اخبار الامارات

«بريكس».. قوة اقتصادية عملاقة وكتلة بشرية هائلة

بدأت فكرة تأسيس مجموعة «بريكس» كتكتل اقتصادي عالمي في عام 2006، وبعد سلسلة من الاجتماعات حول تأسيس التكتل عقدت المجموعة اجتماعها الأول في عام 2008 باليابان على هامش قمة مجموعة الثماني G8؛ حيث كانت مكونة من أربع دول، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين، وسُميت آنذاك بالـ«بريك» (BRIC)، إلى أن انضمت إليها دولة جنوب إفريقيا في 24 ديسمبر 2010، فأصبحت تسمى «بريكس» (BRICS)، وهي الأحرف الأولى لأسماء دول المجموعة بالإنجليزية.

ووفقاً لتحليل أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، أمس، فإن ما يميز هذا التكتل عن غيره من باقي التكتلات العالمية، هو أنه غير تقليدي؛ فدوله لا تشترك في النطاق الجغرافي، بل تنتشر في أربع قارات (آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا)، وتشترك في كونها دولاً تسعى إلى تحسين الوضع والثقل العالمي، والتنمية الاقتصادية، وهو الهدف الرئيس الذي دفعها لتأسيس هذا التكتل.

وأضاف المركز في تحليله أنه رغم حداثة عهد تكتل بريكس وصغر عدد أعضائه مقارنة بنظرائه من التكتلات الاقتصادية مثل الاتحاد الأوروبي والآسيان، فإن بريكس أصبح أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم؛ نظراً للثقل الاقتصادي للدول الأعضاء في ظل ما تتمتع به من إمكانات بشرية وصناعية وزراعية، بما جعل قراراته محط اهتمام وتأثير عالميين.

وشكل مجموع الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في بريكس نحو 25.9 تريليون دولار خلال عام 2022، كما تُعَد دوله من الدول التي شهدت معدلات نمو اقتصادي سريعة؛ ما جعلها من أكبر الاقتصادات العالمية، مثل الصين الاقتصاد الثاني الأكبر عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية.

وبالنظر إلى الثقل التجاري العالمي لتكتل البريكس في عام 2022، نجد أن الصين تتصدر دول العالم بحصة تصديرية تبلغ نحو 15% من إجمالي الصادرات العالمية، وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الاستيراد بحصة عالمية تجاوزت 11%، ولم يقتصر الثقل على الصين وحسب، فهناك روسيا – الثانية عالمياً في تصدير الوقود – وتأتي في الترتيب 15 عالمياً من حيث الصادرات، فيما تحتل الهند المرتبة 21 على مستوى التصدير عالمياً والـ17 عالمياً من حيث الاستيراد.

وبجانب اتساع المساحة الجغرافية لدول بريكس التي تشكل مجتمعة نحو 26% من مساحة العالم، تمتلك أيضاً نحو 42% من إجمالي تعداد سكان العالم بإجمالي 3.25 مليارات نسمة خلال عام 2022، بما يجعلها سوقاً عالمية هائلة من حيث قوة العمل والإنتاج وكذلك التوزيع والاستهلاك.

وبعدما اتفقت دول بريكس في قمتها الأخيرة بجنوب إفريقيا على منح الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا وإيران، العضوية الكاملة اعتباراً من الأول من يناير 2024، قال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، إنه مع انضمام الأعضاء الجدد، بات التكتل الآن يمثل قوة اقتصادية وبشرية هائلة.

ويتميَّز الهيكل السلعي لصادرات دول بريكس بالتنوع؛ وذلك نتيجة تنوع هيكلها الإنتاجي بما يمنح تلك الدول فرصاً كبرى للتجارة البينية وتكامل سلاسل التوريد والإنتاج بينها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى