وصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى فلوريدا قبيل مثوله التاريخي، اليوم الثلاثاء، أمام محكمة فيدرالية لمواجهة عشرات التهم الجنائية التي تتضمن الاحتفاظ بوثائق سرية بشكل غير قانوني، وإحباط جهود وزارة العدل الأميركية لاستعادتها.
وهذه هي المرة الثانية التي يمثل فيها ترامب أمام محكمة في ميامي بعد ظهر الثلاثاء، منذ أبريل الماضي لمواجهة تهم جنائية.
وتتعلق أول محاكمة أمام وزارة العدل لرئيس سابق بسلوك يقول ممثلو الادعاء إنه عرض الأمن القومي للخطر وينطوي على اتهامات قد تؤدي لعقوبة سجن كبيرة.
ويواجه ترامب 37 اتهاماً، منها تعريض بعض الأسرار الأمنية الأكثر حساسية في البلاد للخطر، بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021، بسبب نقله إلى منزله آلاف الوثائق بعضها سري، عندما غادر البيت الأبيض، بدلاً من أن يعهد بها إلى الأرشيف الوطني، كما رفض بعد ذلك تسليم معظمها، على الرغم من رسائل التذكير من مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وجاء في لائحة الاتهام الاتحادية أن ترامب لم يحسن التعامل مع وثائق سرية تضمنت معلومات عن البرنامج النووي الأميركي السري، وثغرات محلية محتملة لدى الولايات المتحدة في حالة وقوع هجوم. ويواجه المساعد السابق لترامب، والت ناوتا، اتهامات في القضية أيضاً.
وأعلنت وزارة العدل الأميركية عن لائحة الاتهام المكونة من 49 صفحة، وذكرت لائحة الاتهام أن ترامب ناقش مع محاميه إمكانية الكذب على المسؤولين الحكوميين الذين يسعون لاستعادة الوثائق، وحفظ بعضها في صناديق بالقرب من مرحاض، ووزع صناديق تحتوي على بعض هذه الوثائق في أنحاء منزله بمنتجع مارالاغو بولاية فلوريدا حتى لا تعثر عليها السلطات.
وصادر المحققون ما يقرب من 13 ألف وثيقة من منتجع ترامب في بالم بيتش بولاية فلوريدا منذ نحو عام، وحملت 100 من هذه الوثائق طابع السرية.
ونقلت لائحة الاتهام عن ترامب قوله لأحد محاميه: “ألن يكون من الأفضل لو قلنا لهم إنه ليس لدينا أي شيء هنا؟”.
وقبيل موعد محاكمته، كثف ترامب وحلفاؤه جهودهم لتقويض الدعوى الجنائية المرفوعة ضده، وحشدوا من أجل تنظيم احتجاجات.
وصعد ترامب من حدة خطابه المناهض لجاك سميث، المستشار الخاص لوزارة العدل، والذي رفع القضية، ووصفه بـ “المختل عقليا”، كما شدد – دون تقديم أي دليل – على مزاعمه بأنه كان هدفا لاضطهاد سياسي.
وتعهد ترامب بتعيين مدع عام خاص للتحقيق مع الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن وعائلته في حال انتخابه لولاية ثانية.
وهبطت طائرة ترامب في ميامي في حوالي الساعة الثالثة مساء أمس الاثنين بالتوقيت المحلي، ثم استقل سيارة دفع رباعي. ومن المتوقع أن يجتمع ترامب مع مستشاريه قبل مثوله أمام المحكمة، حيث يتطلع للاستعانة بمحامين إضافيين.
وشجع ترامب أنصاره على الانضمام لاحتجاج مزمع أمام محكمة ميامي، وقال ترامب خلال مقابلة مع مستشاره وصديقه، روجر ستون، في راديو (دابليو إيه بي سي): “نحن بحاجة للقوة في بلدنا الآن. عليهم الخروج والاحتجاج سلميا. يتعين عليهم الخروج “.
