ترامب يحقق المزيد من التوغّل في «ولاية بايدن»
في «شارع بايدن» في قلب ولاية بنسلفانيا التي يجب الفوز بها، لا تسير الأمور على ما يرام بالنسبة للديمقراطيين، على الرغم من ارتباط المنطقة بالرئيس الأميركي. فأصحاب الأعمال في مدينة سكرانتون غير سعداء، ليس لأن ابن المدينة الأكثر شهرة تم استبداله بكامالا هاريس في انتخابات الشهر المقبل، بل لأن السنوات الأربع الماضية تحت حكم كل منهما كانت صعبة.
المزاج الساخط هو تحذير لحملة هاريس، التي تحتاج إلى الفوز بهذه الولاية الديمقراطية، حيث كان دعمها متجذراً في الناخبين ذوي الياقات الزرقاء الذين كان دونالد ترامب يحولهم بشكل مطرد إلى قضيته.
وبينما كان المرشح الجمهوري يستعد للعودة يوم السبت إلى مدينة بتلر الصغيرة، حيث نجا من محاولة اغتيال في 13 يوليو، باتت الولاية، التي ينظر إليها الجانبان على أنها حاسمة لتحقيق النصر، قريبة جداً من التكهن.
وقال جوناثان أورتولا (26 عاماً)، مالك صالون حلاقة في أعلى شارع بايدن «لم يعجب الكثير من الناس عندما غيروا اسم الشارع – كان على الشركات تغيير جميع أوراقها الرسمية ومعلوماتها – لكن الناس أصبحوا أكثر غضباً من الطريقة التي سارت بها الأمور منذ ذلك الحين».
وصوّت مجلس مدينة سكرانتون في عام 2021 لصالح تغيير اسم شارع سبرس في منطقة التسوق المركزية تكريماً للرئيس الجديد، الذي قضى أول 10 سنوات من حياته في منزل كبير على الطراز الاستعماري في الضواحي، قبل أن تمر الأسرة بأوقات عصيبة وتنتقل بعيداً.
وبحلول هذا الوقت، كانت أيام مجد المدينة، كمركز إقليمي لصناعات الحديد والصلب والفحم، تتلاشى أيضاً، وانخفض عدد السكان إلى النصف منذ أربعينات القرن الـ20، تاركين وراءهم مباني فخمة، مثل محطة السكك الحديدية السابقة التي أصبحت الآن فندقاً بعد إغلاق خط الركاب إلى نيويورك في عام 1970.
وقال أورتولا: «كانت عائلتي ديمقراطية عندما كنت طفلاً»، لكن ترامب سيحصل على صوته في الخامس من نوفمبر بسبب «كيفية إدارة الأمور خلال السنوات الأربع الماضية، ومدى صعوبة تحمل تكاليف الأشياء». وأضاف: «أشعر أن المنطقة منقسمة بالتأكيد، فقد كان الكثير من السكان أكثر تأييداً لبايدن عندما ترشح ضد ترامب، ولكن مع مرور الوقت تغير الأمر ببطء. ويمكنك أن ترى أنهم غير سعداء».
وانخفض معدل التضخم في بنسلفانيا إلى 3.4%، لكن الولاية شهدت أعلى زيادات في أسعار البقالة العام الماضي من أي ولاية في الولايات المتحدة بنسبة 8.2%، وفقاً للبيانات.
وقالت صاحبة متجر تبلغ من العمر 51 عاماً، والتي شاركت في حملة هيلاري كلينتون في عام 2016، إنها كانت خائفة جداً من وضع لافتات لهاريس أو التحدث بصراحة عن السياسة. وأوضحت: «منذ أن أصبحت صاحبة عمل، لم أتحدث عن السياسة على الإطلاق. لا أريد أن أفقد الأصدقاء أو أزعج أفراد الأسرة أو العملاء».
وكان أحد أهداف رئاسة بايدن هو معالجة الانقسامات في أميركا، ولكن بناءً على أدلة المزاج في شارع بايدن، لم ينجح. وقالت صاحبة المتجر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها: «لقد قطعت مسافة ثلاثة أميال بالسيارة إلى سكرانتون، وأحصيت 70 لافتة لترامب، ما يجعلني متوترة للغاية، ورأيت نحو ثلاث أو أربع لافتات لكامالا». وتابعت: «أعتقد شخصياً أن رئاسة بايدن كانت سيئة للغاية، فالاقتصاد مروع، خصوصاً في سكرانتون، حيث الوضع سيئ حقاً. كنت أفكر في التصويت لترامب، ربما لن أفعل ذلك، لكنني كنت أفكر في ذلك. لذا كنت متحمسة جداً عندما استبدلوه بكامالا هاريس، لأن جو بايدن كان يتجه نحو الانحدار بسرعة».
وتقع سكرانتون في مقاطعة لاكوانا، شمال شرق ولاية بنسلفانيا، التي دعمت باراك أوباما بشدة مرتين، ولكنها دعمت كلينتون بنسبة 50% مقابل 46% لصالح ترامب، وزاد الهامش الذي حصل عليه بايدن إلى 54 مقابل 45% لمنافسه (ترامب)، بفضل جاذبيته للناخبين من الطبقة العاملة، لكن الدلائل تشير إلى أن ترامب يحقق المزيد من التوغل، وهو يخطط لتجمع آخر في المنطقة في وقت لاحق من هذا الشهر.
لا يتم اختيار رئيس الولايات المتحدة بأغلبية الأصوات الوطنية، ولكن من خلال هيئة انتخابية للولايات، حيث تتمتع الولايات الأكبر بأصوات أكثر. ومن بين الولايات السبع التي يمكن أن تتأرجح في أي اتجاه، تعد ولاية بنسلفانيا الأكثر احتمالاً، بهيئة انتخابية مكونة من 19 صوتاً. عن «الغارديان»
• المزاج الساخط هو تحذير لحملة هاريس التي تحتاج إلى الفوز بمدينة سكرانتون الديمقراطية ذات الدعم المتجذر.
• أحد أهداف رئاسة بايدن هو معالجة الانقسامات ولكن بناءً على أدلة المزاج في «شارع بايدن»، لم ينجح.