اخبار الامارات

امرأة نيبالية تحارب العبودية الحديثة في العالم

عندما كانت المرأة النيبالية نسرين الشيخ تمشي في الشارع، لم تكن ترى وجوه الناس الذين يمرون بجانبها، وإنما الملابس التي يرتدونها، ومعاناة الأشخاص الذين صنعوها، وخلال طفولتها اعتادت نسرين العمل 20 ساعة يومياً في ورش عمل في نيبال، حيث تخيط الأقمشة التي ستصبح ملابس يتم بيعها لمستهلكين لا يدرون التكاليف الحقيقية لإنتاجها.

وتقول نسرين عبر الهاتف من ولاية فلوريدا: «90% من دماغي لايزال يعيش طوال الوقت في هذه التجارب، ومن الصعب ألا أكون هناك».

وخلال هذا الأسبوع، كانت نسرين في لندن كجزء من فريق يقوم بحملة لإطلاق مؤشر العبودية العالمي، وهو تقرير أعدته مؤسسة «واك فري» غير الربحية التي تسعى إلى إنهاء العبودية الحديثة.

ومنذ النسخة السابقة لهذا المؤشر في عام 2018، تشير تقديرات هذا التقرير إلى أن نحو 10 ملايين شخص إضافيين في العالم أصبحوا يعيشون العبودية الحديثة، بحيث يصبح تعداد الذين يعيشون العبودية نحو 50 مليوناً. وتقول مؤسسة «واك فري» إنها «أزمة ناجمة عن جائحة كورونا وتغير المناخ، والصراعات، والنزعة الاستهلاكية المتفشية، وأسهم في إطالة أمدها عدم قيام الحكومات وقادة الشركات بالتحرك لوضع حد لها».

ومنذ التقرير الصادر عام 2018، أصدر العديد من الدول قوانين تجرّم العبودية الحديثة التي تجبر الشركات الضخمة على تفحّص سلاسل الإمداد لديها، وتجرم العبودية الحديثة عندما تكتشفها.

ولكن على الرغم من وجود بعض التقدم في محاربة العبودية الحديثة، فإن الأزمات العالمية دفعت الملايين من الناس إلى مزيد من عمالة العبودية، وأدت الانكماشات الاقتصادية الشديدة إلى جعل العديد من العائلات ترسل أطفالها إلى العمل أو بناتها إلى الزواج في سن الطفولة، بهدف كسب المال، والتخلص من عبء إطعام شخص من العائلة، في حين أسهمت الصراعات في دفع العديد من العائلات إلى هجر منازلها، وفي بعض الأحيان إلى عبور الحدود إلى دول تتسم بسياسات قاسية في التعامل مع اللاجئين.

وقال التقرير: «أدى تأجيج الشعور المعادي للمهاجرين في العديد من الدول، خصوصاً في أوروبا، إلى جعل دول هذه القارة تفرض سياسات أكثر تقييداً، عرّضت اللاجئين لمزيد من مخاطر الاستغلال».

وكانت نسرين في نيبال خلال الأيام الأولى من جائحة «كورونا». وقالت: «الأزمة أظهرت أن الحكومات يمكنها نشر رسائل قوية لشعوبها إذا كان لديها الإرادة»، مضيفة: «لقد استخدموا جيوشهم، والقادة المحليين الدينيين، لتعليم الشعب كيف ينتبه للجائحة، وكانوا يهدفون من وراء ذلك إلى أن يبعثوا برسالة مفادها: أيها الشعب توجد جائحة، عليكم أن ترتدوا الكمامة».

وتعتقد نسرين أنه يجب على الحكومات فعل الأمر ذاته لتنبيه الشركات إلى قضية العبودية الحديثة، وتعلم العمال الذين لا يعرفون أنهم يعيشون حالة من الاستغلال. وقالت نسرين التي أنشأت مؤسسة «إمبورمنت كوليكتف» غير الربحية التي مقرها الولايات المتحدة للمساعدة على نشر الوعي: «لم أكن أعرف ما معنى عمالة الأطفال حتى جئت إلى الولايات المتحدة، وكان ذلك بمثابة شيء جديد بالنسبة لي، لأنني اعتدت رؤية الأطفال يعملون في كل مكان في نيبال».

• نحو 10 ملايين شخص إضافيين في العالم أصبحوا يعيشون العبودية الحديثة، وفق تقرير أعدته مؤسسة «واك فري» غير الربحية التي تسعى إلى إنهاء هذا النوع من العبودية الحديثة.

• تخلصت نسرين من العبودية خلال الطفولة بعد لقائها في وقت سابق مع الأميركية ليسلي جون، المقيمة في نيبال، والتي علمتها اللغة الإنجليزية، وبيّنت لها ما الذي تستطيع القيام به. وعن طريق الحصول على قرض قامت بافتتاح عمل خاص بها في العاصمة النيبالية كاتامندو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى