بوتين وبايدن يلقيان خطابي مبارزة بين البلدين
ألقى كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن خطابي مبارزة يوم الثلاثاء الماضي، قدم كل منهما وجهة نظر مختلفة عن الحرب في أوكرانيا والحوادث التي تجري في العالم بصورة عامة.
وكان الخبر الرئيس في خطاب بوتين الذي استمر نحو ساعتين في النهاية، هو تعليق معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة المعروفة باسم «نيو ستارت»، وهي آخر ما تبقى من اتفاقيات الحد من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة. وقال بوتين إن أعداء روسيا «يريدون إنزال هزيمة استراتيجية بنا والسيطرة على جميع منشآتنا النووية».
وكرر الخطاب تفسير الكرملين للتاريخ ونظرية بوتين لأصول الحروب. وقال بوتين عن الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ عام تقريباً «أريد أن أكرر أنهم هم من بدأ هذه الحرب ونحن استخدمنا القوة ولانزال نواصل استخدامها من أجل إيقافها».
ووصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قرار بوتين تعليق مشاركة روسيا في اتفاقية الحد من الأسلحة بأنه «غير مسؤول ومؤسف للغاية»، في حين قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (ناتو) إن ذلك سيجعل العالم مكاناً أكثر خطراً، ويشجع بوتين على عكس المسار.
ولكن الجدير بالذكر، وفق استطلاع جديد أجراه «يوروبيان كاونسل أون فورين ريلاشن» فإن الرواية الغربية، على الرغم من أن حرب أوكرانيا أدت إلى توحيد الغرب، فإنها لم تكن مقنعة بالنسبة للهند، أو تركيا أو الصين، إذ إن 77% من المشاركين في الإحصاء في الهند يعتقدون أن روسيا لاتزال قوية مثلما كانت قبل الحرب أو ربما أنها أكثر قوة الآن.
أما في بولندا حيث ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن خطابه لم يحظ خطاب بوتين بأهمية كبيرة. ووصف مدير برنامج الندوة الأمنية في وارسو، بارت كوت خطاب بوتين بأنه «أداء وهمي، ويقصد به الاستهلاك لدى الجمهور المحلي»، وكتب كوت في رسالة الكترونية إلى «فورين بوليسي» قال فيها «الإعلان المتعلق باتفاقية ستارت الجديدة ربما يعتبر خطوة أخرى من أجل بناء مخاوف نووية لدى الغرب. والأمر الذي يستحق الإشارة كان التعليق المباشر على طبقة الأوليغاركية وممتلكاتهم في الغرب، وهي إشارة على تزايد عزلة النظام، وطريقة لإرسال رسالة إلى دوائر الأعمال التي يتوقع بوتين ولاءها له».
ومن ناحيته، أبلغ بايدن المتجمعين في القلعة الملكية في وارسو، في بولندا أن «كييف لاتزال صامدة بقوة»، وقال بايدن «لا يمكن إرضاء شهية الأنظمة الشمولية. وهم لا يفهمون سوى كلمة: لا لا». وأضاف «ولقد تزايد تعداد الديمقراطيين، لكن الأنظمة الشمولية أصبحت أكثر ضعفاً، وليس قوة». وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة له بعد خطاب بايدن «أعتقد أن أميركا وقيادتها تحشد العالم من خلفها من أجل دعم أوكرانيا. ومعها نستطيع تحقيق النصر».
وكتب كوت «الأمر المهم بالنسبة لبولندا أنها تؤكد من جديد التزامات الولايات المتحدة للدفاع والأمن عن أوروبا، والأهمية الاستراتيجية للشراكة البولندية الأميركية». وأضاف «بصورة عامة، كلا الخطابين يثبتان أن الحرب الدائرة حالياً في أوكرانيا هي جزء من مواجهة أكبر بين عالمين مختلفين».
ايميلي تامكين صحافية في «غلوبال أفيرز»