تحدث كبير الباحثين ومدير منطقة جنوب وشرق آسيا في معهد أنور قرقاش الدبلوماسي في أبوظبي، حسين حقاني، عن أهمية تطوير العلاقات بين باكستان والهند. وقال في مقابلة لصحيفة «ذي دبلومات»، أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيفيد الاقتصاد الباكستاني، ولكن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، يحتاج إلى عدم إثارة غضب المؤسسة الأمنية في بلاده. وفي ما يلي مقاطع من المقابلة:
■ ما الذي يدفع شهباز شريف في عرضه الأخير «لمفاوضات جدية وصادقة» مع الهند؟
■■ يبدو أن كل رئيس حكومة باكستاني مدني يفهم الحاجة إلى علاقات أفضل مع الهند. ومن المعروف الآن على نطاق واسع بين الباكستانيين، أن الأزمات الاقتصادية المستعصية في الدولة سببها إلى حد كبير النتائج المترتبة على العلاقات السيئة مع الهند. وعلى سبيل المثال، لا تستطيع باكستان توقع أي نمو اقتصادي من دون فتح التجارة مع جارتها العملاقة الهند. وهذا الفهم كان أول ما قاله رئيس الحكومة السابق، نواز شريف، منذ أمد بعيد. وكلما تعمقت الأزمات الاقتصادية في باكستان، يبدو أن شهباز شريف (شقيق نواز شريف) يفهم أن وجود علاقات أفضل مع الهند، سيكون لمصلحة باكستان. ولكنه يريد الحصول على ما يحفظ ماء الوجه في كشمير لإرضاء الجيش الباكستاني.
■ على الرغم من عرضه المحادثات مع الهند، إلا أن شهباز تحدث عن قضية كشمير الملتهبة، وما يحدث فيها من تغيرات. ما موقف حكومة شهباز شريف من كل ذلك؟
■■ تعتبر كشمير قضية عاطفية في باكستان، ويشعر القادة المدنيون غالباً بالقلق حول أي تلميح تسوية حول كشمير ينظر إليه من قبل الخصم، باعتباره نوعاً من «البيع»، وإضافة إلى ذلك فإن مؤسسة الجيش الباكستاني أوضحت مراراً وتكراراً، أن كشمير هي خط أحمر بالنسبة لها. ولهذا فمن الطبيعي أن شهباز شريف يضعها في مقدمة الحوار.
■ تشير المناقشات التي تجري خلف الكواليس أن باكستان مستعدة «لتجميد قضية كشمير 20عاماً»، ولكن هل سيكون ذلك مقبولاً من المؤسسة الأمنية الباكستانية؟
■■ إنه أمر طرحته الهند غالباً، وطلبت استئناف التجارة العامة، والعلاقات الدبلوماسية، في حين يتم تجميد القضايا العاطفية. وترى معظم دول العالم أن هذا النهج معقول، ولكن المؤسسة العسكرية الباكستانية كانت ترفض تاريخياً السماح بأن تصبح قضية كشمير مؤجلة. ويبقى أن ننتظر ونرى ما إذا كانت المؤسسة الأمنية التي تتعامل مع أزمات اقتصادية، وتحديات في أفغانستان، ووضع أمني داخلي سيّئ، مستعدة لتجميد قضية كشمير.
■ تشير التقارير الصادرة عن الإعلام الباكستاني أخيراً، إلى أن المؤسسة الأمنية في حالة تغيّر، وأنها تتراجع عن التدخل في السياسة، هل ثمة تغيّر بالنسبة لكشمير؟
■■ يقوم الجيش الباكستاني بما اعتاد القيام به في الماضي، فعندما تتغير مشاعر العامة ضد دور الجيش في السياسة ينسحب العسكر لتهدئة غضب العامة، ولكن ذلك لا يغير شيئاً من تفوق الجيش في باكستان، إذ إنه مؤسسة متجذرة في السياسة والمجتمع والاقتصاد والسياسة الخارجية. فحتى لو كان هناك تغير في وضع الجيش، فإن ذلك لن يغير شيئاً في القضايا الأساسية في باكستان مثل كشمير.
■ هل تتوقع أن يؤدي عرض شريف بالتفاوض مع الهند إلى أي شيء؟
■■ قد يرغب رئيس الحكومة الهندي، ناريندرا مودي، في أن يترك إرثاً بإجراء تسوية مع باكستان تحسب له. حتى وإن كان ذلك وارداً إلا أن رئيس الحكومة، شهباز شريف، لم يؤكد طرحه السلام مع الهند سوى مرة واحدة.
■ إذا تطور عرض، شهباز شريف، للتفاوض مع الهند، فهل من الممكن أن يكون أداء البلدين مختلفاً هذه المرة؟
■■ تدرك كل من الهند وباكستان ما الذي يجب أن تفعلاه لحل القضايا العالقة بينهما. إذ يجب على باكستان طمأنة الهند حول الإرهاب، في حين يجب على الهند ألا تتجاهل مخاوف باكستان حول كشمير.
الأزمات الاقتصادية المستعصية في الدولة سببها إلى حد كبير النتائج المترتبة على العلاقات السيئة مع الهند.
