تقرير يطالب بإعادة تقييم آليات حماية «الإبداع البشري»
أطلق مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، تقرير «مستقبل القطاعات الإبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي»، لتسليط الضوء على الفرص المستقبلية والاستخدامات الواعدة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف القطاعات الإبداعية التي تشهد نمواً تصاعدياً مستمراً على المستوى العالمي.
جرى إطلاق التقرير خلال مؤتمر صحافي عُقد ضمن «مجالس المستقبل العالمية 2024»، التي نظمتها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دبي، بمشاركة أكثر من 500 من المسؤولين الحكوميين والخبراء والمتخصصين ومستشرفي المستقبل، من الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمجتمعية والمنظمات الدولية في 80 دولة حول العالم. شارك في المؤتمر نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، عبدالعزيز الجزيري، والمدير التنفيذي لقطاع الفنون والأدب في «دبي للثقافة»، الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، ومدير مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات، فيصل كاظم، وبينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لـ«آرت دبي».
ويستعرض تقرير «مستقبل القطاعات الإبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي» مجموعة من المبادئ التوجيهية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإبداعية، للتعريف بتأثيراته المستقبلية المحتملة وتطوير تشريعاته، وإبراز إمكانات وقدرات برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في دعم قطاعات حيوية، مثل الإعلام والنشر والترجمة والفنون والآداب والتصميم والتحريك، وتوظيف الخوارزميات والبيانات والتعلّم الآلي لخدمة الفن والإبداع البشري بدل التنافس معه.
وأكد التقرير ضرورة إعادة تقييم آليات حماية الإبداع البشري، والحرص على أن تبقى العملية الإبداعية انعكاساً للتعبير الفردي، بالتزامن مع معالجة مختلف التحديات الأخلاقية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الصناعات الإبداعية، مع إدراك الإمكانات الهائلة التي يتيحها.
ودعا التقرير إلى اعتماد مبادئ توجيهية متفق عليها دولياً لضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بما يحمي الإبداع البشري والملكية الفكرية والبيانات الشخصية، وذلك من خلال ركائز ثلاث، هي الشفافية، والشمول، والتركيز على الإنسان.
وأكد عبدالعزيز الجزيري أن تكامل الإبداع البشري مع استخدامات الذكاء الاصطناعي يشكل فرصة مستقبلية واعدة مملوءة بالإمكانات والإيجابيات، إذا ما توافرت المبادئ التوجيهية الواضحة التي يتم التوافق عليها دولياً، وتضمن الاستخدام المسؤول والشمول وعدم التحيّز، وتلتزم الشفافية، وتحترم حقوق الملكية الفردية، بموازاة الاستفادة من البيانات والمخزون التراكمي للمعرفة الإنسانية.
وقال: «يهدف التقرير لإطلاق حوار عالمي مع الخبراء والأكاديميين وقادة الأعمال، لتشكيل تصور مستقبلي مدروس لفرص استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في خدمة المجتمع الإبداعي العالمي، بما يعزز مقومات الاقتصاد الرقمي ومشاركة المعرفة والبيانات بالاستفادة من التطبيقات التكنولوجية المستقبلية».
وأكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي يتيح الكثير من الفرص في القطاعات الإبداعية، بفضل قدرته على أتمتة المهام المتكرِّرة، ما يسمح للمبدعين بالتركيز على جوانب أهم وأكثر تعقيداً في عملهم. كما يُتيح تعزيز الإمكانات الإبداعية، عبر تقديم أدوات جديدة لخوض المزيد من التجارب والابتكار، فضلاً عن تمكين الأفراد من المشاركة في الحوار الإبداعي، وإتاحة الفرص للذين لم يكُن بمقدورهم الوصول إلى الأساليب الإبداعية التقليدية للإسهام في المشهد الثقافي العالمي.
وتم إعداد تقرير «مستقبل القطاعات الإبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي»، بالتعاون بين مركز الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات ومؤسسة دبي للمستقبل، وبإسهام أعضاء «مجالس المستقبل العالمية»، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وخبراء من مركز دبي للأمن الإلكتروني، ومختبر دبي للتصميم وهيئة دبي للثقافة والفنون.
عبدالعزيز الجزيري:
. إطلاق حوار عالمي لتشكيل تصور مستقبلي مدروس لفرص استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع الإبداعي العالمي.