اخبار الامارات

العالم كرّس موارده للحروب بدلاً من توظيفها لحل أزمة المناخ

تحدث الرئيس الكولومبي، غوستاف بيترو، الذي تحوّل من عضو في ميليشيا إلى رئيس لبلاده، عن توجه العالم نحو الحروب بدلاً من تكريس الوقت لحل أزمة المناخ. وقال بيترو، وهو أول يساري يتسلم رئاسة كولومبيا، في مقابلة مع موقع «ديموكراسي ناو»، إنه يجب على العالم إزالة الكربون من الاقتصاد.. وفيما يلي مقتطفات من هذه المقابلة:

•  قلتَ إن البشرية كرّست نفسها للحروب بدلاً من توظيف مواردها لمحاربة أزمة تغير المناخ.. كيف تقترح أن يقوم العالم بذلك؟

••  الحديث عن أزمة تغير المناخ مسألة مختلفة تماماً عن محاولة الحديث عن قضايا أخرى، لأنها ذات أهمية وجودية بالنسبة للعالم. وكانت الدول الأكثر قوة في العالم قد تعهدت في قمة المناخ في باريس عام 2015 بجمع 100 مليار دولار لهذا الغرض، وهو مبلغ صغير الآن مقارنة بما يحتاج إليه العالم لحل هذه الأزمة التي تؤثر حالياً في العالم بصورة كارثية في العديد من المناطق، ولكن لم يتم جمع إلا 10 مليارات حتى الآن، وفي الوقت نفسه جمعت دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة مبلغ 100 مليار دولار، خلال أسبوع واحد فقط، من أجل الحرب في أوكرانيا، ما أدى إلى تفاقم هذه الأزمة.

•  دعوت إلى إزالة الكربون من الاقتصاد، عن طريق وضع حد لاستخدام الوقود الأحفوري في كولومبيا، ومع ذلك فإن الخبراء في بلدك يقولون إن النفط هو على رأس قائمة السلع التي تصدرها كولومبيا، ولديك أكبر منجم فحم حجري في العالم.. هل يمكنك الحديث كيف تقوم بإنجاز كل ذلك؟

••  نعم، إنها قضية خاضعة للنقاش في كولومبيا بصورة خاصة، وأردت أن أظهر للعالم أنه حتى لو أننا نعيش على الفحم والنفط، فإن رئيس الدولة يستطيع أن يطلب من دول العالم إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي. ومن المنطقي أن يكون هناك موقف يدعو إلى التغيير ووقف استخدام الفحم والنفط والغاز، حتى بين الدول المصدرة لهذه المعادن. وأعتقد أن هذا الأمر يعتبر أساسياً بالنسبة لأميركا الجنوبية، التي تتميز معظم ثرواتها بالتنوع الطبيعي، وحجم الماء، والشمس الساطعة التي تشع عليها، إضافة إلى الرياح التي تهب عبر المنطقة، وبالطبع فإن كل ذلك يمثل مصادر غنية بالطاقة النظيفة.

•  أريد التحدث حول الهجرة التي ترتبط بصورة مباشرة مع تغير المناخ. وأنت تحدثت عن ذلك، وعن العنف المناخي، والصراعات، ووصفت مشهد عشرات الآلاف من طالبي اللجوء بأنه «رحيل إنساني»، حيث يرحل هؤلاء عبر منطقة «دارين غاب» القاتلة، وهي تقع على الحدود الكولومبية وبنما.. ما الذي يمكن القيام به لضمان سلامة اللاجئين، خصوصاً عندما يصلون إلى الولايات المتحدة؟

••  قبل ثلاث سنوات لم يكن هناك من يعبر من منطقة دارن غاب، ولكن في هذا العام، بلغ تعداد من مروا من هذه المنطقة نحو نصف مليون شخص، وبالنظر إلى كثافة العابرين من المنطقة التي بلغت 3000 شخص يومياً، فإن العام المقبل سيشهد مرور نحو مليون شخص من هذه المنطقة، وبعد ذلك يصلون إلى أميركا الوسطى، ومن ثم إلى المكسيك، قبل الوصول إلى الولايات المتحدة. إنه رحيل لم تشهده كولومبيا من قبل، ويمر خلال مناطق غابات هي الأكثر وحشية في العالم.

•  هل فكرت يوماً ما في إنك ستتحول من رجل ميليشيا إلى رئيس كولومبيا؟

••  أبداً، بالمطلق لم أفكر في ذلك. وكنت أنوي بدء ثورة، ولا أزال أريد القيام بذلك الآن، ولكن بمفهوم مختلف. ولكن بعد أن تخليت عن الميليشيا، قمت بمساعدة العديد من المرشحين للرئاسة، الذين كانت ترتفع أعداد ناخبيهم بدعم من الحركة التقدمية في كولومبيا. والجدير بالذكر أنه حدثت أشياء مرعبة في كولومبيا، فقد تمت إبادة حزب سياسي كامل، وقتل 5000 ناشط، في بيوتهم، دون أن تكون في ايديهم أية أسلحة، وأمام أطفالهم وعائلاتهم.

• تعهدت قمة المناخ في باريس عام 2015 بجمع 100 مليار دولار لهذا الغرض، وهو مبلغ صغير الآن مقارنة بما يحتاج إليه العالم لحل هذه الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى