا مسؤولياتهم الوطنية في قيادة مسيرة التقدم والتطور ضمن مُختلف القطاعات، والاضطلاع بأدوارهم المحورية خلال المرحلة المقبلة من مسيرة النماء والتقدم، ترجمةً للرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وقال معاليه: إن تخريج دفعةٍ جديدة من الكوادر والكفاءات الوطنية يسهم في ترسيخ مكانة جامعة حمدان بن محمد الذكية كصرحٍ معرفي رائد، في تحقيق نقلةٍ نوعية في قطاع التعليم، هدفها تمكين الكفاءات الوطنية ودعائمها الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة ومنهجيات التعلُّم الذكي والتعلُّم مدى الحياة.
مركز عالمي للإبداع
من جانبه، وخلال الكلمة الرئيسية لحفل التخريج، وجّه سعادة الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، التهنئة للخريجين وقال: “شكل تأسيس الجامعة قبل عقدين لحظة مفصلية في تاريخ التعليم العالي في المنطقة، ونقلة نوعية في مسار التعليم العالي التقليدي الذي ظل سائداً طوال قرون. فقد وضعنا نصب أعيننا توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، بضرورة مواكبة التطلعات الطموحة للقيادة الرشيدة ورؤيتها لدبي المستقبل، بما يعزز مسيرتها الاقتصادية، ومكانتها كمركز عالمي للإبداع، على نحو يقدم الجامعة بوصفها رافداً أساسياً من روافد تنمية الاقتصاد بجيل جديد من المبتكرين والمبدعين في مجال الأعمال. وقد استحدثت الجامعة مفهوماً جديداً في التعليم العالي بابتكار منظومة ثلاثية المراحل لتأهيل الدارسين والخريجين”.
ودعا الدكتور العور الخريجين والخريجات إلى الاعتزاز بالقيم التي اكتسبوها طوال فترة دراستهم في الجامعة، والاستفادة من معارفهم ومهاراتهم لإحداث التأثير الذي ينتظره العالم منهم، والمضي قُدُماً في رحلتهم نحو قمم جديدة، مع المحافظة على التواصل الدائم مع الجامعة لما فيه تطوير مستقبلهم المهني.
منظومة ثلاثية المراحل
وتقوم أولى مراحل هذه المنظومة على “تخريج رواد أعمال لا طلاب وظائف” فيما يركز الركن الثاني منها على تفعيل دور الجامعة في تحقيق أهداف البند السادس من وثيقة الخمسين، والمشاركة في تنفيذ استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة بتحويل الجامعات الوطنية والخاصة إلى مناطق اقتصادية وإبداعية حرة. واستهدفت الجامعة في هذا الإطار استقطاب نخبة الدارسين والخريجين الذين يتمتعون بمواهب متميزة في ريادة الأعمال، وتوفير البيئة الحاضنة لهم والمحفزة على الابتكار وريادة الأعمال، وفي سبيل ذلك، أخذت الجامعة على عاتقها إطلاق عدد من المبادرات لخدمة هذا الغرض، كما حرصت على الانضمام إلى مبادرات انطلقت بالشراكة مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة.
ويعد إطلاق منصة H-preneur مثالاً على الجانب الأول من هذه المنظومة، إذ تهدف المنصة لتوظيف إمكانات الجامعة في تمكين رواد الأعمال الشباب من تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم في ريادة الأعمال، بوصفه قطاعاً استراتيجياً ورافداً حيوياً للاقتصاد الوطني، ومساهماً رئيسياً في ترسيخ تنافسية الدولة. وكمثال على الجانب الثاني، انضمت الجامعة إلى اتفاقية الشراكة مع الجامعات بمبادرة من مؤسسة دبي للمستقبل، وإطلاق “برنامج حاضنات الجامعات” الهادف إلى تسريع تنفيذ استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة.
وبنجاح الجامعة في إنشاء هذين الركنين من هذه المنظومة، أصبح الدارسون والخريجون مجهزين بالمعارف الأكاديمية العلمية والمهارات التخصصية العملية المميزة، كذلك توافرت البيئة المثالية الحاضنة لتفعيل هذه المعارف والمهارات، ووضعها موضع التطبيق الفعلي، إذ سمحت لهم هذه البيئة بالاطلاع على التجارب الناجحة، وتحديد الفرص المتاحة باستكشاف مجالات ريادة الأعمال، وتطبيق الأفكار وتنفيذ المشاريع وإطلاق الشركات الناشئة.”
ويتمثل الركن الثالث من منظومة الجامعة الثلاثية في مواكبة أجندة دبي الاقتصادية D33 على امتداد العديد من محاور الأجندة التي تتصل بمؤسسات التعليم العالي وخريجيها، وإنشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز نموها، فيما تعتزم الجامعة إطلاق مبادرة تستكمل بها منظومتها ثلاثية المراحل والوصول بها إلى تحقيق غاياتها.
يُذكر أن الدفعتين الثانية عشرة والثالثة عشرة من الدارسين في جامعة حمدان بن محمد الذكية شملتا 347 خريجاً من كلية إدارة الأعمال والجودة (205 بدرجة ماجستير و142 بدرجة بكالوريوس)، و32 خريجاً من كلية التعليم الإلكتروني بدرجة ماجستير، و75 خريجاً من كلية الدراسات الصحية والبيئية (52 بدرجة ماجستير و24 بدرجة بكالوريوس)، و16 خريجاً من برامج البحث العلمي ودراسات الدكتوراه (5 بدرجة دكتوراه الفلسفة في إدارة الرعاية الصحية، و10 بدرجة دكتوراه الفلسفة في إدارة الجودة، وخريج واحد بدرجة دكتوراه الفلسفة في قيادة التعلُّم)