بعد 46 ساعة تحت الأنقاض.. «شام» و«عمر» يبدآن رحلة علاجهما في الإمارات
بدأت الطفلة السورية (شام – تسع سنوات)، وشقيقها (عمر – 15 سنة)، اللذان قضيا 46 ساعة تحت الإنقاض جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب بلدهما، أولى خطوات علاجهما في الإمارات، بإجراء عمليتين جراحيتين لمواجهة «هرس الأطراف»، نتيجة انقطاع الدم عن أرجلهما أربعة أيام متواصلة، في إطار توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي (أم الإمارات)، بعلاج عدد من مصابي الزلزال في سورية، بينهم أطفال في مستشفيات الدولة، وتكفلت سموها بنفقات علاجهم وكل الالتزامات المترتبة على ذلك.
وتفصيلاً، استقبلت مدينة برجيل الطبية أول من أمس، الشقيقين السوريين، (عمر وشام)، بعد أن تم نقلهما إلى الدولة، حيث قام «الهلال الأحمر الإماراتي»، بالتعاون مع مستشفى برجيل، بإعداد طائرة طبية خاصة قامت بنقلهما من تركيا إلى أبوظبي، وتم تشكيل فريق طبي متخصص لـ(شام) وشقيقها، وتوفير العلاج العاجل لهما في مدينة برجيل الطبية.
وأكد الرئيس التنفيذي للعمليات والتشغيل بمدينة برجيل الطبية، ناصر سيف الريامي، استقرار حالة الطفلة السورية شام وشقيقها عمر، اللذين تم استقبالهما صباح الأربعاء الماضي، لتلقي العلاج في أبوظبي، جراء زلزال سورية وتركيا. وقال الريامي: «بناء على توجيهات القيادة، بدأت العمليات الجوية التابعة لـ(الهلال الأحمر الإماراتي)، بالتعاون مع برجيل القابضة في نقل الطفلة (شام) وشقيقها عبر طائرة خاصة من العاصمة التركية إسطنبول، في مهمة استغرقت 12 ساعة، تضم فريقاً طبياً مكوناً من أطباء ومسعفين، وبمجرد وصولهم إلى الدولة، نقلا على الفور وذويهما إلى مدينة برجيل الطبية الواقعة بمدينة محمد بن زايد في أبوظبي، لتلقي العلاج اللازم وتوفير كل أشكال الدعم لهما ولذويهما»، مشيراً إلى أن الطفلة شام وشقيقها عانيا البقاء تحت الأنقاض في الزلزال الأخير الذي حدث في سورية مدة 46 ساعة، ما عرضهما لمتلازمة هرس الأطراف لانقطاع تروية الدم للأرجل.
وأوضح أن الطفلة (شام) وشقيقها سيخضعان لعمليات جراحية عدة، من بعدها فترة تأهيل جسدي ونفسي مخصص.
فيما أكد أفراد أسرة (شام وعمر) المرافقون لهما، أن أيادي الإمارات البيضاء ستظل ممدودة للعالم بالخير والعطاء، معربين عن تقديرهم وشكرهم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي وجهت بعلاج عدد من مصابي الزلزال في سورية، بينهم أطفال في مستشفيات الدولة، وتكفلت سموها بنفقات علاجهم وكل الالتزامات المترتبة على ذلك. وقال بشار عليق، ابن عم (شام وعمر)، الذي رافقهما إلى أبوظبي مع ستة آخرين من أفراد الأسرة: «إن (شام وعمر) ظلا مدة 46 ساعة تحت الأنقاض، شهدا خلالها موت أمهما وشقيقتهما»، مشيراً إلى أن الأسرة كانت تسكن بالدور الأرضي في بناية مكونة من ستة طوابق، وقد انهارت بفعل الزلزال هي والعديد من البنايات المحيطة، ما أخّر فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم، نتيجة تراكم الكتل الإسمنتية الناتجة عن انهيار المباني. وأضاف: «عندما سمع أفراد الإنقاذ أصوات استغاثتهم، حاولوا قدر إمكانهم الوصول إليهم، وأول من خرج من الأسرة هي أختهم الكبرى منتهى، وكانت سليمة، وأخبرت المسعفين بأن عائلتها سليمة، وأن والدها ووالدتها على الطرف الآخر من المبنى، وبعدها بدأت محاولات إخراج (عمر وشام)، واستغرق الأمر وقتاً أطول، بسبب سقوط حديد وكتل حجرية على أرجلهم»، مشيراً إلى أن شقيقتهم الرابعة ماتت بعد وقت قليل من وقوع انهيار المبنى، وكانوا يعتقدون أنها فقدت وعيها فحسب، فيما تحدثت أمهما معهما وطلبت منهما مساعدتها ووالدهما، وبعدها فارقت الحياة، حيث كانت مصابة في الرأس ومناطق متعددة من الجسم. وأشار إلى أن (شام وعمر) تم نقلهما في البداية من قريتهما في سورية إلى تركيا، للحصول على العلاج، حيث قرر الأطباء في إسطنبول أن (شام) بحاجة إلى إجراء عمليات بتر تمثل 100% من حجم الساقين، بسبب الإصابات التي ألمت بهما، وبسبب عدم تلقيها العلاج اللازم في الوقت المناسب، إلا أن والدها رفض بشدة، وبعد ذلك تقرر لهما السفر إلى الإمارات بطائرة خاصة، تحمل طاقماً طبياً متخصصاً، ما جعلنا نشعر بأننا في أيدٍ أمينة، وأن حالتنا ستكون أفضل مما هي عليه بكثير، قائلاً: «إننا ممتنون لقيادة دولة الإمارات، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) على هذا العمل النبيل الذي قاموا به من أجل (شام وعمر)».
أفراد أسرة شام وعمر: الإمارات يد ممتدة بالخير إلى العالم.