بطموح زايد وحلم العرب.. سلطان النيادي إلى الفضاء اليوم
ينطلق، اليوم الخميس، رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وطاقم مهمة crew-6 إلى محطة الفضاء الدولية، في أطول رحلة لرائد فضاء عربي، بعدما تم تأجيل الإطلاق، الإثنين الماضي، بسبب مشكلة تتعلق بالأنظمة الأرضية.
وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء أن الأنظمة تبدو في حالة جيدة لإطلاق مهمة Crew-6 عند التاسعة و34 دقيقة صباحاً (بتوقيت الإمارات)، مشيراً إلى أن حالة الطقس ملائمة للإطلاق بنسبة 95%.
وأعدّ مركز محمد بن راشد فيديو تعريفياً بالمهمة، ذكر فيه أن «أجمل القصص هي التي لا تعرف نهاية.. هنا منذ أكثر من أربعة عقود، بدأت قصتنا مع طموح زايد.. استمرت مع مرور السنوات، وتراكم الخبرات، حملتنا إلى محطة الفضاء الدولية للمرة الأولى عام 2019، واليوم نعود إلى هنا مع رائد الفضاء سلطان النيادي لمدة ستة أشهر، لإنجاز أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء.. نعود إلى تجارب علمية وأبحاث.. نعود لنبقى حاملين طموح زايد من مهمة إلى مهمة».
كما قال المركز في تغريدة له على «تويتر»: «مستعدون للموعد المقبل لانطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.. اللحظة التاريخية تقترب، والطموح يكبر».
ونشر سلطان النيادي على صفحته بموقع «تويتر» بيت شعر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يقول فيه: «نمشي على درب ما توطاه الأقدامي.. وإن وعِرت الأرض يعجبني المشي فيها».
وأكدت وكالة «ناسا» أن اختيار الموعد الجديد يستند إلى معالجة المشكلات التقنية التي تسببت في إلغاء الإطلاق الأول.
وذكرت أن الظروف الجوية مواتية لإطلاق «crew-6» بنسبة 95%، حيث تعمل الرحلة من خلال قاعدة هطول الأمطار، باعتبارها مصدر القلق الرئيس بشأن الطقس، لافتة إلى أن الظروف تعتبر ضمن الحدود المقبولة، ولكنها ستظل تحت المراقبة.
وأكدت أن طاقم (crew-6) اختتم استعداداته للانطلاق اليوم إلى محطة الفضاء الدولية، على متن مركبة دراغون التي يحملها الصاروخ «فالكون 9» من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، بعد الانتهاء من مراجعة الاستعداد للإطلاق، وإحاطة الطقس، واجتماع إدارة المهام في 28 فبراير.
وقبل محاولة الإطلاق الأولى، وقّع رائد الفضاء سلطان النيادي على جدار الغرفة البيضاء، وهو تقليد متبع لرواد الفضاء، بينما أجريت عمليات الفحص داخل كبسولة المركبة دراغون، للتأكد من سلامة طاقم المهمة».
ويحظى النيادي بمتابعة تصل لأكثر من 87.5 ألف شخص على منصتي «تويتر» و«إنستغرام»، حيث وجّه عدد كبير من متابعيه رسائل دعم له، تعبر عن شعورهم بالفخر إزاء ما يوشك على تحقيقه.
وقال متابع: «سلامتكم أهم من كل شيء، الله يوفقك، والجميع يفتخر بك». وقال ثانٍ: «موفق يا بطل، أنت نموذج مشرّف وقدوة للشباب الإماراتي والعربي ولشباب العالم». وقال ثالث: «كفو ولد زايد ما هي غريبة.. الله يحفظك، وترد سالم غانم بحول الله». وكتب آخر: «لا مانع أن نعيش معك لحظات الفخر والاعتزاز والترقب والدعاء مرة ثانية.. وهمتكم وعزيمتكم أكبر بكثير من هذا الموقف. كل التوفيق أخي العزيز سلطان النيادي، لك ولجميع الطاقم وفرق العمل، ودمتم بصحة وعافية وسلامة.. والطموح دوماً يعانق السماء بعون الله».
وتعد «مهمة crew-6» أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، وثاني مهمة إماراتية إلى محطة الفضاء الدولية، وأطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
ويضم طاقم المهمة، إلى جانب سلطان النيادي، كلاً من قائد المهمة رائد الفضاء ستيفن بوين (ناسا)، وقائد المركبة رائد الفضاء وارين هوبيرغ (ناسا)، واختصاصي مهمة رائد الفضاء أندري فيدياييف (روسكوزموس).
كما يشمل الطاقم الاحتياطي للمهمة كلاً من رائد الفضاء هزاع المنصوري، وقائد المركبة الفضائية ياسمين مغبيلي (ناسا)، وأندرياس موجينسن من وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف من وكالة الفضاء الأوروبية.
وتعتبر المهمة جزءاً من البعثة الاستكشافية 68/69، حيث ينضم رواد فضاء روسكوزموس نيكولاي شاب، وأوليج كونونينكو، ورائدة فضاء ناسا لورال أوهارا، إلى الفريق لاحقاً.
ويطلق مصطلح البعثة الاستكشافية لمحطة الفضاء الدولية عادة على الطاقم الذي يشغل المحطة الفضائية ويستخدمها للبحث والاختيار.
ويقوم النيادي خلال المهمة بإجراء سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة، من أجل التوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي، إضافة إلى مشاركته في برنامج توعوي وتثقيفي.
وستسهم النتائج المتوقعة حول المهمة في إفادة المجتمع العلمي وقطاع الفضاء عالمياً، كما ستجعل دولة الإمارات أول شريك من خارج محطة الفضاء الدولية، والدولة رقم 11 عالمياً التي ترسل رواد فضاء بمهام طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وتعمل على تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء. وقضى سلطان النيادي أكثر من 1700 ساعة من الاختبارات والتدريبات الخاصة بمهمة الفضاء، حيث بدأت التدريبات مع «ناسا» أوائل عام 2020، وتمت التدريبات في مختبر الطفو المحايد، التابع لـ«ناسا» بمركز جونسون للفضاء.
وبين مركز محمد بن راشد للفضاء أن النيادي شارك في تدريبات تحت الماء لمحاكاة السير في الفضاء، وتدرب على طائرة t-38 jet. كما تدرب على استخدام بدلة السير في الفضاء، وذراع روبوتية، وشارك في تدريبات التعامل مع سيناريوهات محتملة للطوارئ.
وشملت التدريبات، تمارين على جميع أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، وعلى إنقاذ الطاقم، وأداء المهام اليومية.
وستجري مهمة «crew-6»، كما هو مقرر 20 تجربة علمية، بالتعاون مع وكالة «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية والمركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا).
وستشمل مجموعة واسعة تشمل، نظام القلب والأوعية الدموية، وعلم «ما فوق الجينات»، وعلم النبات، ودراسة الإشعاعات، وآلام الظهر، وجهاز المناعة، وعلم المواد، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم السوائل، ودراسة النوم.
وأكد مركز محمد بن راشد للفضاء أن المهمة تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كشريك عالمي في مهام الفضاء المأهولة، وتعزيز التعاون بين الدول والجهات، لتحقيق الأهداف المشتركة بالاكتشافات العلمية، والحصول على مستقبل مستدام للبشرية، ودعم رؤية الإمارات من أجل بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث العلمي، وتمهيد الطريق لمبادرات مستقبلية، تسهم في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة في قطاع استكشاف الفضاء، وفي مهام استكشاف الفضاء العالمية، من خلال تطوير وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وتشجيع ثقافة البحث العلمي والاكتشاف والابتكار.
• سلطان النيادي ينشر جزءاً من قصيدة لمحمد بن راشد: «نمشي على درب ما توطاه الأقدامي.. وإن وعِرت الأرض.. يعجبني المشي فيها».
• 24 ساعة مدة رحلة الطاقم حتى الوصول إلى المحطة الدولية.
وكالة «ناسا»:
• «اختيار الموعد الجديد يستند إلى معالجة المشكلات التقنية التي تسببت في إلغاء الإطلاق الأول».